كشف عنصر حوثي عينته الميليشيات سفيراً في طهران عن علاقة الجماعة بالنظام الإيراني عسكرياً وباعتراف «موثق» هذه المرة التي تعدّ الأولى من نوعها.
ورغم أنه، بحسب الحكومة اليمنية، «سفير مزور» ولا يمثلها، فإنه ساهم في جعل الجماعة تعترف، وإن كانت لا تدري، بالعلاقة، لا سيما ما يتعلق بتزويد الجماعة بالأسلحة.
وفي حين ظلت الجماعة الحوثية طيلة السنوات الماضية تنفي على لسان قياداتها وجود أي دعم إيراني عسكري، كانت التحقيقات الدولية وشحنات الأسلحة المهربة التي أوقفت في عرض البحر أدلة دامغة على استمرار طهران في توفير الأسلحة كافة لميليشياتها في طهران.
وبثت وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية، أمس (الأحد)، صوراً جمعت ممثلها في طهران إبراهيم الديلمي الذي ينتحل صفة السفير اليمني منذ اعتراف طهران به قبل أسابيع، مع وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي.
وذكرت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» أن الديلمي بحث مع الوزير الإيراني «سبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات العسكرية»، وقالت إنه أشاد بعلاقات التعاون بين إيران والجماعة «على مختلف الأصعدة».
ونسبت المصادر إلى حاتمي أنه أكد من جهته على «ضرورة تعزيز وتمتين العلاقة بين الجيش الإيراني» والميليشيات الحوثية التي أشار إليها بوصف «الجيش اليمني» في سياق اعتراف طهران بالانقلاب الحوثي.
وكشفت تقارير غربية حديثة عن حجم الحضور الإيراني العسكري في اليمن الذي يتزعمه القيادي في «الحرس الثوري» الإيراني عبد الرضا شهلايي إلى جانب نحو 400 من عناصر «الحرس الثوري».
وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي عن مكافأة قدرها 15 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات عن مواقع أنشطة شهلايي في اليمن.
ورغم العلاقة الوثيقة بين الميليشيات الحوثية والنظام الإيراني في سياق التسليح العسكري، فإن هذا الاعتراف الرسمي هو الأول من نوعه من قبل الجماعة.
وكان نائب قائد «الحرس الثوري»، على فدوي، اعترف في تصريحات سابقة بأن «إيران تدعم الحوثيين في اليمن بكل ما تستطيع»، وقال إن «ما يمنع إرسال قوات إيرانية إلى اليمن كما يحصل في سوريا هو الحصار المفروض على اليمن» بحسب قوله.
وتعتقد المصادر الغربية أن شهلايي بات «قاسم سليماني اليمن» وتتهمه بأن لديه «تاريخاً حافلاً باستهداف الأميركيين وحلفاء الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم».
وترجح التقارير أن شهلايي هو المسؤول الفعلي عن إطلاق صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة، إضافة إلى إشرافه على تجميع قطع الصواريخ المهربة الآتية من إيران، فضلاً عن تدريب عناصر الجماعة على صناعة الألغام والمتفجرات.
وقبل أسابيع عينت الجماعة القيادي الديلمي سفيراً لها لدى إيران عقب زيارة كانت جمعت المتحدث باسمها محمد عبد السلام فليتة مع المرشد الإيراني علي خامنئي في أغسطس (آب) الماضي قدم خلالها المتحدث الحوثي رسالة من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي يعترف فيها بمرجعية خامنئي واعتبار حكمه «امتداداً لنهج الرسول».
وأفادت حينها وسائل إعلام تابعة للميليشيات الحوثية في صنعاء بأن القيادي في الجماعة إبراهيم محمد الديلمي قدم أوراق اعتماده للرئيس الإيراني حسن روحاني بصفته سفيراً لليمن، مشيرة إلى أن الأول نقل لروحاني تحيات رئيس مجلس حكم الجماعة الانقلابية مهدي المشاط، فيما أكد روحاني موقف النظام الإيراني من دعم الجماعة الحوثية ودعم الحل السياسي في اليمن.
وكان اليمن قطع علاقته الدبلوماسية مع طهران بتاريخ 2 أكتوبر (تشرين الأول) 2015، وطالب النظام الإيراني بمراعاة أحكام المادة «45» من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 وحماية مقر البعثة الدبلوماسية للجمهورية اليمنية في طهران وأموالها ومحفوظاتها.
وطلبت الحكومة اليمنية من مجلس الأمن الدولي إدانة تصرف النظام الإيراني على خلفية قيامه بالاعتراف بحكومة الانقلابيين الحوثيين وتسليم السفارة اليمنية في طهران وبقية المقرات الدبلوماسية إلى الجماعة الحوثية.
وعدّت البعثة اليمنية لدى الأمم المتحدة في رسالة قدمتها إلى مجلس الأمن أن ما قامت به طهران يعد «خرقاً لالتزامات إيران الدولية بموجب ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية وقرار مجلس الأمن (2216)».
ووصف وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني تسليم النظام الإيراني ميليشيات الحوثي الانقلابية المقار الدبلوماسية للجمهورية اليمنية في طهران، بـ«العمل العدائي والانتهاك الصارخ للمواثيق والمعاهدات الدولية».
وقال الإرياني في تصريحات رسمية إن تسليم مقر السفارة «دليل إضافي على تبعية هذه الميليشيات للنظام الإيراني وتوظيفها لتقويض مؤسسات الدولة وتحويل اليمن منصة لإقلاق أمن المنطقة واستهداف دول الجوار».
وأوضح الوزير اليمني أن «هذه الخطوة الاستفزازية لليمن حكومةً وشعباً تؤكد مضي نظام إيران في تحدي الإرادة الدولية واستخدام الميليشيات الحوثية أداة لتنفيذ سياساتها التدميرية في اليمن والمنطقة، رغم الضغوط الدولية وانتفاضة الشعب الإيراني المطالبة بتوجيه ثروات إيران لخدمة أبنائها وليس لتمويل المشاريع التوسعية والميليشيات الطائفية».
اعتراف حوثي «رسمي» بالتعاون العسكري مع إيران
اعتراف حوثي «رسمي» بالتعاون العسكري مع إيران
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة