علي الأمين يرد على «حزب الله»: حملاتهم ضدي بسبب رفضي المشروع الإيراني

كشف عن استدعائه للمثول أمام «الأمن العام» اللبناني

TT

علي الأمين يرد على «حزب الله»: حملاتهم ضدي بسبب رفضي المشروع الإيراني

نفى رجل الدين الشيعي المعارض لـ«حزب الله» علي الأمين، أمس، الاتهامات الموجهة له بالتطبيع مع إسرائيل، عادّاً أن حملات التخوين ضده «جاءت تتويجاً لمجموعة من الحملات القديمة التي كان يقوم بها (حزب الله) ضدّي شخصياً لرفضي القديم - الجديد المشروع الإيراني الذي يحملونه في لبنان والمنطقة»، وقال الأمين إنه استدعي للمثول أمام دائرة الأمن القومي في مديرية الأمن العام اللبنانية.
وكان الأمين شارك في مؤتمر للأديان في البحرين حضره رجال دين يهود جاءوا من الأرض المحتلة، حسبما قال الأمين، أمس، في مؤتمر صحافي، وهو ما دفع «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» في لبنان لاتخاذ قرار بعزل الأمين من الإفتاء الجعفري لأنه «عمل على تأجيج الفتن الداخلية بين اللبنانيين، وبسبب رؤيته التطبيعية مع الاحتلال».
وتلا هذا القرار بيان من «حزب الله» أدان فيه مشاركة الأمين في المؤتمر، ورأى فيها «خروجاً على المبادئ الدينية والأخلاقية والشرائع السماوية، وتنكراً لكل القيم التي تربّى عليها علماؤنا الأجلاء في الحوزات العلمية في النجف الأشرف وقم المقدّسة وجبل عامل ومختلف أنحاء العالم». كما عدّها الحزب الأسبوع الماضي «إساءة بالغة لتراث علماء الدين الذين كان وما زال لهم الدور البارز في مقاومة الاحتلال ورفض التطبيع معه وقدّموا دماءهم الطاهرة في هذا السياق».
ورد الأمين أمس في مؤتمر صحافي على «حملة التخوين والافتراء والتهديد... قام بها قبل أيام (حزب الله) والتابعون له من رجال دين وجمعيات وأفراد، وانضمت إليه فيها المؤسسة الدينية الشيعية الأم في لبنان».
وقال الأمين: «شاركت في المؤتمر المذكور شخصيات كثيرة، وكان منها ممثل الدولة اللبنانية السفير اللبناني لدى مملكة البحرين وغيره من سفراء ورجال دين عرب»، مؤكداً أنه «لم يحصل أي لقاء شخصي بيني وبين الشخصية اليهودية التي حضرت في اليوم الثاني من المؤتمر، ولم أكن على علم مسبق بحضورها».
ولفت إلى أن «هذه الحملات من التخوين، جاءت تتويجاً لمجموعة من الحملات القديمة التي كان يقوم بها (حزب الله) ضدّي شخصياً لرفضي القديم - الجديد المشروع الإيراني الذي يحملونه في لبنان والمنطقة، ولمطالبتي الدائمة عندما كنت في الجنوب بمشروع الدولة، وانتشار الجيش فيه، وحصر السلاح بالمؤسسات العسكرية والأمنية على كل الأراضي اللبنانية»، موضحاً أن «الخلاف مع الثنائي الحزبي الشيعي ليس جديداً. فهو يعود إلى سنوات كثيرة خلت وعقود مضت سبقت إبعادهم لي من الجنوب في أحداث السابع من أيار (مايو) 2008 بقوّة السلاح».
وأضاف: «استمرّت معارضتي لسياسة اتباع الرؤية الإيرانية وحلفائهم من أنصار نظام ولاية الفقيه التي تقوم على منع الرأي الآخر وشيطنته، لزعمهم أن الولي الفقيه يمثّل حكم الله على الأرض، فمن يعارضه أو يعارض أدواته فهو خائن ومعارض لله ورسوله». وقال إن «السبب وراء هذه الحملات، القديمة - الجديدة، يعود إلى معارضتي المستمرة لسياسة الثنائي الحزبي الشيعي، فلم يكن وقوفي إلى جانب الانتفاضة الشعبية اللبنانية المباركة، ورفضي محاولات قمعهم وشيطنتهم لها، المعارضة الأولى لهم؛ ولن تكون الأخيرة، وسأبقى معارضاً لسياستهم القائمة على الاستبداد والبطش والهيمنة، والعاملة على تربية جيل من الطائفة الشيعية يجنح نحو الطائفية البغيضة كما ظهر من هتافات أتباعهم (شيعة... شيعة)، وهي من ثمار قيادة الثنائي».
وشدد الأمين على أن التهديدات والاتهامات لن ترهبه، كما ذكّر بتاريخه المقاوم قائلاً: «من العجب العجاب أن السيد علي الأمين الذي بقي مع أهل الجنوب في المحن التي أصابتهم من الاعتداءات الإسرائيلية، خصوصاً في عامي (93) و(96) وعدوان تموز (يوليو) 2006، وهو الذي وقف ضد الثنائي الشيعي في فتنة اجتياح بيروت في 7 أيار (مايو) 2008 وضد تدخّل (حزب الله) في فتنة القتال الأهلي على الأراضي السورية... أن تقوم المؤسسة الدينية الشيعية الأم التي أسست لاستيعاب كل الآراء داخل الطائفة الشيعية، باتهامي بالسعي إلى الفتنة، وتدّعي أن عزله (الأمين) من الإفتاء كان لإحداثه الفتنة بين اللبنانيين، وهي المؤسسة التي كانت غطاءً دينيّاً لفتنة اجتياح بيروت وفتنة القتال الأهلي في سوريا، وفيها يصدق ما قاله العرب في أمثالهم».
وأضاف: «من العجب أيضاً أن يُستدعى السيد علي الأمين للمثول أمام دائرة الأمن القومي في مديرية الأمن العام بعد كل تلك المواقف ضدّ العدوّ الإسرائيلي والمواقف التي وقفها مدافعاً عن مشروع الدولة، ومطالباً بسيادتها الكاملة على أرضها منذ ثمانينات القرن الماضي، والرافضة لسيطرة الميليشيات المسلّحة وسعيها الدائم إلى تفكيك الدولة والهيمنة عليها». وقال: «لسنا من دعاة مخالفة القانون إن كان ما يسمّى أنه صدر عن الأمن العام من استدعاءٍ يحمل صفة القانون، فنحن من أوائل الدّعاة لدولة المؤسسات والقانون واحترامها؛ بما في ذلك مؤسسة الأمن العام».



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.