«الديمقراطيون» يطالبون بشهادة كبار مساعدي ترمب في محاكمته بمجلس الشيوخ

تراشق بين المرشحين في المناظرة السادسة حول «تبرعات الحملات» المليونية

الرئيس دونالد ترمب في مهرجان انتخابي بولاية ميشيغان أول من أمس (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب في مهرجان انتخابي بولاية ميشيغان أول من أمس (أ.ب)
TT

«الديمقراطيون» يطالبون بشهادة كبار مساعدي ترمب في محاكمته بمجلس الشيوخ

الرئيس دونالد ترمب في مهرجان انتخابي بولاية ميشيغان أول من أمس (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب في مهرجان انتخابي بولاية ميشيغان أول من أمس (أ.ب)

طالب المشرعون في الولايات المتحدة مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، مساء أول من أمس، باستدعاء مساعدين كبار للرئيس دونالد ترمب للشهادة في المحاكمة التي سيجريها المجلس، بعد توجيه اتهامات للرئيس، وذلك مع سعي الديمقراطيين لتركيز الأضواء على المحاكمة قبل انتخابات الرئاسة، المقررة السنة المقبلة.
وبعد يوم من توجيه مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، الاتهام إلى ترمب، قالت رئيسة المجلس، نانسي بيلوسي، إنها لن تسلم الاتهامات رسمياً إلى مجلس الشيوخ، قبل أن تعرف كيف سيدير ميتش مكونيل، زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، المحاكمة.
وقالت بيلوسي، في تصريحات نقلتها وكالة «رويترز» للأنباء أمس: «سنكون مستعدين عندما نرى ما لديهم»، فيما قال مساعدون في الكونغرس إنه من غير المتوقع أن تتخذ بيلوسي إجراء قبل عودة النواب من عطلة نهاية العام البرلمانية، في أوائل يناير (كانون الثاني) المقبل.
ولم يزعج ذلك مكونيل، على ما يبدو، حيث قال في مجلس الشيوخ إن الجانبين «وصلا إلى طريق مسدود. ولا أعلم ما الفائدة من الامتناع عن إرسال شيء نحن لا نريده».
وزادت مساعي المساءلة من حدة الانقسام الحزبي في واشنطن، كما تظهر الاستطلاعات أن الرأي العام منقسم بشدة على أسس آيديولوجية أيضاً.
وجاءت إحدى المفاجآت عندما وصفت مجلة «كريستيانيتي توداي»، وهي إصدار بارز للإنجيليين، سلوك ترمب بأنه «غير أخلاقي بالمرة»، وقالت إنه ينبغي عزله. كما تظهر استطلاعات الرأي أن المسيحيين الإنجيليين ضمن أشد مؤيدي ترمب الذي ينفي ارتكاب أي مخالفات، والذي وصف التحقيق الرامي إلى مساءلته الذي فتحته بيلوسي في سبتمبر (أيلول) الماضي بأنه «حملة اضطهاد».
وقال مساعد ديمقراطي بارز في الكونغرس إن الديمقراطيين يريدون أن يسمح مكونيل لمساعدين كبار لترمب، مثل ميك مولفاني القائم بأعمال كبير موظفي البيت الأبيض، وجون بولتون مستشار ترمب السابق للأمن القومي، بالإدلاء بشهاداتهم في المحاكمة.
وتساءل الزعيم الديمقراطي بمجلس الشيوخ تشاك تشومر قائلاً: «هل موقف الرئيس ضعيف لدرجة أنه لا يمكن لأي من رجاله أن يدافع عنه تحت القسم؟».
وفي مقابلة مع محطة «إم إس إن بي سي»، قال تشومر إنه يشك في أن يوافق مكونيل على السماح للشهود بالحديث، وأضاف أنه يعتقد أن عدداً كافياً من الجمهوريين سينضمون إلى كل الديمقراطيين في إقرار قواعد المحاكمة التي ستشمل إدلاء شهود بإفاداتهم.
وفي تصويت تاريخي، مساء يوم الأربعاء، وجه مجلس النواب رسمياً الاتهام إلى ترمب بإساءة استخدام السلطة، وعرقلة عمل الكونغرس، فيما يتعلق بمحاولات للضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق بشأن منافسه السياسي الديمقراطي جو بايدن، ليصبح ترمب بذلك ثالث رئيس أميركي يخضع للمساءلة.
ومن المتوقع أن يجري مجلس الشيوخ المحاكمة في أوائل يناير (كانون الثاني) المقبل.
وفي غضون ذلك، يبدو أن الصراع الديمقراطي للفوز بمقعد المكتب البيضاوي في البيت الأبيض بدأ يتصاعد بشكل درامي بين المرشحين لقيادة الولايات المتحدة الأميركية. فمن بين سلسلة المناظرات التلفزيونية للمرشحين الديمقراطيين في انتخابات 2020، بدت المناظرة الأخيرة، أول من أمس، هي الأكثر حدة وتنافسية بين المتنافسين، خصوصاً حول تبرعات الحملات الانتخابية ومصادر دخل المرشحين.
ورغم بعض الاختلافات، فقد اتفق المتنافسون جميعهم على أمر واحد، وهو توجيه اتهامات لاذعة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال المناظرة السادسة التي جمعتهم مساء أول من أمس في ولاية كاليفورنيا (لوس أنجلوس)، التي أتت بعد تصويت مجلس النواب بالأغلبية على عزل ترمب، ونقل إجراءات العزل إلى مجلس الشيوخ.
وهيمن النقاش بين الأعضاء حول مصادر حملاتهم الانتخابية حتى تحوّل إلى صراع، إذ واجه بيت بوتيدجادج (39 عاماً) انتقادات حادة من بقية المشاركين معه في المناظرة، خصوصاً من السيناتور إليزابيث وارين التي انتقدت بيت لاستقباله ملايين التبرعات والهدايا من الناخبين، بما في ذلك زجاجة نبيذ (واين) تقدّر قيمتها بـ900 دولار، على حد قولها. وعدت وارين، التي تتخذ موقفاً حاداً من رؤوس الأموال الكبيرة في الانتخابات الرئاسية، أن تصرفات بيت (الذي يحتل المرتبة الرابعة، ويشكل تهديداً لمنافسيه لأنه يأتي في الطليعة في استطلاعات الرأي بولاية أيوا) وجمعه للأموال الكبيرة يجب أن تكون تحت الملاحظة، مشددة على أنه «لا يجب على أصحاب المليارات القابعين في أقبية النبيذ اختيار الرئيس المقبل للولايات المتحدة».
ورد بوتيدجادج، وهو عمدة في ولاية إنديانا ومحارب عسكري شارك في حرب أفغانستان، بالقول: «هذه هي مشكلة منح شهادات في النزاهة لشخص لا يمكنه الحصول عليها»، في إشارة إلى ثروة وارن عندما قامت بحملة الانتخابات الرئاسية، وكذلك حملة مجلس الشيوخ.
أما السيناتور بيرني ساندرز، فقد استخدم أسلوب الفكاهة، حيث أشار إلى أن بوتيدجادج يملك «39 مليارديراً فقط» بين المتبرعين له، مقابل 44 لجو بايدن.
كما اتفق المرشحون على ضرورة هزيمة ترمب في سباق الرئاسة المقبل، إذ أكد نائب الرئيس السابق جو بايدن «الحاجة إلى استعادة نزاهة الرئاسة»، وتعهد باستعادة أميركا إلى «ما كانت عليه خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وإنهاء الاستقطاب» الذي تشهده البلاد حالياً خلال ولاية ترمب.
ومن جانبه، عد بيرني ساندرز، الذي حل ثانياً في استطلاعات الرأي الأخيرة، أن إدارة ترمب هي «أكثر الإدارات فساداً» في تاريخ البلاد الحديث. أما وارن، الأستاذة السابقة بكلية الحقوق بجامعة هارفارد، التي تمثل اليسار في هذا السباق، فاتهمت ترمب بـ«الاهتمام بالأثرياء على حساب الفقراء».
ووجه بايدن انتقادات لخطة ساندرز للرعاية الصحية، وقاطع مديري المناظرة أكثر من مرة لمهاجمة منافسه. كما جادل كل من السيدة وارن والسيناتور بيرني المرشح ساندرز بخصوص قضية التعليم المجاني الشامل في الجامعات، التي يقول مؤيدوها إنها ستحظى بمزيد من الدعم السياسي، وستتم هيكلتها مثل الخدمات العامة الأخرى التي لم يتم اختبارها بالوسائل.
وأجريت المناظرة الأخيرة بمشاركة 7 متنافسين فقط بقوا في السباق، بعد أن شارك عدد أكبر خلال المناظرات السابقة.


مقالات ذات صلة

أميركا تودّع كارتر في جنازة وطنية يحضرها 5 رؤساء

الولايات المتحدة​ حضر الرؤساء الخمسة مراسم جنازة كارتر في واشنطن الخميس (أ.ف.ب)

أميركا تودّع كارتر في جنازة وطنية يحضرها 5 رؤساء

أقامت الولايات المتحدة، الخميس، جنازة وطنية للرئيس السابق جيمي كارتر، لتتوّج بذلك تكريماً استمر أياماً عدة للحائز جائزة نوبل للسلام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 29 يونيو 2019 (رويترز)

البنتاغون يدرج شركات صينية جديدة على قائمته السوداء

أدرجت وزارة الدفاع الأميركية أكبر شركة صينية لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية على القائمة السوداء ابتداء من يونيو 2026.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا  المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ف.ب)

شولتس يرفض اقتراح ترمب زيادة الموازنة الدفاعية لدول حلف «الناتو»

أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس رفضه للدعوة التي أطلقها الرئيس الأميركي المنتخب ترمب للدول الأعضاء في حلف (الناتو) لزيادة الحدّ الأدنى لإنفاقها الدفاعي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الولايات المتحدة​ المحكمة الأميركية العليا تحدد مصير تطبيق «تيك توك» وسط جدل حول الأمن القومي وحرية التعبير (رويترز)

المحكمة العليا الأميركية تستعد لحسم مصير «تيك توك»

تستمع المحكمة العليا الأميركية لمرافعات حول دعوات حظر تطبيق «تيك توك» وسط اتّهامات للشركة الصينية المالكة للمنصة بالتنصت على الأميركيين.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يواجه تحدي توحيد صفوف الجمهوريين في ظل غالبية ضئيلة

قبل أسبوعين فقط من تنصيبه، سيتعين أولاً على الرئيس المنتخب دونالد ترمب أن يوحّد الصفوف في ظل غالبية جمهورية ضئيلة تعاني انقسامات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.