رئيس وزراء الأردن الأسبق: فكر تنظيم «داعش» هو نفس فكر جماعة الإخوان المسلمين

البخيت دعا إلى تقديم «الهوية الوطنية الموحدة» لمواجهة العنف والتطرف

د. معروف البخيت
د. معروف البخيت
TT

رئيس وزراء الأردن الأسبق: فكر تنظيم «داعش» هو نفس فكر جماعة الإخوان المسلمين

د. معروف البخيت
د. معروف البخيت

عبر رئيس الوزراء الأردني الأسبق الدكتور معروف البخيت عن تأييده لاعتبار أن «أصل فكر جماعة الإخوان المسلمين هو نفس الفكر الذي يقوم عليه فكر (داعش)».
ودعا البخيت في ندوة أقامها نادي الأردن مساء أول من أمس، حول السيناريوهات المتوقعة للأزمة التي يمر بها العراق وحقيقة تنظيم ما يسمى دولة الإسلام أو «داعش» إلى ضرورة تمتين الجبهة الوطنية الداخلية لمواجهة التحديات الإقليمية السياسية، وتحديدا العشائر الموجودة على المناطق الحدودية مع العراق وسوريا، فيما جدد البخيت، موقفه من ضرورة أن يتبنى الأردن إصلاحات تنموية غير تقليدية داخلية، والتوقف عن سياسة التهميش للمحافظات، وتطبيق مشروعات التعاونيات وفق شروط صارمة.
وأيد خلال المداخلات، ما طرح حول مقاربة بين فكر «داعش» وفكر جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة وفي الأردن، وعلق مضيفا: «نعم أنا أؤيد أن فكر الإخوان هو نفس الفكر وأعرف أن في داخلهم متشددين.. أعرف من الأذكى ومن إذا استلم السلطة بقي فيها». ورأى البخيت أن خطر «داعش» المتمدد في المنطقة، هو خطر مباشر تكتيكي على الأردن وليس خطرا استراتيجيا، داعيا الدولة إلى تحصين العشائر الأردنية الطرفية الحدودية وتقديم «الهوية الوطنية الأردنية الموحدة» لمواجهة العنف والتطرف.
واعتبر البخيت أنه بإمكان الأردن القيام بمبادرة موجهة لجميع الدول العربية والعودة لفكرة العروبة، بحيث تقدم للجامعة العربية، لأن الخطاب الهاشمي فوق اللغة الطائفية، مؤكدا أن مثل هذه المبادرة ستكون مقبولة للسنة وكذلك الشيعة الذين يحترمون الهاشميين فهم من تشيعوا لآل البيت، مثلما تكون مقبولة لدى الأكراد الذين لهم في الأردن صداقات وعلاقات تاريخية. كما تمسك أيضا بضرورة أن يتبنى الأردن موقفا غير محايد من الأزمة العراقية بخلاف الموقف الذي وصفه «بمنتهى الحصافة» الذي تبناه حيال الأزمة السورية، وقال: «في قضية العراق لا يجب أن نكون محايدين».
ورأى أن الأردن «لا تتوفر فيه بيئة حاضنة لـ(داعش)، وأن بعض التأييد القائم محليا، لا يعدو كونه غضبا داعشيا، نتيجة التهميش واليأس ومناكفة بالدولة»، على حد تعبيره.
واستبعد البخيت مشاركة الأردن بريا في التحالف الدولي ضد «داعش»، قائلا: «أتمنى ألا يشارك»، فيما دعا القوى السياسية في البلاد إلى التوحد مرحليا في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية التي تمر بها المنطقة.
وأضاف: «ليس المطلوب أن نكون نسخة كربونية عن بعض موالاة ومعارضة لأن الخطر الخارجي لا يوفرهما، فلنتوحد في هذه المرحلة ثم نعود للخلاف».
واعتبر أن المتقاعدين العسكريين قد يشكلون رأس حربة في المرحلة الحالية، بالعمل المشترك مع مؤسسات المجتمع المدني.
وفي السياق ذاته، شدد البخيت على ضرورة إعادة تأهيل المؤسسات الدينية والخطاب الإسلامي في ظل ممارسات «داعش»، كما دعا مسلمي المنطقة إلى الدفاع عن المكون المسيحي الأصيل وحمايته.
وقدر البخيت أعداد المقاتلين من التيار السلفي الجهادي في العراق بنحو 1300 مقاتل، قتل منهم نحو 170 بحسبه.
وجدد البخيت أيضا توقعه بحدوث أحد 4 سيناريوهات للأزمة العراقية في المنطقة، هي إجراء مصالحة وطنية داخلية معتبرا إياها أفضل سيناريو للأردن، أو انتصار الجيش العراقي واصفا الأمر بـ«المشكوك فيه».
ورأى أن السيناريو الثالث، يتمثل في إبرام اتفاق بين القوى السياسية العراقية على تقسيم العراق، قائلا إن «ذلك صعب جدا، فيما ذهب إلى أن السيناريو الأخير يتمثل في إقامة دولة سنية بالدم والقتال وتقسيم العراق، قائلا عنه: «إنه أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث للمنطقة والأردن، وإن من شأنه تقسيم سوريا ودول الخليج كالبحرين والسعودية والكويت، لما سيترتب على ذلك من تقسيم للهلال الشيعي في المنطقة».
وفي رده على سؤال، قال البخيت: إن «إمكانية شن هجوم من قبل (داعش) على الأردن بالطريقة التي اتبعها في الموصل مستبعد، وذلك لطبيعة الجغرافيا والطبوغراقيا»، مشيرا إلى أن أقرب مركزين سكنيين حدوديين بين الأردن والعراق هما الرويشد وطريبيل والذي تبعد المسافة بينهما نحو 200 كيلومتر.
وقال إن الخطر على الأردن في انقسام سوريا والعراق والذي سيفضي إلى إعادة رسم خرائط جديدة للمنطقة بحيث تقام دولة سنية تصبح جارة للأردن بوجود «داعش» وفكره وتداعيات هذا الأمر على الأردن. من جانبها رفضت قيادات الحركة الإسلامية اتهامات البخيت واعتبرها القيادي الإخواني الدكتور عبد اللطيف عربيات أنها حملة شيطانية ضد الإسلام ويضعونها باسم جماعة الإخوان المسلمين. واستهجن نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن زكي بني أرشيد قول البخيت وتساءل بني أرشيد كيف نفهم أو نفسر ذلك أمام إلحاح البخيت على الإخوان للمشاركة في حكومته الثانية 2011. من جانبه استنكر من جهته أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين محمد الزيود تصريحات البخيت ووصفها بأنها مجافية للحقيقة والواقع وفيها ظلم كبير بحق الحركة الإسلامية المعتدلة في فكرها. وقال الزيود إن «الحركة الإسلامية مدرسة في الوسطية والاعتدال وترفض الفكر المتطرف والغلو»، منوها بأن وجود الفكر المتطرف جاء بسبب التضييق على الحركة الإسلامية وعدم إعطائها مساحة لإثبات برامجها على الساحة. وأضاف «ربما جاءت تصريحات البخيت كذرائع لتتماشى مع مواقف الدول الغربية الظالمة بحق الإسلام السياسي».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.