ترمب يوقّع «قانون قيصر» السوري لمحاسبة «مجرمي الحرب» وعرقلة الإعمار

TT

ترمب يوقّع «قانون قيصر» السوري لمحاسبة «مجرمي الحرب» وعرقلة الإعمار

وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب على قانون موازنة الدفاع الذي يتضمن «قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا لعام 2019» المعروف بـ«قانون قيصر»، ما يعني فرض عقوبات على المساهمين في إعمار سوريا، واحتمال محاسبة المسؤولين عن الفظائع فيها.
وقال وزير الخارجية مايك بومبيو إنه «خطوة مهمّة من أجل تعزيز المحاسبة عن الفظائع التي ارتكبها بشار الأسد ونظامه في سوريا، حيث تمّ إطلاق تسمية (قانون قيصر) نسبة إلى مصوّر سابق في الجيش السوري، خاطر بحياته لتهريب الآلاف من الصور التي توثق تعذيب وقتل السجناء داخل سجون نظام الأسد إلى خارج سوريا. وكرّس قيصر حياته للبحث عن العدالة لأولئك الذين يعانون من وحشية نظام الأسد. هذا القانون الجديد يجعلنا أقرب إلى فعل ذلك».
وأضاف بومبيو أن القانون «يقدّم للولايات المتحدة أدوات من أجل المساعدة في وضع حدّ للصراع الرهيب والمستمرّ في سوريا من خلال تعزيز قضية مساءلة نظام الأسد. كما أنه يحمّل أولئك المسؤولين عن موت المدنيين على نطاق واسع وعن الفظائع الكثيرة في سوريا بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية وغيرها من الأسلحة الهمجية مسؤولية أعمالهم».
ونصّ القانون على «فرض عقوبات وقيود على من يقدّمون الدعم لأفراد نظام الأسد، إضافة إلى الأطراف السورية والدولية التي تمكّن من ارتكاب تلك الجرائم، التي كانت مسؤولة عن، أو متواطئة في، ارتكاب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا». كما يسعى القانون أيضاً إلى «حرمان نظام الأسد من الموارد المالية التي يستخدمها من أجل تسعير حملة العنف والتدمير التي أودت بحياة مئات الآلاف من المدنيين. ويرسل قانون قيصر إشارة واضحة مفادها أنه لا ينبغي لأي طرف خارجي الدخول في أعمال مع هذا النظام أو أعمال تؤدّي إلى إثرائه». وقال: «غاية عملنا هي الاستجابة لنداءات الشعب السوري التي تطالب بالتوصّل إلى حلّ سياسي دائم للنزاع السوري تماشيا مع قرار مجلس الأمن رقم 2254».
وأعربت المنظمات السورية العاملة في الولايات المتحدة «عن امتنانها إلى أعضاء الكونغرس الأميركي والرئيس ترمب لنقل مشروع القانون المذكور إلى حيز التنفيذ الفعلي».
ويعكس تصديق الرئيس الأميركي استمرار لحالة التفاعل القائمة بين المسؤولين في الولايات المتحدة والجالية السورية في البلاد إزاء الجهود المبذولة من جميع الأطراف لدعم حقوق الإنسان في سوريا، و«محاسبة الرئيس بشار الأسد وحلفائه على ما ارتكبوه من جرائم الحرب»، بحسب بيان للمنظمات. وأضاف: «تأمل الجالية السورية في أن تستعين إدارة الرئيس ترمب بالأدوات التشريعية اللازمة التي يوفرها كونغرس الولايات المتحدة من خلال مشروع قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين في اتخاذ الإجراءات الفورية إزاء آلة الحرب الحكومية السورية».
ويعتبر «قانون قيصر» هو الخطوة الأولى على سبيل التوصل إلى «حل سلمي غير عنيف للأزمة السورية المتفاقمة»، ويعتبر من التشريعات الصادرة بموافقة الحزبين الأميركيين الكبيرين بهدف تفادي إلحاق الأضرار بالمدنيين والحيلولة دون تطبيع النظام. ومن شأن دخول القانون حيز التنفيذ أن يسفر عما يلي: «أولاً، فرض العقوبات على جميع الأفراد والشركات التي تمول آلة الحرب الحكومية السورية، بما في ذلك البنك المركزي السوري، والشركات النفطية، وشركات التشييد والبناء، وقوات المرتزقة. ثانياً، فرض العقوبات على مجرمي الحرب في سوريا، بمن في ذلك قادة القوات المسلحة السورية، ومجلس الوزراء، والعاملون في مركز الأبحاث والدراسات العلمية، الذي يشرف على صناعة الأسلحة الكيماوية في سوريا. ثالثاً، طرح الحلول العسكرية وغير العسكرية على الكونغرس الأميركي من أجل توفير الحماية للمدنيين السوريين، بمن في ذلك المدنيون الذين يتعرضون للقصف، أو المحاصرون على الحدود، أو النازحون داخليا. رابعا، تثبيط البلدان المجاورة عن توفير الدعم الاقتصادي إلى نظام بشار الأسد. خامسا، التأكد من أن الرئيس الأميركي يمكنه رفع العقوبات المفروضة بموجب أحكام القانون في حالة اتخاذ الحكومة السورية الخطوات الملموسة والإجراءات الجادة على مسار احترام حقوق الإنسان ومنح الأولوية لسلامة وأمن المدنيين من خلال التوقف التام على مواصلة القصف الجوي وإنهاء الغارات الجوية، وإطلاق سراح السجناء، مع السماح بالعودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم».



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.