دراسة: أنظمة التعرف على الوجه رقمياً «عنصرية»

نظام التعرف على الوجه في مطار دالاس بولاية فيرجينا الأميركية (إ.ب.أ)
نظام التعرف على الوجه في مطار دالاس بولاية فيرجينا الأميركية (إ.ب.أ)
TT

دراسة: أنظمة التعرف على الوجه رقمياً «عنصرية»

نظام التعرف على الوجه في مطار دالاس بولاية فيرجينا الأميركية (إ.ب.أ)
نظام التعرف على الوجه في مطار دالاس بولاية فيرجينا الأميركية (إ.ب.أ)

ذكرت دراسة للمعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا الأميركي، أن كثيراً من أنظمة التعرف على ملامح الوجه رقمياً، تجد صعوبة في تحديد هوية الأميركيين من أصول أفريقية أو آسيوية أو السكان الأصليين، مقارنة بتحديد هوية الأميركيين من أصول أوروبية.
وأشارت الدراسة إلى ارتفاع نسبة الإجابة الخطأ، عندما تتم مطابقة صورة وجه من ذوي الأصول الأفريقية أو الآسيوية أو من السكان الأصليين بصورة للشخص نفسه على قاعدة بيانات. وتستخدم هذه التقنية المعروفة باسم مطابقة واحد بواحد في بعض الأعمال، مثل فتح شاشة هاتف ذكي، أو فحص كلمة مرور.
شملت الدراسة 189 لوغاريتماً (برنامج تحليل بيانات) للتعرف على ملامح الوجه من 99 شركة تكنولوجيا كبرى، مثل «مايكروسوفت» و«إنتل» و«باناسونيك»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
وذكر المعهد أن شركة «أمازون» للتجارة الإلكترونية لم تقدم لوغاريتماً لاختباره، في حين يواجه اللوغاريتم الخاص بها واسمه «ريكوجنيشن» للتعرف على ملامح الوجه انتقادات بسبب تحيزاته المرتبطة بالعرق ونوع الجنس.
وأشار موقع «سي نت دوت كوم» المتخصص في موضوعات التكنولوجيا، إلى أن الردود الإيجابية الخطأ تزداد في حالة مطابقة صورة سيدة مقارنة بصورة الرجل؛ حيث اكتشف المعهد هذه المشكلة تتكرر باستمرار في كل البرامج والأنظمة التي فحصتها. كما أن الردود الإيجابية الخطأ تزداد في حالة كبار السن والأطفال.
وقال باتريك جوتر، خبير الكومبيوتر في المعهد وأحد معدي الدراسة، في بيان: «في حين أنه من الخطأ عادة الإدلاء ببيانات عن اللوغاريتمات، فإننا وجدنا بالفعل تحيزات ديموغرافية في أغلب هذه اللوغاريتمات... وفي حين أننا لا نبحث عن السبب المحتمل وراء هذا التباين، فإن نتائج الدراسة يمكن أن تكون مفيدة لصناعة السياسة والمطورين والمستخدمين، للتفكير في المحددات والاستخدام المناسب لهذه اللوغاريتمات».
وأشار المعهد إلى أنه عند دراسة البرمجيات التي تستخدم في مطابقة صورة واحدة بعدة صور، اكتشف أن احتمالات النتيجة الإيجابية الخطأ تزداد في حال السيدة الأميركية من أصل أفريقي. وهذه النتيجة مهمة للغاية؛ لأن الخطأ في مطابقة صورة مع صورة أخرى يمكن أن يؤدي إلى اتهام شخص ما بريء بارتكاب جريمة على سبيل المثال.



علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.