رابطة كرة القدم الإنجليزية تطالب بتدخل حكومي لمواجهة العنصرية في الملاعب

تعرض روديغر مدافع تشيلسي للإساءة من قبل جماهير توتنهام فجر الأزمة مجدداً

الحكم يوقف المباراة بينما يظهر روديغر مدافع تشيلسي (رقم 7) وهو يتعرض للإهانات العنصرية من جمهور توتنهام (إ.ب.أ)
الحكم يوقف المباراة بينما يظهر روديغر مدافع تشيلسي (رقم 7) وهو يتعرض للإهانات العنصرية من جمهور توتنهام (إ.ب.أ)
TT

رابطة كرة القدم الإنجليزية تطالب بتدخل حكومي لمواجهة العنصرية في الملاعب

الحكم يوقف المباراة بينما يظهر روديغر مدافع تشيلسي (رقم 7) وهو يتعرض للإهانات العنصرية من جمهور توتنهام (إ.ب.أ)
الحكم يوقف المباراة بينما يظهر روديغر مدافع تشيلسي (رقم 7) وهو يتعرض للإهانات العنصرية من جمهور توتنهام (إ.ب.أ)

عادت العنصرية إلى ملاعب كرة القدم لتلقي بظلالها بعد الحادثة التي شهدتها مباراة أول من أمس في الدوري الإنجليزي بين توتنهام وجاره اللندني تشيلسي (صفر - 2)، حيث تعرض مدافع الأخير الألماني أنطونيو روديغر لإهانات عنصرية من الجمهور، ما دفع رابطة اللاعبين المحترفين إلى المطالبة بتحقيق حكومي.
ورأى مدرب تشيلسي فرنك لامبارد الذي تفوق على «معلمه» البرتغالي جوزيه مورينيو بإسقاط توتنهام في معقله، أن «هناك ضرورة للتعامل مع المشكلة بحزم»، فيما وعد توتنهام بـ«تحقيق شامل» بعدما وجد الحكم أنتوني تايلور نفسه مجبرا على إيقاف المباراة في شوطها الثاني عندما اشتكى روديغر من سماع صيحات قردة صادرة من مدرجات جمهور سبيرز.
وبدأت الحادثة بعدما تسبب روديغر نفسه بطرد نجم توتنهام الكوري الجنوبي سون هيونغ - مين بسبب «سلوك عنيف» أكدتها تقنية الإعادة بالفيديو «في إيه آر» إثر ركله المدافع الألماني على صدره بعد أن عرقله الأخير دون أن يحتسب خطأ للكوري الجنوبي، ما أثار حفيظته.
وتعرض روديغر، صاحب البشرة السوداء، بعد ذلك للإهانة العنصرية من مدرجات توتنهام ما دفع بالقيمين على الملعب إلى إطلاق ثلاثة نداءات على مكبرات الصوت قالوا فيها إن «تصرفا عنصريا من قبل المشجعين يؤثر على المباراة».
وكشف مدافع وقائد تشيلسي الإسباني سيزار أزبيليكويتا أنه لم يتردد في تبليغ الحكم عما حصل بحق زميله الألماني، موضحا «طوني (روديغر) جاء إلي وقال إنه سمع أغاني عنصرية موجهة ضده، فأبلغت عنها للحكم».
وتابع: «علينا جميعا أن نعمل على إيقاف هذا الأمر... هذه مشكلة ليست في كرة القدم وحسب بل في الحياة».
ومن جهته، قال روديغر في حسابه على «تويتر» أمس: «أمر مخز أن تكون العنصرية موجودة حتى الآن في 2019. متى سيتوقف هذا الهراء... آمل حقا أن يتم العثور على الجناة ومعاقبتهم قريباً. في ملعب كرة قدم حديث مثل توتنهام هوتسبير ستاديوم مع عشرات الكاميرات التلفزيونية والأمنية، يجب أن يكون من الممكن العثور عليهم ومعاقبتهم على ذلك».
وتابع: «إذا لم يكن الأمر ممكنا، فيجب أن يكون هناك شهود في الملعب رأوا الحادث وسمعوه».
وعلقت رابطة اللاعبين المحترفين على ما حصل في بيان قالت فيه: «نشعر بالاشمئزاز والخوف لأن، مرة أخرى، مباراة في الدوري الإنجليزي كانت ملوثة بسبب سوء المعاملة من المدرجات تجاه اللاعبين. أصبح جليا أن لاعبي كرة القدم هم الطرف المتلقي للعنصرية الصارخة التي تنتشر حالياً في المملكة المتحدة، لكنهم ليسوا وحدهم».
وتابعت أن «الإساءة العنصرية في كرة القدم ليست مجرد قضية لاعبين من الأقليات السوداء والإثنية، بل إنها قضية كل من يحب اللعبة. تدعو رابطة اللاعبين المحترفين إلى تحقيق حكومي في العنصرية وفي ازدياد جرائم الكراهية داخل كرة القدم».
وقبل أسبوعين، قامت الشرطة الإنجليزية بتوقيف شخص لقيامه بتصرفات عنصرية خلال ديربي مدينة مانشستر بين سيتي وضيفه يونايتد.
وظهر أحد مشجعي سيتي وهو يقوم بـ«حركات عنصرية» في شريط مصور تم تداوله على مواقع التواصل، في أعقاب المباراة التي انتهت بفوز الضيوف 2 - 1.
وأعلنت شرطة مدينة مانشستر أنها استدعيت للتحقيق في «قيام مشجع بما بدا أنها حركات عنصرية وأصوات (صيحات القردة) تجاه اللاعبين خلال ديربي مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد».
وأضافت «تم توقيف شخص يبلغ من العمر 41 عاما، بشبهة مخالفة قواعد النظام العام بشكل عنصري، ولا يزال قيد التوقيف للاستجواب».
وتوقفت المباراة لبعض الوقت في الشوط الثاني، عندما تقدم لاعب يونايتد البرازيلي فريد لتنفيذ ركلة ركنية، لكنه تعرض لمقذوفات من المدرجات حيث يوجد مشجعو سيتي، أصابه بعضها بشكل مباشر في ظهره. وأظهرت أشرطة متداولة عبر مواقع التواصل، أحد المشجعين وهو يقوم بحركات القردة تجاه اللاعب الأسود البشرة.
وقد اجتاحت الملاعب الأوروبية في الآونة الأخيرة موجة من الحوادث العنصرية بما فيها تعرض لاعبي منتخب إنجلترا لهتافات من بعض الجماهير البلغارية خلال مباراة البلدين في تصفيات كأس أوروبا 2020. وأخرى للبلجيكي روميلو لوكاكو مهاجم إنتر ميلان وماريو بالوتيلي مهاجم بريشيا في إيطاليا.
ووجه رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السلوفيني ألكسندر تسيفيرين في أوائل الشهر الحالي انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، متهما إياه بتأجيج العنصرية ومؤكدا أن اتحاده يعمل جاهدا لمعالجة هذه المشكلة التي تعاني منها اللعبة.
وأدان جونسون بقوة ما تعرض له لاعبو بلاده في العاصمة صوفيا في أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، واصفا الهتافات العنصرية بـ«الخسيسة» ودعا الاتحاد الأوروبي لاتخاذ الخطوات والتدابير اللازمة.
إلا أن رئيس الوزراء أثار جدلا في الماضي بتعليقات مختلفة، بما في ذلك حين أشار إلى أن النساء المسلمات اللواتي يرتدين النقاب يشبهن «صناديق البريد».
وقال تسيفيرين في حديث لصحيفة «ميرور» البريطانية: «حين يصف سياسي السيدات اللواتي يرتدين النقاب بصناديق البريد ومن ثم يصرح علنا أنه يدين الاتحاد الأوروبي، فهل ترد على ذلك؟ هل تعتقد أنه صادق؟ بالله عليك».
وتابع: «الوضع في أوروبا يزداد توترا... عندما ترى سياسيين أصحاب مناصب عالية كرؤساء وزراء ورؤساء جمهوريات عنصريين، ويميزون بين الجنسين، تدرك أن هناك خطأ في مكان ما».
ويبدو الاتحاد الأوروبي عازما على إجراء بعض الإصلاحات والتعديلات حيث أكد تسيفيرين «نريد أن نكون أكثر دقة. لذا نعمل على ذلك. سنغير قوانيننا حول الموضوع في اجتماع مارس (آذار) المقبل».
في المقابل باتت الحكومة البريطانية تحت ضغط شديد، من أجل البدء في اتخاذ إجراءات سريعة لعدم تفاقم مشكلة العنصرية التي كانت تفخر بريطانيا أن ملاعبها خالية منها في العقدين الماضيين.
ودعت رابطة اللاعبين الإنجليزية إلى تشكيل مجموعة تمثل كل الأطراف في وزارة التكنولوجيا الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة. بينما تم الاحتجاج على بروتوكول الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حول العنصرية لأول مرة في الدوري الإنجليزي، مع الإعلان عن نظام مكبرات الصوت.
وقال غاري نيفيل المدافع السابق بمانشستر يونايتد ومنتخب إنجلترا والمحلل الرياضي لشبكة «سكاي سبورتس» عقب المباراة: «العنصرية مشكلة وطنية ولا تقتصر فقط على كرة القدم التي شهدت الكثير من هذه الحوادث في الموسم الجاري. لدينا مشكلة عنصرية في الدوري الإنجليزي الممتاز، ويجب أن تتخذ رابطة الدوري موقفاً، إنهم يختبئون خلف اتحاد الكرة».
وأضاف «لقد أجرينا للتو انتخابات في هذا البلد، حيث يتهم كل من الحزبين الرئيسيين وزعمائهما باستمرار خلال الشهر الماضي، بتعزيز وقبول العنصرية داخل الحزبين».
وتابع نيفيل: «إذا تم قبول العنصرية في أعلى منصب بالبلاد، فنحن لا نتحدث عن ذلك في مستوى جزئي، نحن نتحدث عن ذلك في أعلى مستوى في البلاد».
وأكد نيفيل أنه على رابطة اللاعبين المحترفين أن تتوقف عن توجيه أصابع الاتهام إلى اتحاد كرة القدم البلغاري والاتحاد الإسباني، وعليها التعامل مع مشاكلنا الخاصة أولا.


مقالات ذات صلة

محمد صلاح ينعى الممثل نبيل الحلفاوي

رياضة عالمية محمد صلاح (إ.ب.أ)

محمد صلاح ينعى الممثل نبيل الحلفاوي

نشر محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي وقائد منتخب مصر (الفراعنة) رسالة حزينة، نعى بها الممثل المصري القدير نبيل الحلفاوي الذي توفي، اليوم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية فرحة لاعبي مانشستر يونايتد بهدف قائد الفريق برونو في مرمى السيتي (رويترز)

البريمرليغ: يونايتد يعتلي قمة مانشستر في دقيقتين 

قلب مانشستر يونايتد الطاولةَ على مضيفه مانشستر سيتي وهزمه بنتيجة 2-1 بسيناريو درامي في ديربي المدينة بقمة منافسات الجولة السادسة عشرة بالدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (رويترز)

مدرب يونايتد يستبعد راشفورد وغارناتشو من قمة سيتي

لم يدفع روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، بالمهاجمين ماركوس راشفورد وأليخاندرو غارناتشو في التشكيلة الأساسية أمام منافسه المحلي مانشستر سيتي في قمة المدينة.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية فرحة لاعبي كريستال بالاس بهدفهم الثالث في مرمى برايتون (رويترز)

«البريميرليغ»: بثلاثية... بالاس يضع حداً لسلسلة برايتون الخالية من الهزائم

سجل جناح كريستال بالاس إسماعيلا سار هدفين، ليقود فريقه للفوز 3-1 على غريمه التقليدي برايتون آند هوف ألبيون، على استاد أميكس، الأحد، ليمنى برايتون بأول هزيمة.

«الشرق الأوسط» (برايتون)
رياضة عالمية كاي هافرتز متحسراً على إحدى الفرص الضائعة أمام إيفرتون (رويترز)

هافرتز لاعب آرسنال: نقطة إيفرتون محبطة... علينا أن نتماسك

دعا كاي هافرتز، لاعب آرسنال، الفريق إلى «التماسك» بعد الانتكاسة الأخرى التي تعرض لها الفريق في حملته للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.