كانت الرسائل المكتوبة بخط اليد، الطريقة الوحيدة للتواصل مع «سانتا كلوز» أو «بابا نويل»، لكن في ظل تطور تكنولوجيا الاتصالات، بات من الممكن الوصول إليه عن طريق البريد الإلكتروني والمحادثات النّصية، وحتى الدردشة المرئية. ولكن السؤال: مَن هو بالضبط الشخص الذي يتولّى الرّد على الطّرف الآخر من الخط؟
على الرّغم من أنّ بعض الأطفال يدوّنون رغباتهم بخط اليد لإرسالها إلى القطب الشمالي، فإنّ هناك أعداداً متزايدة من المواقع باتت تعرض طرقاً متنوعة للاتصال بـ«سانتا كلوز» عبر الإنترنت.
وعندما اعترفت بنات آلان كير، بأنهنّ لم يعدن يؤمنّ بـ«سانتا كلوز»، فإنه لم يتردد بمشاركتهن الاعتراف ذاته، بل قال: «أخبرتهم الحقيقة»، قلت لهم: «أنا أعمل في موقع (سانتا)».
كير هو خبير اقتصادي متمرس، عمل في الحكومة الكندية، وهو نفسه من يقف وراء موقع Santa.com الإلكتروني الذي يضم القزم الضاحك، وكذلك الألعاب والمسابقات وخيار إرسال رسالة إلى القطب الشمالي.
وأفاد كير بأنّه في كل عام، يتلقّى مكتبه في منطقة كالغاري أكثر من مليون رسالة، وغالباً ما يطلب مرسلوها جِراءً ودراجات. وفي الآونة الأخيرة، اشتملت بعض المطالب على هواتف «آيفون»، فيما كشف بعض الأطفال عن مصاعب تواجههم، مثل التعرض للتخويف في المدرسة، أو معاناتهم من مرض معين.
وفي غضون لحظات قليلة، وبفضل برنامج حاسوبي يحدد الكلمات الرئيسية في الرسالة، بما في ذلك الموقع والعمر و«عمل الخير» المطلوب، يتلقى المرسل رسالة خاصة من سانتا، يشير فيها إلى تلبية طلب الحصول على الجرو أو يتأكد من العنوان، ويقدم كلمات التشجيع أو طرق الحصول على المساعدة في أمر ما.
وحسب كير، منذ أن بدأ تشغيل موقعه الإلكتروني مستغلاً فترة إضراب عمال البريد على مستوى البلاد عام 1997، فقد لاحظ أن زبائنه باتوا أكثر ذكاءً وفطنه بعد أن بدأوا بالسؤال لمعرفة متلقي الاتصال على الطرف الآخر، وما إذا كان «سانتا كلوز» يعرفهم حقاً وسيلبي طلبهم.
الآن يستخدم الموقع برمجيات تتضمن آلاف الأسطر من التعليمات البرمجية التي تتوقع وبذكاء ملحوظ أنواع الأسئلة والأفكار والمشاعر التي قد ترد إليه. كما أنّه يعرض رسائل مصورة، ومقاطع لسانتا كلوز يلبّي طلبات الأطفال عشية عيد الميلاد، ومنها تلك المتعلقة بالحيوانات الأليفة.
وقال كير (57 سنة) عن المواقع الإلكترونية التي تعرض خدمات سانتا كلوز: «كان الأطفال في ذلك الوقت أذكياء، وكان من السهل اكتشاف زيفه. لكن في الوقت الحالي، فإن هذه المواقع جيدة حقاً».
بيد أن الأطفال لا يزالون يراسلون سانتا كلوز في القطب الشمالي بخط اليد، ويهمسون برغباتهم في أذن سانتا المًوجود في المركز التجاري، رغم أن ثقافة اليوم تتطلب استجابة أسرع، حسبما ذكرت «نيويورك تايمز».
من جانبه، قال ألكسندر بيرار، مؤسس الموقع عام 2008: «إننا لا نزال نحترم تقليد الرسائل المكتوبة باليد».
ولكن بالنسبة للمواقع الإلكترونية، ومن أجل الحفاظ على سحر سانتا للأجيال المقبلة، فإنّ الآباء يطلبون ميزات أكثر عملية لجعل التجربة قابلة للتصديق، مثل جعل سانتا ينطق اسم الطفل أثناء مشاهدته للفيديو.
التواصل مع رسائل «سانتا كلوز» عبر «الواي فاي»
التواصل مع رسائل «سانتا كلوز» عبر «الواي فاي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة