من راشفورد إلى تيليمانس... كيف سارت الأمور مع اللاعبين الذين تم التنبؤ بمستقبلهم؟

بعد خمس سنوات من مراقبة تطورهم وقبل الإعلان عن أسماء اللاعبين الجدد لعام 2019

TT

من راشفورد إلى تيليمانس... كيف سارت الأمور مع اللاعبين الذين تم التنبؤ بمستقبلهم؟

في عام 2014، رأت «الغارديان» أنه سيكون من المثير للاهتمام اختيار أفضل اللاعبين الشباب من كل ناد من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز - بالإضافة إلى 40 لاعبا من جميع أنحاء العالم - ومتابعتهم لمدة خمس سنوات لمعرفة مدى تقدمهم في مسيرتهم الكروية.
وكانت الفكرة عبارة عن محاولة لمعرفة مدى صعوبة أن تصبح لاعب كرة قدم محترفاً، على الرغم من كونك أحد أفضل اللاعبين في هذا البلد وأنت في سن السادسة عشرة أو السابعة عشرة.
وقد استغرق هذا المشروع الكثير من الوقت، نظراً لأننا راقبنا هؤلاء اللاعبين في كل عام من رحلتهم الكروية، لكن الحقيقة أن الأمر كان يستحق كل هذا التعب والعناء. وقد تابعنا الآن اختيارات السنة الأولى لمدة خمس سنوات، وحان الوقت لتلخيص النتائج التي توصلنا إليها.
إذن، كيف تبدو الصورة الآن بالنسبة لهؤلاء اللاعبين؟ في البداية، يجب أن نعرف أنه من بين الـ20 لاعباً الذين اخترناهم من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2014 – 2015، لا يلعب سوى ثلاثة فقط منهم الآن في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهم ماركوس راشفورد، ودومينيك سولانكي، وحمزة تشودري.
قد لا يبدو هذا جيدا، لكن هناك لاعبين آخرين في أندية تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز لكنهم يشاركون على سبيل الإعارة لأندية تلعب في دوري الدرجة الأولى. ويلعب ستة لاعبين من أصل الـ20 لاعبا في دوريات الدرجة الثانية (خمسة في إنجلترا، ولاعب واحد في نادي هارلي ويلارد في آيسلندا)، وبالتالي فإن نصف هؤلاء اللاعبين تقريبا يلعبون في مستوى عالٍ للغاية. ومن ناحية أخرى، توقف لاعبان من اللاعبين العشرين - حسب علمنا - عن لعب كرة القدم تماما في الوقت الحالي.
وهناك الكثير من العوامل التي تساهم فيما إذا كان اللاعب سيواصل التألق على المستويات العالية أم لا. وتلعب الإصابات دورا هاما في ذلك، كما لا ينبغي الاستهانة بالجانب الذهني في هذه اللعبة. بالإضافة إلى ذلك، يجب التأكيد على أن مستوى اللاعبين يتطور في فترات عمرية مختلفة.
وقد سألنا مراسلنا في البرتغال مؤخراً عن سبب عدم اختيار النجم البرتغالي جواو فيليكس في اختياراتنا لعام 2016، وكان الرد بسيطاً: لأنه لم يكن من بين الأفضل آنذاك.
وفي عام 2017، عندما كان ستيفن جيرارد يعمل كمدير فني لفريق الناشئين بنادي ليفربول تحت 18 عاماً، أجرينا معه مقابلة للحديث عن العوامل التي تساعد اللاعب على الانتقال من اللعب في أكاديمية الناشئين إلى اللعب مع الفريق الأول، وقال: «أنا أحب اللاعبين الذين يمتلكون مهارات اللعب في الشارع. وأعتقد أن أفضل اللاعبين قد بدأوا مسيرتهم مع كرة القدم من خلال اللعب في الشارع. الأطفال في أكاديميتنا يأتون إلى مكان رائع للعمل والتطور، ويكون لديهم رئيس للطهاة مسؤول عن طعامهم ويتم اختيارهم وانتقاؤهم بشكل جيد، كما يحصل الأطفال الذين يلتحقون بالنادي بدوام كامل على أموال أكثر مما كنا نحصل عليها عندما بدأنا مسيرتنا الكروية».
ويضيف: «وهناك قضية أخرى تتمثل في أنهم يحصلون على الكثير من الأموال وهم في سن صغيرة جدا، وبالتالي يجدون أنفسهم في مكان مريح وجميل، ثم يجدون أنفسهم في موقف صعب للغاية عندما يتم تصعيد البعض والتخلي عن خدمات البعض الآخر. لقد رأيت الكثير من اللاعبين الشباب الذين يخرجون من أكاديمية الناشئين ويتم تصعيدهم إلى الفريق الأول، ثم يختفون بعد ذلك تماما».
ويتمثل الشيء المشجع لهؤلاء الشباب الموهوبين في أنه حتى لو فشلوا في محاولتهم الأولى مع الفريق الأول، فغالباً ما تكون هناك طريقة للعودة. وفي قائمتنا للجيل القادم من اللاعبين الشباب على مستوى العالم في عام 2014، كان نيكولا فلاسيتش واحداً من بين أفضل 40 لاعباً لدينا، لكنه لم يقدم مستويات جيدة بعد انتقاله إلى إيفرتون مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني قادما من هايدوك سبليت في عام 2017.
ولعب فلاسيتش 12 مباراة فقط مع إيفرتون، لم يسجل خلالها أي هدف، ثم رحل إلى نادي سيسكا موسكو على سبيل الإعارة، قبل أن ينضم للنادي الروسي بشكل دائم خلال الصيف الماضي. وفي الوقت الحالي، يسجل فلاسيتش الكثير من الأهداف في الدوري الروسي ومع منتخب كرواتيا. وسجل هدفه الأول مع منتخب بلاده أمام سلوفاكيا في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي وحصل على جائزة أفضل لاعب في تلك المباراة. ويبدو أنه مصر على اللعب في أحد الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا مرة أخرى، ولديه فرصة كبيرة لتحقيق ذلك، خاصة أنه لا يزال صغيرا في السن؛ حيث أكمل عامه الثاني والعشرين الأسبوع الماضي. وكان يوري تيليمانس وعثمان ديمبيلي ولوكا يوفيتش من ضمن اختياراتنا لذلك العام أيضا. وقد تألق تيليمانس وديمبيلي بشكل كبير في بداية مسيرتهما الكروية، بينما استغرق الأمر بعض الوقت مع يوفيتش حتى يصل إلى القمة مرة أخرى؛ حيث لم يحصل على فرصة كافية مع بنفيكا لينتقل إلى إينتراخت فرانكفورت على سبيل الإعارة، قبل أن يقدم موسما استثنائيا في الدوري الألماني الممتاز والدوري الأوروبي لينتقل في نهاية المطاف إلى ريال مدريد.
ويلعب ثمانية وعشرون لاعبا من بين الـ40 لاعبا الذين اخترناهم في الدوريات الممتاز، كما يلعب 16 لاعبا من بين هؤلاء اللاعبين مع منتخبات بلادهم. ويلعب أحد عشر لاعبا في الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا. وللتوضيح، كان راشفورد من بين اختياراتنا لأبرز اللاعبين الشباب في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه لم يكن من بين اختياراتنا لأفضل اللاعبين الشباب على مستوى العالم.
ومع ذلك، من المهم أيضاً تذكير أنفسنا بأن الحياة قد تنتهي في لحظات وأن واحداً من قائمة الـ40 لاعبا التي ذكرناها وواحدا من أكثر اللاعبين موهبة في جيله، وهو عبد الحق نوري قد عانى من تلف دائم في الدماغ أثناء مباراة ودية بين أياكس وفيردر بريمن في يوليو (تموز) 2015.
لقد صُدم عالم كرة القدم بسبب ما حدث لنوري، وبعد أربع سنوات لا يزال من الصعب تصديق ما حدث لهذا الشاب الموهوب. وكما كتب ريان بابل: «لن أفهم أبداً سبب حدوث مثل هذه الأشياء الفظيعة لأناس حقيقيين يتمتعون بالإيجابية ولديهم نوايا حسنة لعمل شيء ما في حياتهم».


مقالات ذات صلة

ناغلمسان يعين كيميش قائداً جديداً لمنتخب ألمانيا

رياضة عالمية يوليان ناغلسمان (أ.ف.ب)

ناغلمسان يعين كيميش قائداً جديداً لمنتخب ألمانيا

أعلن مدرب منتخب ألمانيا لكرة القدم يوليان ناغلسمان، الاثنين، تعيين لاعب وسط بايرن ميونيخ يوزوا كيميش قائداً جديداً لـ«دي مانشافت»، خلفاً لإيلكاي غوندوغان.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة سعودية ألبيرتو موليرو (إ.ب.أ)

موليرو يرفض عرضاً هلالياً بـ83 مليون ريال

أكدت مصادر أن اللاعب الشاب ألبيرتو موليرو رفض الانضمام إلى نادي الهلال السعودي الذي تقدم بعرض للتوقيع مع الجناح، وذلك وفقاً لموقع «ريفيلو» الإسباني.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة عالمية داني سيبايوس (رويترز)

سيبايوس يزيد جراح الريال بعد إصابة في الكاحل

بات داني سيبايوس لاعب خط وسط ريال مدريد مهدداً بالغياب فترة طويلة بسبب إصابة في الكاحل.

«الشرق الأوسط» (مدريد )
رياضة عالمية ستوله سولباكن (رويترز)

مدرب النرويج سيتنحى عن منصبه بعد كأس العالم 2026

قال ستوله سولباكن مدرب النرويج اليوم (الاثنين) إنه من المرجح أن يتنحى عن منصبه عندما ينتهي عقده بعد كأس العالم 2026.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم )
رياضة سعودية عمر مغربل (تصوير: عبد العزيز النومان)

الميركاتو الصيفي: الدوري السعودي دفع ثلث إنفاقه في «الموسم الماضي»

قال الرئيس التنفيذي للدوري السعودي لكرة القدم إن طموح الدوري لا يزال كما كان دائماً رغم هدوء سوق الانتقالات نسبياً في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تفاؤل مصري بنتائج منتخبي القدم واليد في «أولمبياد باريس»

فرحة لاعبي المنتخب الأولمبي المصري بعد التأهل لنصف النهائي (وزارة الشباب والرياضة المصرية)
فرحة لاعبي المنتخب الأولمبي المصري بعد التأهل لنصف النهائي (وزارة الشباب والرياضة المصرية)
TT

تفاؤل مصري بنتائج منتخبي القدم واليد في «أولمبياد باريس»

فرحة لاعبي المنتخب الأولمبي المصري بعد التأهل لنصف النهائي (وزارة الشباب والرياضة المصرية)
فرحة لاعبي المنتخب الأولمبي المصري بعد التأهل لنصف النهائي (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

أشاع صعود منتخب مصر لكرة القدم إلى الدور نصف النهائي في أولمبياد باريس، وكذلك وصول منتخب الفراعنة لكرة اليد إلى دور الثمانية حالة من التفاؤل بالنتائج التي حققها المنتخبان حتى الآن.

وتصدر اسم منتخب مصر التريند على «إكس» السبت، وجاءت تعليقات المتابعين متفائلة بالنتائج التي حققها المنتخب عقب فوزه مساء الجمعة على باراغواي 5 - 4 بضربات الترجيح، بعد التعادل في المباراة بهدف لكل من الفريقين.

وهنأ وزير الشباب والرياضة المصري الدكتور أشرف صبحي المنتخب المصري الأوليمبي لكرة القدم، بالفوز على منتخب باراغواي والتأهل إلى دور نصف النهائي من منافسات كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية بباريس.

وعدّ هذا الإنجاز «إضافة جديدة لسجل إنجازات الرياضة المصرية على الساحة الدولية»، مشيداً بالمجهودات التي بذلها اللاعبون والجهازان الفني والإداري للوصول إلى هذا المستوى».

المنتخب الأولمبي المصري لكرة القدم يتأهل لنصف النهائي في باريس (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وطالب الوزير، في بيان، الجماهير المصرية بتشجيع فريق كرة القدم وكل الأبطال الرياضيين المصريين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية، لتحقيق المزيد من النتائج الإيجابية.

وتحت عنوان «الفراعنة لنصف النهائي»، كتب متابع باسم «متعب العواد» على «إكس» أن منتخبي مصر والمغرب استطاعا التأهل لنصف النهائي في الأولمبياد بإمكانيات قليلة وعقول كبيرة، مؤكداً أن «المنتخبين قدما جيلاً جديداً من الموهوبين».

بينما ذكر متابع باسم «يوسف» على «إكس» أن «زيزو والنني يستحقان أن يكلل مجهودهما بميدالية، ومن حظنا أن زيزو مصري والنني عالمي، ويستحق أن يكون قائد منتخب مصر الأول وليس الأولمبي".

وتوالت التعليقات التي تحفز منتخب كرة اليد على الاستمرار في التقدم والنجاح، وكتب مستخدم باسم إبراهيم عبد الجواد على «إكس» أنه «يوم خالص لمصر»، مشيدا بفوز المنتخب المصري على منتخب النرويج 26 – 25، وتأهل المنتخب المصري للدور ربع النهائي.

وعدّ الناقد الرياضي المصري حسن المستكاوي هذه النتائج لمنتخبي كرة القدم واليد المصريين «إنجازاً لافتاً نتمنى ونحلم أن يستمر، وأن يتكلل بالحصول على ميداليات». مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «الملاحظ أن هناك متابعة كبيرة للمنتخبين المغربي والمصري في (السوشيال ميديا)؛ ما يعني أن الجماهير والشعوب تتابع المباريات، وتدعم المنتخبات».

ويشدد المستكاوي على أن «المنافسات الأولمبية صعبة جداً وعالية المستوى، ويجب ألا يقتصر تعاملنا مع المنافسات على حصد الميداليات، بل يمكن أن تحدد الترتيب الدولي بعيداً عن الميداليات».

ومن المنتظر أن تخوض مصر مباراتها المقبلة في كرة القدم أمام المنتخب الفرنسي (صاحب الأرض والجمهور)، بينما يخوض المغرب مباراة نصف النهائي أمام المنتخب الإسباني.

وذكر المستكاوي أن «المباريات المقبلة بالنسبة لمصر مع فرنسا والمغرب مع إسبانيا لا شك ستكون صعبة، لكن من حقنا أن نحلم بميدالية، ويمكن أن تتحقق إذا ركزنا على قدراتنا وفهمنا قدرات الخصم».

وأوضح أن «المدرب يجب أن ينتبه مثلاً إلى أن أسلوب الدفاع لا يصلح أمام فرنسا، ويجب التعامل مع قدرات اللاعبين ومع ظروف كل مباراة على حدة».

وأشار إلى أن «عدداً كبيراً من جمهور العالم العربي كان يتابع مباراة كرة اليد بين مصر والنرويج، وهذه المتابعة والتوحد حول مباراة أمر مهم جداً، لذلك كان الفوز فرحة كبيرة، خصوصاً لأنها لعبة جماعية».

منتخب مصر لكرة اليد يتأهل لربع النهائي في باريس (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وأبدى الناقد المصري أسفه لما عده «رصيداً هزيلاً» للعرب في الأولمبياد حتى الآن، وقال: «لم نحصل إلا على ميداليتين واحدة فضية وأخرى برونزية والاثنتان في لعبة السلاح».

وتمنى المستكاوي أن «يقترب العرب من الإنجاز الذي حققوه في أولمبياد طوكيو (2020)، حيث حصدوا 18 ميدالية، ومصر وحدها حققت 6 ميداليات، وكان إنجازاً للرياضة المصرية، لذلك أتمنى أن نحصل على ميدالية في كرة القدم».

وتشارك مصر في الدورة الأولمبية رقم 33 المقامة في باريس من 26 يوليو (تموز) إلى 11 أغسطس (آب) الحالي بعدد 149 لاعباً ولاعبة في 24 مسابقة رياضية.