انتهى «كلاسيكو» كرة القدم الإسبانية بين برشلونة وضيفه ريـال مدريد بتعادل سلبي هو الأول بين الغريمين منذ 17 عاما، وذلك في مباراة مؤجلة من المرحلة العاشرة في الدوري المحلي، أقيمت على ملعب كامب نو مساء أول من أمس وسط احتجاجات في إقليم كاتالونيا مؤيدة للانفصال عن إسبانيا.
ورفع كل من الفريقين رصيده إلى 36 نقطة، ليحتفظ النادي الكاتالوني بالصدارة بفارق الأهداف عن النادي الملكي الثاني، ويتأجل حسم «بطل الشتاء» للمرحلة الثامنة عشرة التي تقام السبت والأحد.
وأقيمت المباراة وسط إجراءات أمنية مشددة، في ظل دعوات للتظاهر في محيط الملعب. لكن اللقاء لم يشهد أي اضطرابات داخل ملعب «كامب نو»، على رغم بعض التوتر خارجه وحصول إشكالات، بين محتجين وأفراد من الشرطة الذين أوقفوا شخصين على الأقل بعدما أقدموا على إضرام النيران في حاويات النفايات، وأصيب نحو 50 شخصا بجروح طفيفة.
وكان من المفترض أن تقام المباراة في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، لكنها أرجئت بسبب أعمال العنف والتظاهرات في إقليم كاتالونيا احتجاجا على سجن تسعة قياديين انفصاليين ما بين تسعة و13 عاماً بسبب دورهم في محاولة الإقليم الانفصال عن العاصمة مدريد عام 2017. وشل المتظاهرون حركة المرور خارج الملعب بعدما حثتهم منظمة «تسونامي الديمقراطية» المؤيدة لانفصال الإقليم، على التجمع في أربع نقاط محددة حوله قبل أربع ساعات من انطلاق المباراة، ما أثار مخاوف من احتمال عدم التمكن من إقامة المباراة المرتقبة.
لكن الفريقين وصلا إلى الملعب من دون صعوبة تذكر.
وفي ظل كل هذا الترقب، أتت نتيجة المباراة سلبية دون أهداف، في أول نتيجة من هذا النوع في مواجهات الفريقين في مختلف المسابقات منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2002.
وشهدت المباراة انفراد قائد ريـال المدافع سيرجيو راموس بالرقم القياسي لأكبر عدد من لقاءات الكلاسيكو (43)، متجاوزا نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي وزميله السابق تشافي هرنانديز، إضافة إلى أسطورتي النادي الملكي مانولو سانشيز وفرانشيسكو خنتو (42 لكل منهم).
وأقر مدرب برشلونة إرنستو فالفيردي أنه «كان هناك توتر في اللقاء ولاحظت بعض الكرات الصفراء تسقط من المدرجات في بداية الشوط الثاني، ما أدى إلى توقف اللقاء لفترة وجيدة من أجل إزالتها من الملعب. لكن ليس أكثر من ذلك. حاولنا إعطاء انطباع بأن الأمور عادية». وأضاف: «كنا نحب أن نفوز، كنا ملزمين أكثر منهم بعض الشيء بالفوز لأننا نلعب على أرضنا. لكنهم قدموا مباراة جيدة. في الترتيب، ما زلنا متساوين، لكن هكذا هي الليغا».
من جهته، قال نظيره في ريـال الفرنسي زين الدين زيدان: «الكل أراد أن يرى مباراة كرة قدم جيدة. من هذه الناحية، أعتقد أنه يمكننا أن نكون سعداء».
وكانت المباراة أقل مستوى مما كان متوقعا؛ حيث لم يكن برشلونة ولا ريـال مدريد في أفضل حالاتهما، وكان الطرفان في النهاية سعيدين بعدم الخسارة لا سيما صاحب الأرض لأن النادي الملكي كان الطرف الأفضل واستحق الفوز بحسب مدربه زيدان الذي قال: «أنا سعيد جدا بأداء اللاعبين. قدمنا مباراة كبيرة وافتقدنا أمرا واحدا هو الهدف، لكن هكذا هي كرة القدم».
وتابع: «عندما تتاح لك الفرصة يجب أن تسجل لكننا افتقرنا للوضوح في الثلث الأخير. علينا المواصلة وأهنئ اللاعبين لأنه (برشلونة) منافس قوي وملعب صعب. نحن بحالة جيدة ويجب أن نكون راضين. المهم هو الحصول على فرص واللعب بشكل جيد، وهذا ما فعلناه».
وأوضح: «بعد الأداء الذي قدمناه كان بإمكاننا الفوز... يجب عدم التفكير كثيراً بالأمر. المهم هو موقف اللاعبين وما قدمناه على مدار 90 دقيقة. لقد ضغطنا بقوة واستخلصنا الكرة من برشلونة. وقدمنا أداء جيد».
ولم يخسر زيدان للمباراة الخامسة على التوالي في مختلف المسابقات كمدرب لريـال على ملعب كامب نو (انتصاران وثلاثة تعادلات)، وهو رقم قياسي لمدرب في النادي الملكي.
وبعدما طويا صفحة الـ«كلاسيكو» الأول لهذا الموسم، يدخل برشلونة وريـال المرحلة الثامنة عشرة، الأخيرة قبل عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، وهما لا يزالان على المسافة ذاتها في الصدارة مع فارق الأهداف لصالح النادي الكاتالوني الذي يلتقي غدا على أرضه مع ديبورتيفو ألافيس في لقاء بمتناوله نظريا، بما أن ضيفه يقبع في المركز الرابع عشر وخسر مواجهاته الست الأخيرة في كتالونيا، بينها نهائي الكأس المحلية عام 2017.
ويدرك الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه في برشلونة أنه لا مجال للخطأ أمام ألافيس، لا سيما أن بانتظارهم فترة صعبة بعد العطلة إذ إنهم يواجهون الجار اللدود إسبانيول على أرضه، قبل استضافة وصيفهم للموسم الماضي أتلتيكو مدريد الخامس حاليا بفارق سبع نقاط قبل مباراته الأحد في ضيافة ريـال بيتيس، ثم غرناطة وفالنسيا في معقل الأخير. من جهته، يخوض ريـال مدريد اختبارا أصعب على أرضه الأحد في ختام المرحلة، إذ يلتقي أتلتيك بلباو السادس الذي لم يخسر سوى مرة في مبارياته الثمانية الأخيرة، بينها مباراة في الدور الثاني من مسابقة الكأس.
ويعول النادي الملكي على سجله أمام منافسه الباسكي، إذ لم يخسر أمام الأخير منذ 7 مارس (آذار) 2015 حين سقط في «سان ماميس» بهدف وحيد، في حين تعود هزيمته الأخيرة أمام هذا الفريق في «سانتياغو برنابيو» إلى 19 فبراير (شباط) 2005 حين سقط صفر - 2.
وسيكون إشبيلية متربصا للعملاقين الكاتالوني والمدريدي لمحاولة تقليص الفارق الذي يفصله عنهما، إذ لا يتخلف عن الثنائي سوى بفارق خمس نقاط قبل زيارته غدا إلى مايوركا السابع عشر.
لكنه يواجه أيضا ضغطا كبيرا من خيتافي الرابع الذي يتخلف عن النادي الأندلسي بفارق نقطة قبل أن يحل غدا ضيفا على فياريـال الثالث عشر، على غرار أتلتيكو الذي يحتل المركز الخامس بفارق نقطتين عن إشبيلية.
وتفتتح المرحلة اليوم بلقاء إيبار وغرناطة، على أن يلتقي غدا بلد الوليد مع فالنسيا، والأحد ليغانيس مع إسبانيول، وأوساسونا مع ريـال سوسييداد، وليفانتي مع سلتا فيغو.
«كلاسيكو» سلبي بين برشلونة وريـال مدريد يبقي صراع القمة مفتوحاً لنهاية العام
قطبا الكرة الإسبانية يحوّلان الاهتمام نحو مواجهتي ألافيس وبلباو على أمل فك شراكة الصدارة
«كلاسيكو» سلبي بين برشلونة وريـال مدريد يبقي صراع القمة مفتوحاً لنهاية العام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة