مصير غامض ينتظر آلاف المهاجرين غير النظاميين في ليبيا

سرت تحتضن مؤتمراً يناقش مشاكلهم تزامناً مع «يومهم العالمي»

صورة أرشيفية لمهاجرين غير نظاميين في ميناء طرابلس (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لمهاجرين غير نظاميين في ميناء طرابلس (أ.ف.ب)
TT

مصير غامض ينتظر آلاف المهاجرين غير النظاميين في ليبيا

صورة أرشيفية لمهاجرين غير نظاميين في ميناء طرابلس (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لمهاجرين غير نظاميين في ميناء طرابلس (أ.ف.ب)

ما يزال الغموض يكتنف مصير قرابة 7 آلاف مهاجر غير نظامي، تم احتجازهم في مراكز للإيواء بمناطق غرب ليبيا، تزامنا مع اليوم العالمي للمهاجرين، وأيضا على خلفية تصاعد حدة الاقتتال على الأطراف الجنوبية للعاصمة طرابلس.
وقال مسؤول بجهاز الهجرة غير المشروعة لـ«الشرق الأوسط» إن الحرب الدائرة حول العاصمة «أضرت بتقديم الخدمات الإعاشية والطبية، التي كانت تقدمها الأجهزة المعنية لعدد من المراكز التي يقطنها آلاف المهاجرين من جنسيات أفريقية وآسيوية».
وأشار المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه لأنه غير مخول الحديث لوسائل الإعلام، إلى أن المنظمات الدولية المعنية بالمهاجرين كانت قد وعدت بنقل أعداد منهم إلى دول مستضيفة، «لكن إلى الآن لم يتم ترحيل إلاّ أعداد قليلة جداً».
وسبق لرئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية العقيد المبروك عبد الحفيظ، القول إن عدد المهاجرين الطُلقاء داخل البلاد يقدر بـ700 ألف، بالإضافة إلى سبعة آلاف آخرين محتجزين داخل مراكز الاعتقال بمدن الغرب الليبي.
وفي الرابع من ديسمبر (كانون الأول) 2000 حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 18 ديسمبر (كانون الأول) من كل عام، الذي وافق أمس، يوماً دولياً للمهاجرين، بعد الأخذ بعين الاعتبار الأعداد الكبيرة والمتزايدة للمهاجرين في العالم.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن «من حق جميع المهاجرين أن يتمتعوا على قدم المساواة مع غيرهم بحماية جميع حقوق الإنسان المكفولة لهم. وبمناسبة هذا اليوم الدولي، أحث القادة والناس في كل مكان على تفعيل الاتفاق العالمي، حتى تكون الهجرة في مصلحة الجميع».
ورغم أن الهجرة إلى ليبيا تعتبر غير مشروعة نظراً لاعتمادها على التهريب داخل البلاد عبر عصابات الاتجار بالبشر، فإن سلطات طرابلس تقول إنها تبذل جهوداً كبيرة، بهدف حماية المهاجرين ورعايتهم.
ونقل عن محمود المسعودي، وهو موظف بأحد مراكز الإيواء في طرابلس، أن العديد من المحتجزين بات في حاجة ماسة إلى المواد الغذائية والطبية وأدوات النظافة، وقال إن غالبية المراكز «باتت تلجأ الآن إلى أهل الخير من مواطنين وشركات خاصة لإطعام مئات المهاجرين المحتجزين».
وأمام «هذه المعاناة» التي تحدث عنها المسعودي لـ«الشرق الأوسط»، والذي أكد أن «كثيرا من المهاجرين يتعرضون لانتهاكات جسدية عديدة»، أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، فرع جنزور، أنه سيجري عمليات فحص دورية للمهاجرين المحتجزين لديه، ويخضعهم جميعاً للرعاية الصحية. ويتم من وقت لآخر إجلاء عشرات المهاجرين إلى دول مستضيفة، وقد أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بليبيا، أمس، أن 13 مهاجراً ممن تم إجلاؤهم من ليبيا وصلوا بأمان إلى مركز الطوارئ في رومانيا هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن إعادة توطينهم «جاءت لدفع الضرر عنهم». وفرض ملف الهجرة غير النظامية نفسه على المؤتمر الدولي للدراسات الاقتصادية والسياسية، الذي عقد في مدينة سرت أمس بغرب البلاد.
وقالت بلدية سرت في بيان أمس إن المؤتمر الذي عقد في كلية الاقتصاد بجامعة سرت، وحضره باحثون من دول عربية، سيناقش 24 بحثا تتعلق بالهجرة غير الشرعية وسبل مواجهتها.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.