مقتل 6 وإصابة 5 جنود في تفجير جديد بسيناء

تجدد الاشتباكات في جامعات مصرية وضبط 29 طالبا إخوانيا

مقتل 6 وإصابة 5 جنود  في تفجير جديد بسيناء
TT

مقتل 6 وإصابة 5 جنود في تفجير جديد بسيناء

مقتل 6 وإصابة 5 جنود  في تفجير جديد بسيناء

بينما قتل 6 جنود وأصيب 5 آخرون في انفجار عبوة ناسفة بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء أمس، قال العميد محمد سمير، المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة المصرية، إن «مثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة لا تزيد أفرادها إلا عزيمة وإصرارا على الاستمرار في اقتلاع جذور الإرهاب ليعيش هذا الشعب العظيم في أمان من شرور هؤلاء المجرمين»، وأكد مصدر أمني أن «هناك عمليات حاسمة خلال ساعات للقضاء على عدد من البؤر الإرهابية في شبه جزيرة سيناء».
في غضون ذلك، تجددت أمس أعمال العنف في عدة جامعات مصرية، مما أسفر عن ضبط 29 من طلاب جماعة الإخوان المسلمين، حسب وزارة الداخلية.
وتشن القوات المسلحة بالتعاون مع قوات الشرطة حملة أمنية موسعة في سيناء منذ أشهر للقضاء على المتشددين. وقال مصدر أمني مسؤول بشمال سيناء، إن «مجهولين قاموا بزرع عبوة ناسفة على طريق العريش الدائري بمنطقة السبيل، وأثناء مرور قوة خاصة بتأمين خط الغاز في المنطقة، جرى تفجيرها وأصابت مدرعتين تضررت إحداهما بأضرار بالغة، وهو ما أسفر عن مقتل 6 من أفراد القوات وإصابة 5 آخرين».
يأتي ذلك فيما بدأت حملة تمشيط للقوات المسلحة والشرطة أمس، في الشيخ زويد والعريش ورفح، كما شهدت محافظة شمال سيناء إجراءات أمنية مشددة من قبل قوات الجيش والشرطة.
ونقل شهود عيان أنه جرى إغلاق مداخل مدينة العريش بحثا عن الجناة أمس. وقال المصدر الأمني، إن الحادثة تحمل بصمة جماعة أنصار بيت المقدس، ويشير إلى أن الجماعة نقلت عمليات استهداف القوات من مناطق شرق العريش والشيخ زويد ورفح إلى مناطق غرب العريش. وتصاعد العنف بشكل ملحوظ في سيناء، بالقرب من الحدود المصرية مع إسرائيل، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان في يوليو (تموز) الماضي الماضي.
من جانبه، قال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات المسلحة تستعد لشن عملية وصفها بـ«الحاسمة» خلال ساعات للقضاء على البؤر الإرهابية في سيناء، لافتا إلى أن عمليات التمشيط مستمرة من خلال عناصر الجيش الثاني الميداني وقوات حرس الحدود. وأوضح المصدر الأمني، أن «قوات أمنية انتشرت بشكل مكثف أمس في مناطق شرق العريش، وقامت قوات خاصة بملاحقة العناصر الإرهابية المسلحة في مناطق جنوب الشيخ زويد ورفح».
من جهة أخرى، هاجم طلاب، قالت الشرطة إنهم من «الإخوان» المصنفة في البلاد «منظمة إرهابية»، قوات الأمن بالمولوتوف والألعاب النارية والحجارة أمام جامعات الأزهر والقاهرة والمنيا والمنصورة، في محاولات لتعطيل الدراسة وإثارة الشغب في عدد من الجامعات المصرية، تزامنا مع بدء الأسبوع الثاني من العام الدراسي أمس.
وأفاد شهود عيان بأن «الشرطة استخدمت قنابل الغاز بشكل مكثف لتفريق المشاركين في تلك المظاهرات».
وأكد بيان صادر من وزارة الداخلية، أن جامعات الأزهر، والمنصورة، والمنيا، وكلية طب أسنان جامعة القاهرة، شهدت أمس، تجمعات محدودة من الطلاب المنتمين لتنظيم الإخوان الإرهابي، قاموا خلالها بالاعتداء على أفراد الأمن الإداري والتعدي على المنشآت والممتلكات. وأشار بيان «الداخلية» إلى أن قوات الشرطة تدخلت وتمكنت من السيطرة وتفريقهم وضبط 29 من مثيري الشغب، وجرى تحديد عدد من المشاركين في أعمال العنف من خلال كاميرات المراقبة.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.