أعاد القبر، غير المعروف موقعه، والمفترض أن العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، قد دُفن فيه بعد قتله عام 2011، طرح مزيد من الأسئلة في ليبيا، خصوصاً من أنصار النظام السابق الذين يطالبون بالكشف عنه، وتسليم رفاته هو ونجله المعتصم، ووزير دفاعه أبو بكر يونس، كي يتم دفن رفاتهم في مكان معلوم لأسرهم.
وقال المحامي الليبي عدنان إرجيعة العرفي، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، أمس، إنه تقدم الأسبوع الماضي بدعوى قضائية إلى محكمة جنوب بنغازي الابتدائية، اختصم فيها مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي السابق، الذي تولى إدارة شؤون البلاد عقب إسقاط النظام عام 2011، بالإضافة إلى الليبي المدعوم من تركيا وقطر علي الصلابي، وصلاح بادي قائد ميليشيا ما يعرف بـ«لواء الصمود» المُدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي.
وظل المكان، الذي وري فيه القذافي وابنه ووزير دفاعه بالصحراء الليبية سراً لا يعلمه إلا قادة ميليشيات في مصراتة، لكن بادي، الذي يحارب الآن ضمن صفوف قوات «الوفاق» في العاصمة طرابلس، سبق واعترف بمعرفته بمكانهم.
وأوضح العرفي، الذي اتهم أجهزة سيادية في شرق ليبيا بتهديده بالاعتقال، أن المحكمة حددت جلسة في الثامن من يناير (كانون الثاني) المقبل، للنظر في الدعوى، واستدعت المدعى عليهم للحضور. وأبلغ المحامي الليبي، الذي ينتمي إلى مدينة بنغازي، «الشرق الأوسط»، بأنه يتوقع القبض عليه، وبأنه أبلغ نقابة المحامين بتهديدات تلقاها، مستكملاً: «ما يحيّرني أن القضية لا تضم عبد الجليل فقط، لكنني اختصمت الصلابي وبادي والصادق الغرياني المفتي المعزول، وجميعهم محسوبون على التطرف والإرهاب، و(الجيش الوطني) يحاربهم... الأمر محير فعلاً!».
وقُتل القذافي ونجله المعتصم في مدينة سرت، لكن أفراداً من مصراتة نقلوا جثتيهما إلى مدينتهم قبل أن يدفنوهما في مكان غير معلوم. ومنذ ذلك الحين وأنصار النظام السابق، يطالبون بالكشف عن قبور القذافي ونجله وأبو بكر يونس، ويحركون دعاوى قضائية من أجل ذلك، لكنها لا تؤدي إلى نتيجة.
وعدّ أحمد عبد الحكيم حمزة رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، إخفاء جثامين الثلاثة وآخرين، وعدم دفنهم في أماكن معلومة «جريمة، تمثل انتهاكاً جسيماً بحق أسرهم، وغيرهم ممن لا يزالون مجهولي المصير»، مضيفاً أنها «منافية للقيم الدينية والإنسانية والقانونية التي تكفلها كافة الأعراف والمواثيق الدولية». ورأى حمزة لـ«الشرق الأوسط»، أنه «يحق لأسرهم تحريك دعاوى أمام القضاء الليبي والدولي ضد مرتكبي هذه الجريمة النكراء، وملاحقة الذين نفذوها ومحاسبتهم».
وتواجه أسرة القذافي مصيراً غامضاً، بعد مقتل ثلاثة من أبنائها التسعة خلال «انتفاضة فبراير»، لكن الأحياء منهم تشتتوا في أقطار مختلفة، ما بين مسجون في العاصمة طرابلس مثل الساعدي، أو موقوف في لبنان مثل هانيبال، أو توارى عن الأنظار عقب إطلاق سراحه كسيف الإسلام. بالإضافة إلى والدتهم صفية فركاش، التي تقيم في القاهرة، وابنتها عائشة، ومحمد الابن البكر للقذافي من زوجته الأولى فتحية نوري خالد (في سلطنة عمان).
«القبر المجهول» للقذافي يجدد الأسئلة حول مكان دفنه
محكمة في بنغازي تحدد يناير المقبل للنظر في دعوى بشأنه
«القبر المجهول» للقذافي يجدد الأسئلة حول مكان دفنه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة