أقدم حزبا اليمين المتطرف في إسرائيل؛ «اليمين الجديد» و«البيت اليهودي»، على توحيد صفوفهما من جديد وضمّا إليهما حزب «عوتسما يهوديت ليسرائيل» (عظمة يهودية لإسرائيل)، الذي يكمل درب حزب «كهانا»، الفاشي، والذي تم حظر نشاطه منذ سنة 1992 بسبب سياساته وممارساته. وأكدت أن الهدف من هذه الوحدة هو الحصول على 61 مقعداً لأحزاب اليمين، حتى يتمكن بنيامين نتنياهو من تشكيل الحكومة الجديدة.
وحزب «كهانا» المذكور كان قد تأسس في سنة 1971 بقيادة الرباي مئير كهانا، تحت شعار «إسرائيل فقط لليهود». ووضع في صلب برنامجه «إقناع العرب بالرحيل مقابل المال». لكنه اتبع فيما بعد أسلوب الاعتداءات الاستفزازية ضد العرب في إسرائيل والمناطق الفلسطينية المحتلة. وقام عدد من نشطائه بتنفيذ عمليات إرهاب خطيرة؛ بينها محاولة تفجير المسجد الأقصى بواسطة صاروخ وإحراق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة في القدس ومحاولة اغتيال رؤساء 3 بلديات في الضفة الغربية، ثم تنفيذ مذبحة الخليل في سنة 1994. وقد تم اغتيال كهانا في سنة 1990. ومع أن الحركة حظرت وتم إخراجها عن القانون، فإن عدداً من قادتها واصلوا العمل وشكلوا حزب «عوتسما يهوديت»، بقيادة ايتمار بن جبير. وقد حاول دخول الكنيست في الانتخابات الأخيرة، وحظي بأصوات 80 ألف مواطن، لكنها لم تكن كافية لعبور نسبة الحسم.
وفي يوم أمس، أعلن وزير التعليم في حكومة نتنياهو، رئيس حزب «البيت اليهودي»، رافي بيرتس، التحالف مع «عوتسما يهوديت»، و«اليمين الجديد»، ودعا حزبين آخرين في اليمين المتطرف؛ هما حزب «الوحدة القومية»، برئاسة وزير القضاء، بتسلئيل سموتريتش، وحزب «اليمين الجديد» بقيادة وزير الدفاع، نفتالي بنيت، إلى الانضمام للكتلة الجديدة. وقال بيرتس وبن غفير في بيان مشترك تحت عنوان «ملتزمون بالوحدة - ملتزمون بحكومة يمين»، إن «الانتخابات القريبة ستكون مصيرية بالنسبة لمستقبل دولة إسرائيل ولمعسكر اليمين خاصة، والجمهور متعب من الصراعات والخلافات ويريد وحدة في الصهيونية الدينية ومعسكر اليمين؛ ليس تطابقاً (بالمواقف) وإنما وحدة. والطريق لإنقاذ حكومة اليمين تمر بتحالف جميع الأحزاب على يمين الليكود. ويحظر أن نصل إلى وضع لا يتجاوز فيه أحد الأحزاب نسبة الحسم ونتيجة لذلك يتم إلقاء آلاف الأصوات إلى سلة المهملات». وعدّ بن غفير هذا التحالف «الضمان الوحيد لإنقاذ اليمين وجلب 61 عضو كنيست لتشكيل حكومة، بعد أن فشل زعيم الليكود، بنيامين نتنياهو، في تحقيق أغلبية كهذه بعد جولتي الانتخابات السابقتين».
وفي السياق، أعلنت وزيرة القضاء السابقة، أييلت شاكيد، قرارها البقاء في «اليمين الجديد» وخوض الانتخابات المقبلة من خلاله وتحت قيادة بنيت لهذا الحزب. ويصرّ بنيت على خوض الانتخابات المقبلة على رأس «اليمين الجديد» وعدم تشكيل قائمة واحدة لأحزاب اليمين، لأنه يريد البقاء رئيساً لهذا الحزب. وفي المقابل، تحاول شاكيد توحيد صفوف جميع أحزاب اليمين، في لائحة واحدة، تنتخب في انتخابات تمهيدية. لكن هذه المحاولة لم تكتمل بعد.
الجدير ذكره أن استطلاعات الرأي الجديدة، التي نشرت أمس (الجمعة)، أشارت من جديد إلى أن بقاء رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، رئيساً لحزب الليكود، سيحقق زيادة لحزبه (من 32 حالياً إلى 34 مقعداً)، ولكنه سيلحق ضرراً بمعسكر اليمين وقد يؤدي بكتلة أحزاب اليمين المتطرف إلى السقوط وعدم تجاوز نسبة الحسم. وفي هذه الحالة سيخسر معسكر اليمين الحكم، إذ إن كتلة «كحول لفان» برئاسة بيني غانتس، سترتفع من 33 إلى 38 مقعداً. ووفقاً لاستطلاع نشرته صحيفة المستوطنين «مكور ريشون»، ستكون أحزاب اليمين مع المتدينين 56 عضو كنيست («الليكود» 34. «شاس» 8. «يهدوت هتوراة» 7. «اليمين الجديد» 7)، بينما المعسكر المقابل 64 مقعداً («كحول لفان» وتحالف «العمل - جيشر» 38 والقائمة العربية المشتركة 14 مقعداً، وحزب «يسرائيل بيتينو» برئاسة أفيغدور ليبرمان 7 مقاعد»). ولكن، في حال فاز جدعون ساعر برئاسة «الليكود» وسقط نتنياهو، فإن هذا الحزب سيحصل على 30 مقعداً في الكنيست. لكن قوة معسكر اليمين سترتفع إلى 60 عضو كنيست («الليكود» 30. «اليمين الجديد» 10. «شاس» 8. «يهدوت هتوراة» 8، كتلة أحزاب اليمين المتطرف 4). وفي المعسكر الآخر، ستحصل «كحول لفان» على 34 مقعداً، و«العمل - جيشر» 5، و«يسرائيل بيتينو» 7، وستبقى قوة القائمة المشتركة 14 مقعداً في هذا السيناريو أيضاً.
وحسب استطلاع آخر نشرته صحيفة «معريب»، فإن «الليكود» برئاسة نتنياهو سيحصل على مقاعد أكثر، ولكن قوة معسكر اليمين ستكون أكبر، إذا كان «الليكود» برئاسة ساعر. وفي الحالتين، يقول استطلاع «معريب» إن المشتركة ستحافظ على قوتها الحالية 13 مقعداً.
اليمين المتطرف الإسرائيلي يوحد صفوفه لدعم نتنياهو
اليمين المتطرف الإسرائيلي يوحد صفوفه لدعم نتنياهو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة