ملف {سد النهضة} أمام اجتماع لوزراء الري في السودان ومصر وإثيوبيا

TT

ملف {سد النهضة} أمام اجتماع لوزراء الري في السودان ومصر وإثيوبيا

يعقد وزراء الري والموارد المائية في السودان ومصر وإثيوبيا اجتماعاً غداً (السبت) بالعاصمة السودانية الخرطوم، يبحث القضايا الخلافية في الجوانب الفنية المتعلقة بتشغيل وإدارة سد النهضة الإثيوبي، بحضور ممثلين للبنك الدولي والولايات المتحدة الأميركية.
ويعد اجتماع الخرطوم الثالث بين وزراء الري والموارد المائية في الدول الثلاث، أحد 4 اجتماعات، تم الاتفاق عليها في اجتماع وزراء الخارجية والموارد المائية بالدول الثلاث في العاصمة الأميركية واشنطن، 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
ويأتي اجتماع الوزراء في أعقاب الاجتماع المشترك الثاني في العاصمة الأميركية «واشنطن»، بحضور ممثلين عن الخارجية الأميركية والبنك الدولي، 9 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تنفيذاً لخطة العمل المتعلقة بتقييم المسار التفاوضي الذي حدده الاجتماعان السابقان، في كل من أديس أبابا والقاهرة، على مستوى وزراء الري بالدول الثلاث.
وأشار البيان المشترك لاجتماع واشنطن الثاني، إلى إحراز تقدم في الاجتماعات الفنية بين وزراء الري والموارد المائية في أديس أبابا والقاهرة، وقال البيان إن الوزراء اتفقوا على أن الاتجاه الاستراتيجي للاجتماعَين التقنيين المقبلَين «يجب أن يكون تطويراً لقواعد وإرشادات تقنية لملء وتشغيل سدّ النهضة وتحديد ظروف الجفاف، وتدابير تخفيف آثار الجفاف التي يتعين اتخاذها».
ووفقاً للبيان، تشمل القواعد والمبادئ تدابير تخفيف آثار الجفاف، بناء على التدفق الطبيعي في سنة معينة، ومعدلات إطلاق المياه من السد، وتعهد إثيوبيا بتنفيذ هذه القواعد والمبادئ التوجيهية التقنية لملء وتشغيل السد. ويمكن تعديل القواعد والمبادئ المتوافق عليها من قبل الدول الثلاث وفقاً للظروف الهيدرولوجية في سنة معينة.
وكان وزراء الري والموارد المائية بالدول الثلاث قد اتفقوا في اجتماعهم الثاني في القاهرة في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، على مواصلة النقاشات الفنية في اجتماع الخرطوم الذي يستمر لمدة يومين.
وبحث اجتماع القاهرة بين وزراء الري عدداً من التفاصيل الفنية، التي تلي أدنى تصريف يمكن تمريره خلف سد النهضة، في السنوات متوسطة الإيراد والسنوات شحيحة الإيراد (الجافة)، وتطرق للاحتياطيات اللازمة من كل دولة للتعامل مع تعاقب السنوات الجافة قليلة الإيراد.
وتقاربت وجهات النظر بين الدول الثلاث بشأن ملء سد النهضة خلال السنوات المطيرة أو متوسطة الإيراد، وقدّم الوفد السوداني مقترحات بشأن الملء الأول والتشغيل السنوي لسد النهضة، وقال: «يمكن البناء عليها بمزيد من التفاصيل في اجتماع الخرطوم».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.