ليون يعيش حالة من الفوضى وينتظر تفاقمها من دون المهاجم ديباي

المدرب يبدو ضعيفاً والفريق يفتقر للجودة والغضب يسيطر على الجماهير في غياب أفضل لاعب لباقي الموسم

غياب ديباي المتألق سيزيد من أزمات ليون في بقية منافسات الموسم محلياً وقارياً (أ.ب)
غياب ديباي المتألق سيزيد من أزمات ليون في بقية منافسات الموسم محلياً وقارياً (أ.ب)
TT

ليون يعيش حالة من الفوضى وينتظر تفاقمها من دون المهاجم ديباي

غياب ديباي المتألق سيزيد من أزمات ليون في بقية منافسات الموسم محلياً وقارياً (أ.ب)
غياب ديباي المتألق سيزيد من أزمات ليون في بقية منافسات الموسم محلياً وقارياً (أ.ب)

«أنتم جميعاً غير مستعدين بعد. بداخلي غضب عارم مستعد للانطلاق في وجه كل من يرغب في صدام!»، عندما نشر ممفيس ديباي هذه التغريدة منذ أسبوع مضى، كان يروج لأحدث أغاني الراب الخاصة به. ولم يكن يخطر بباله أن هذه الكلمات ستتحول إلى عبارة تختزل مسيرته الكروية كلاعب كرة قدم. في الواقع، كان ديباي في حالة نارية مؤخراً. وكان هدفه في مرمى لايبزيغ الألماني الأسبوع الماضي، هو الرابع عشر له خلال المباريات الـ17 الأخيرة التي شارك فيها. كما كان هذا الأداء كافياً لأن يصل ليون إلى دور الـ16 ببطولة دوري أبطال أوروبا. إلا أنه سرعان ما أعقب هذا الهدف مواجهة غاضبة بين ديباي وأحد مشجعي ليون من مجموعة الأولتراس لتندلع مشاجرة على طرف الملعب.
وللأسف، انتقلت أحداث الأسبوع أمام ديباي من سيئ لأسوأ بدءاً من تلك اللحظة، فقد عانى من إصابة في الركبة، مساء الأحد، أنهت مشاركته في هذا الموسم، خلال مباراة انتهت بهزيمة ليون على أرضه أمام رين. ومن دون اللمسة السحرية لديباي، من غير المحتمل أن يتمكن ليون من هزيمة يوفنتوس في مواجهة دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم أو تقديم أداء جيد بما يكفي في الدوري الفرنسي الممتاز للتأهل للبطولة نفسها الموسم المقبل.
وربما يكون ديباي السمة الإيجابية الوحيدة لليون خلال عام 2019. في نهاية الموسم الماضي، اتخذ رئيس ليون، جان ميشيل أولاس، قراراً ضد تجديد عقد برونو غينيسيو بعد الهزيمة الثقيلة أمام رين في الدور قبل النهائي لبطولة كأس فرنسا. ونقل هذا القرار النادي من فترة مضطربة إلى اثنتين أخريين. وكان هناك شعور عام بالإثارة عندما عاد أسطورة النادي جونينيو برنامبوكانو في منصب مدير الشؤون الرياضية، وتعيين سيلفينيو مدرباً، لكن التفاؤل كان قصير الأجل. قرر أولاس طرد سيلفينيو بعد تعيينه بـ141 يوماً فقط. ورغب هو وأعضاء آخرون في مجلس الإدارة تعيين لوران بلانك، لكن جونينيو أتى برودي غارسيا من الفراغ ودفع به لهذا المنصب. ولم يلق هذا القرار قبولاً من جانب جماهير النادي.
وتقف جماهير ليون، خصوصاً مجموعات الأولتراس، في قلب شتاء الغضب في النادي. وتنامى مناخ عام غاضب في بارك أوليمبيك ليون الموسم الماضي تحت قيادة غينيسيو. ومع أنه كانت هناك نيات حسنة واضحة لدى عودة جونينيو المفاجئة، فقد تمت تحية غارسيا بصيحات الاستهجان وقلق متفهم بالنظر إلى إخفاقه القريب في مرسيليا، الخصم العتيد. وتكثف هذا الغضب بسبب الأداء الرديء والنتائج الضعيفة، وامتد إلى داخل أرض الملعب بعد التعادل أمام لايبزيغ في منتصف الأسبوع. ووقف أحد المشجعين بجانب الملعب حاملاً لافتةً تظهر بها صورة مارسيلو، لاعب قلب الدفاع، كحمار، وطالبه بالرحيل.
وكان رد فعل ديباي، الذي اختاره غارسيا قائداً للفريق، غاضباً تجاه المشجع الذي اقتحم أرض الملعب وحاول إزالة اللافتة. إلا أن مدافع ليون جيسون ديناير منعه وأحكم قبضته على جسده، بينما بدأ مسؤولو الاستاد والجماهير واللاعبين في التجمع. ولدى سؤاله عن شعوره بعد المباراة، لم يتوانَ ديباي عن وصف شعوره بقوة: «انظر إليّ! ماذا ترى؟ غضب؟ أنا أشتعل غضباً. أنا غاضب. ولا أدري حقاً ما ينبغي لي قوله. من الصعب للغاية على فريق اللعب وهو يعلم أن أحد أفراده في صراع مع الجماهير، وأنه لا يحظى بدعم جماهير الفريق. ماذا تتوقع في مثل هذا الموقف؟ أن نشكر المشجعين الذين يكيلون السباب لعائلاتنا؟ لقد جريت خلف المشجع الذي يحمل اللافتة كي أقول له: «توقف! اهدأ ودع هذه اللافتة المثيرة للضيق جانباً من أجل الجميع».
ويبدو مقطع الفيديو الخاص بالموقف داعماً لهذا الوصف. كما أيّد أولاس موقف اللاعب تماماً، وقال: «أظهر ممفيس ديباي شخصيته الاستثنائية وأنه قائد يمثل قدوة للآخرين. لقد فعل ما كنت أنا لأفعله». وأعرب غارسيا عن اتفاقه في الرأي مع أولاس، وقال متحدثاً عن ديباي: «عندما تطلق صيحة استهجان بحق لاعب بعد ضمان فريقك التأهل، فإن هذا يكشف أنك لا تستحق الحضور داخل الاستاد. إنه قائد فريق بالمعنى الحقيقي وتصرف وتحدث بصورة تليق بقائد».
ورغم هذا الاستعراض لوحدة الصف، لا تزال حالة من الفوضى تعصف بالنادي. من جانبه، أدلى أولاس، أول من أمس (الأربعاء)، بتصريح غريب بقوله إنه «يندم» على رحيل غينيسيو الذي تعرض لانتقادات بالغة. وقال: «ربما ارتكبت خطأً صغيراً. هل فعلت الصواب؟ لقد استمعت لما قالته مجموعات المشجعين. ربما لم أفعل الصواب».
من ناحيته، من المعتقد أن مارسيلو الذي تعرض لعقوبات من النادي لفعله حركة بذيئة باتجاه المدرجات بعد حادثة صورة الحمار، قد أخبر زملاءه في الفريق أنه يرغب في الرحيل عن النادي في أقرب وقت ممكن لخوفه على سلامة أسرته.
جدير بالذكر أن النادي نجح في تجنب الانهيار الكامل هذا الموسم بفضل ديباي، الذي تمكن من دفع الفريق داخل أرض الملعب وسجل تسعة أهداف بالدوري الفرنسي الممتاز، بجانب هدف في كل من مباريات دوري أبطال أوروبا التي شارك فيها. وتجلت أهميته من جديد، الأحد، لكنه أُجبر على الخروج في منتصف المباراة بسبب الإصابة وتعرض فريقه للهزيمة عندما أحرز رين هدفاً في وقت متأخر لتنتهي المباراة بنتيجة 1 - 0. وبعد المباراة، أكد النادي أن ديباي، وأكبر صفقات النادي خلال الصيف جيف رين أدليد، يعانيان من تمزق في الرباط الصليبي الأمامي. ومن الصعب توقع كيف يمكن لغارسيا المنافسة في بطولة الدوري والمضي قدماً في دوري أبطال أوروبا من دون اللاعبين. وبالتأكيد خسارة لاعبين محوريين في الهجوم يمثل سوء حظ استثنائي، لكن ربما يتعين على الجماهير طرح تساؤلات حول مدى صواب قرار النادي تخفيض رتبة مدربي اللياقة أنتوان دا فونسيكا وديمتري فاربوس، من الفريق الأول لدى وصول غارسيا.
وكان الانهيار السريع لليون هذا الموسم لافتاً. كانت الأمور قد بدت مشرقة للغاية في الصيف، وذلك مع عودة جونينيو مع ما تمتع به النادي من قوة مالية غير متوقعة بعد صفقتين هائلتين على صلة ببيع تانغي ندومبيلي وفيرلاند مندي هذا الصيف، واللتين جلبتا للنادي أكثر عن 100 مليون يورو. إلا أن هذا التفاؤل يبدو بعيداً للغاية اليوم.
اليوم، أصبح رصيد غارسيا صفراً لدى الجماهير مع استمرار مجموعات الأولتراس في الاعتراض على كل خطوة جديدة يتخذها النادي. ومن غير الواضح ما إذا كان باستطاعة جونينيو أو أولاس السيطرة حقاً على زمام النادي. والملاحظ أن النادي افتقر للجودة على امتداد المواسم السابقة. ولا تزال سياسة الصفقات الجديدة في النادي غير واضحة المعالم، في الوقت الذي يبدو أن كبير كشافي النادي فلوريان موريس، يعاني التهميش. ويعاني النادي حالياً أزمة هوية واضحة بدءاً من الرئيس لما دون ذلك. ومن دون ديباي الملهم باقي الموسم، ربما الأسوأ لم يأتِ بعد.


مقالات ذات صلة

الدوري السعودي يعيد كانتي إلى المنتخب الفرنسي

رياضة عالمية كانتي خلال مشاركته في مباراة الخليج اليوم الخميس (تصوير: عيسى الدبيسي)

الدوري السعودي يعيد كانتي إلى المنتخب الفرنسي

عاد لاعب وسط الاتحاد نغولو كانتي في مفاجأة كبيرة إلى تشكيلة منتخب فرنسا التي أعلن عنها الخميس المدرب ديدييه ديشان لخوض غمار كأس أوروبا.

«الشرق الأوسط» (باريس )
رياضة عالمية ماكرون يتمنى مشاركة مبابي في أولمبياد باريس (غيتي)

ماكرون: أتمنى أن يسمح ريال مدريد لمبابي بالمشاركة في الأولمبياد

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، إنه يأمل أن يشارك نجم كرة القدم الفرنسي كيليان مبابي في أولمبياد باريس الصيفي، في وقت لاحق من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية البرتغالي فيتينيا لاعب وسط باريس سان جيرمان (أ.ف.ب)

الآمال معلقة على فيتينيا نجم سان جيرمان في «معركة دورتموند»

يعيش البرتغالي فيتينيا فترة مزدهرة مع باريس سان جيرمان الفرنسي هذا الموسم، ويأمل ابن الرابعة والعشرين في إنعاش وسطه أمام بوروسيا دورتموند الألماني.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية ناصر الخليفي رئيس باريس سان جيرمان (غيتي)

الخليفي: التتويج بـ«الدوري الفرنسي» للمرة 12 حالة استثنائية في تاريخنا

قال ناصر الخليفي رئيس باريس سان جيرمان إن الفوز بلقب دوري الدرجة الأولى الفرنسي لكرة القدم هو أمر رائع، لكن الوصول إلى 12 لقبا يجعل الأمور استثنائية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية البرازيلي إسمايلي يحتفل بتسجيل هدفه في مرمى متز (أ.ف.ب)

«الدوري الفرنسي»: ليل ثالثاً مؤقتاً بفوزه على متز

استعاد ليل توازنه بعد سقوطه أمام موناكو، الأربعاء، وتغلب على مضيفه متز 2 - 1، الأحد، ضمن المرحلة الـ31 من الدوري الفرنسي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (باريس )

كريم بنزيمة يزور الجزائر لأول مرة 

صورة لبنزيمة بمعية أصدقاء له من صفحته على «إكس» @Benzema
صورة لبنزيمة بمعية أصدقاء له من صفحته على «إكس» @Benzema
TT

كريم بنزيمة يزور الجزائر لأول مرة 

صورة لبنزيمة بمعية أصدقاء له من صفحته على «إكس» @Benzema
صورة لبنزيمة بمعية أصدقاء له من صفحته على «إكس» @Benzema

وصل نجم كرة القدم الفرنسي الجزائري كريم بنزيمة إلى بلده الأم الجزائر على متن طائرة خاصة، في زيارة ستشمل كثيراً من الولايات، يكتشف فيها اللاعب الدولي لأول مرة بلاد أجداده، ومن المقرر أن يقوم ببعض النشاطات السياحية والخيرية.

وهبطت طائرة بنزيمة في مطار «عبان رمضان» بمدينة بجاية الواقعة في منطقة القبائل على مسافة 250 كيلومتراً شرق العاصمة الجزائر، حيث كان في استقبال لاعب نادي الاتحاد السعودي عدد من المسؤولين والجمعيات المحلية والمعجبين، ونُظم حفل على شرفه بمقر المحافظة ارتدى من خلاله «البرنوس» وهو معطف تقليدي من الصوف محلي الصنع، قبل توجهه إلى مسقط رأس والده.

وقال بنزيمة البالغ من العمر 37 ربيعاً، لوسائل الإعلام المحلية إنه سعيد جداً بزيارته للجزائر، وبالاستقبال الحار الذي حظي به في المطار، وعبَّر عن رغبته في قضاء وقت ممتع بمعية عائلته ومحبيه في الجزائر، كما تمنى حظاً موفقاً للمنتخب الجزائري في المباراة التي ستجمعه مع نظيره الغيني والمقررة يوم السادس من يونيو (حزيران) الحالي على أرضية ملعب «نيلسون مانديلا» ضمن تصفيات كأس العالم 2026.

ومن المتوقع أن يقوم نجم نادي ريال مدريد الإسباني السابق بجولة إلى مدينة تيارت شمال الجزائر، ليعرج منها إلى وهران عاصمة الغرب الجزائري.

وبات نجم المنتخب الفرنسي سابقاً، حديث مواقع التواصل الاجتماعي ساعات قبل حطه الرحال بالجزائر عقب ظهوره بقبعة نادي مولودية الجزائر بطل الدوري المحلي.

وعلى خطى بنزيمة صاحب الكرة الذهبية العالمية لعام 2022، وأسطورة المستديرة زين الدين زيدان الذي زار الجزائر في عام 2006، من المتوقع أن يقوم نجم باريس سان جيرمان والمنتخب الفرنسي كيليان مبابي بزيارة إلى مدينة بجاية مسقط رأس والدته أو مديرة أعماله فائزة لعماري.