«المركزي التونسي» يحذّر من تراكم الديون الخارجية

«المركزي التونسي» يحذّر من تراكم الديون الخارجية
TT

«المركزي التونسي» يحذّر من تراكم الديون الخارجية

«المركزي التونسي» يحذّر من تراكم الديون الخارجية

أكد البنك المركزي التونسي أن الديون الخارجية تراكمت بشكل لافت للانتباه خلال السنوات الماضية، مما جعلها تتجاوز حدود 82.9 مليار دينار تونسي (نحو 21.6 مليار دولار)، منبهاً إلى أن الدين الخارجي التونسي بات يشكل 4 أضعاف مدخرات البلاد من العملة الأجنبية حتى نهاية السنة الماضية.
وحذر البنك المركزي السلطات التونسية من التمادي في الاعتماد على سياسة الاقتراض الخارجي، موضحاً أن كافة مداخيل تونس المتأتية من تعاملاتها الدولية، من صادرات وتدفقات للاستثمار والعائدات المالية من القطاع السياحي، علاوة على تحويلات التونسيين العاملين بالخارج، لا تسمح إلا بتغطية نسبة لا تتجاوز 69 في المائة من القيمة المتراكمة للديون الخارجية.
وفي هذا الشأن، قال عز الدين سعيدان، الخبير الاقتصادي التونسي، إن الاقتصار على قياس الدين العمومي، لا سيما الخارجي منه، بالمقارنة مع إجمالي الناتج المحلي الذي يجري احتسابه بالدينار التونسي (العملة المحلية)، أمر لا معنى له في المطلق، دون اعتبار المقارنة بالمدخرات من النقد الأجنبي وإيرادات صادرات البلاد.
وعد سعيدان أن الدين العمومي التونسي تحول إلى دين غير قابل للتحمل، باعتبار تجاوزه أضعافاً مضاعفة لقيمة مدخرات البلاد من النقد الأجنبي وموارد القطاع الخارجي برمته، وقال إن «متوسط مدة سداد الدين التونسي بلغ 58 سنة، وهو ما سيجعل كل تونسي رهين هذه المدة لتسديد الديون».
وحذر عدد من الخبراء في الشأن الاقتصادي من خطر التعثر المالي الشديد الذي توشك تونس أن تقع فيه، وعدوا أن العجز عن الوفاء بالتزاماتها المالية، محلياً وخارجياً، قد بلغ فعلياً هذه المرحلة، استناداً إلى مؤشرات نوعية وكمية مختلفة، إلى درجة إقرار عدد من المسؤولين في الحكومة بضرورة الإنقاذ من شبح الإفلاس.
وقدرت وزرة المالية التونسية موارد الاقتراض، طيلة الأشهر التسعة الأولى من السنة الحالية، بنحو 8.365 مليار دينار تونسي، مما يمثل زيادة نسبتها 50.3 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2018.
وتوزع الاقتراض بين البنوك المحلية التي منحت للدولة 2.384 مليار دينار تونسي، والجهات الخارجية التي بلغت قيمة قروضها للدولة التونسية إلى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي نحو 5.981 مليار دينار تونسي، مسجلة بذلك زيادة بنسبة 58 في المائة.
أما على مستوى خدمة الدين، المتمثلة في تسديد أصل الدين والفوائد المترتبة عنه، فقد كانت الكلفة باهظة للغاية، إذ وصلت قيمة خدمة الدين الداخلي، أي تلك المدفوعة للبنوك، 2.241 مليار دينار تونسي، في حين تجاوزت خدمة الدين الخارجي 5.885 مليار دينار تونسي.
وتتوقع وزارة المالية التونسية أن تبلغ نسبة التداين بنهاية 2019 نحو 72 في المائة من الناتج المحلي، بينما جاء في تقديرات البنك الدولي أن النسبة سترتفع إلى 89 في المائة بنهاية 2020، دون احتساب ديون المؤسسات العمومية التونسية. وفي حال احتسابها وفقاً للمعايير الدولية، فإن النسبة العامة للتداين في تونس ستكون بنهاية السنة الحالية في حدود 123 في المائة.



تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية تضغط على أسعار النفط

منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)
منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)
TT

تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية تضغط على أسعار النفط

منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)
منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)

انخفضت أسعار النفط يوم الثلاثاء، متأثرة بارتفاع الدولار، بعد أن هدد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين، إضافة إلى تقييم المستثمرين تأثير وقف إطلاق النار المحتمل بين إسرائيل و«حزب الله».

وبحلول الساعة 01:06 بتوقيت غرينيتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً، أو 0.38 في المائة، إلى 72.73 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 32 سنتاً، أو 0.46 في المائة، إلى 68.62 دولار.

وهبطت أسعار الخامين القياسيين دولارين للبرميل عند التسوية الاثنين، بعد تقارير تفيد بقرب إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، وهو ما أدى إلى عمليات بيع للنفط الخام.

وقال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إنه سيوقع على أمر تنفيذي يفرض رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على جميع المنتجات المقبلة إلى بلده من المكسيك وكندا. ولم يتضح ما إذا كان هذا يشمل واردات النفط، أم لا.

وأثّر إعلان ترمب، الذي قد يؤثر على تدفقات الطاقة من كندا إلى الولايات المتحدة، على السلع الأساسية المقومة بالدولار. وتذهب الغالبية العظمى من صادرات كندا من النفط الخام البالغة 4 ملايين برميل يومياً إلى الولايات المتحدة، واستبعد محللون أن يفرض ترمب رسوماً جمركية على النفط الكندي، الذي لا يمكن استبداله بسهولة، لأنه يختلف عن الأنواع التي تنتجها بلاده.

وقالت 4 مصادر لبنانية رفيعة المستوى، إن من المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقفاً لإطلاق النار في لبنان بين «حزب الله» وإسرائيل خلال 36 ساعة.

وقال محللون في «إيه إن زد»: «وقف إطلاق النار في لبنان يقلل من احتمالات فرض الإدارة الأميركية المقبلة عقوبات صارمة على النفط الخام الإيراني». وإيران، التي تدعم «حزب الله»، عضوة في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، ويبلغ إنتاجها نحو 3.2 مليون برميل يومياً، أو 3 في المائة من الإنتاج العالمي.

وقال محللون إن الصادرات الإيرانية قد تنخفض بمقدار مليون برميل يومياً، إذا عادت إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى حملة فرض ضغوط قصوى على طهران، وهو ما سيؤدي إلى تقليص تدفقات النفط الخام العالمية.

وفي أوروبا، تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف لهجوم بطائرات مسيرة روسية في وقت مبكر يوم الثلاثاء، وفقاً لما قاله رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو. وتصاعدت حدة الصراع بين موسكو، المنتج الرئيسي للنفط، وكييف هذا الشهر، بعد أن سمح بايدن لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية الصنع لضرب عمق روسيا، في تحول كبير في سياسة واشنطن إزاء الصراع.

من ناحية أخرى، قال وزير الطاقة الأذربيجاني برويز شاهبازوف لـ«رويترز»، إن «أوبك بلس» قد تدرس في اجتماعها يوم الأحد المقبل، الإبقاء على تخفيضات إنتاج النفط الحالية بدءاً من أول يناير (كانون الثاني)، وذلك بعدما أرجأت المجموعة بالفعل زيادات وسط مخاوف بشأن الطلب.