حفلات غنائية وزينة مبهجة في «عيد الميلاد» بمصر

رواج حركة بيع الهدايا في الأسواق بعد انخفاض الأسعار

شجرة عيد الميلاد في شرم الشيخ
شجرة عيد الميلاد في شرم الشيخ
TT

حفلات غنائية وزينة مبهجة في «عيد الميلاد» بمصر

شجرة عيد الميلاد في شرم الشيخ
شجرة عيد الميلاد في شرم الشيخ

بدأت عدة مدن وأحياء مصرية بنصب أشجار عيد الميلاد والزينة والإضاءة في الشوارع والميادين. وفي مدينة القاهرة، تطوّع سكان منطقة شبرا مصر بوضع أشجار عيد الميلاد في الشوارع والميادين، مع تزيين الشرفات والنوافذ بالأنوار والأشجار الصغيرة.
وتعد منطقة شبرا مصر من أبرز الأحياء المصرية التي تولي اهتماماً لافتاً باحتفالات عيد الميلاد في مدينة القاهرة، بجانب حي مصر الجديدة، الذي يحرص سكانه كذلك على نصب شجرة عيد ميلاد كبيرة بالقرب من ميدان الكوربة التراثي الشهير. ويوجد عشرات المحال التجارية في شارع شبرا الشهير متخصصة في بيع هدايا عيد الميلاد.
وتحظى أشجار أعياد الميلاد الكبيرة بالميادين العامة والشوارع في مصر باهتمام كبير من السكان، لا سيما أنها تكون وجهة مفضلة لمحبي التقاط الصور السيلفي أو الصور التذكارية، على غرار شجرة عيد الميلاد في حي مصر الجديدة التي ينصبها متطوعون سنوياً.
وفي المدن الساحلية التي تشهد إقبالاً سياحياً كبيراً في موسم رأس السنة، زينت عشرات الفنادق مداخلها بأشجار عيد الميلاد. وفي مدينة شرم الشيخ، تنافست الفنادق في تعليق أشجار الميلاد والزينة والمصابيح الضوئية المبهجة، بجانب وضع برامج خاصة لاحتفالات رأس السنة الموسيقية والغنائية لاجتذاب أكبر عدد من السائحين وزائري المدينة، وسط توقعات باستعادة المدينة عافيتها على مستوى السياحة مرة أخرى، مع رفع حظر السفر الذي كان مفروضاً عليها من بريطانيا وفرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى.
وميدانياً، تزينت جميع أنحاء مدينة شرم الشيخ بالإضاءة الزاهية، خصوصاً منطقة «سوهو سكوير»، وغطّت الإضاءة مدخل المنطقة بـ2020، إضافة إلى جميع المباني المُطلة على الميدان، ولفتت شجرة عيد الميلاد التي دُشّنت خلال فعاليات منتدى شباب العالم الثالث الأنظار بشدة بعد مشاركة عشرات الشبان في تنفيذها.
واستعداداً لاحتفالات عيد الميلاد، زُيّنت الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية بالزينة والأنوار في الساحة المحيطة بها، كما وضعت شجرة عيد ميلاد كبيرة أمام المقر، بالإضافة إلى الشجرة التي وضعت في ساحة استقبال الزوار المهنئين داخل المقر البابوي.
وتشهد مدينة الإسكندرية رواجاً تجارياً كبيراً في بيع زينة أعياد الميلاد، وفي سوق المنشية يتراوح سعر شجرة الميلاد من 20 جنيهاً (الدولار الأميركي يعادل 16 جنيهاً مصرياً) حتى 3 آلاف جنيه للأحجام الكبيرة.
ويرجع محمد رجب، تاجر أدوات الزينة بسوق المنشية بالإسكندرية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، انتعاش حركة البيع أخيراً إلى انخفاض أسعار منتجات الزينة، خصوصاً البلاستيكية، بعد تراجع معدلات التضخم واستقرار سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار الأميركي، بجانب ضخ كميات كبيرة بأنواع مختلفة، من بينها أشكال يدوية لأول مرة، في السوق المصرية.
وفي السياق نفسه، أعلنت فنادق وشركات سياحية مصرية أخيراً عن حفلات عيد الميلاد في مصر، التي يقدمها نجوم الغناء في العالم العربي، ومن بينهم حفل الفنان تامر حسني ورامي جمال يوم الجمعة المقبل في مركز «المنارة» بالقاهرة الجديدة، فيما يحيي الفنان علي الحجار حفلاً غنائياً في قاعة إيوارت بالجامعة الأميركية في اليوم نفسه.
ويعد حفل الفنان محمد منير ليلة رأس السنة، يوم الثلاثاء الموافق 31 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، في فندق تريومف القطامية، من ضمن مفاجآت احتفالات أعياد الميلاد في مصر، بالإضافة إلى حفلات أخرى للمطربين محمد فؤاد ووائل جسار ومحمد حماقي وعاصي الحلاني ومصطفى حجاج ورامي عياش ونيكول سابا ومصطفى شعراوي ورامي صبري، تقام في مواعيد وأماكن متنوعة.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».