مساعٍ لإيجاد مخرج قانوني لاستمرار حكومة «تصريف الأعمال»

عبد المهدي أكد أنها ستواصل عملها حتى تشكيل أخرى بديلة

TT

مساعٍ لإيجاد مخرج قانوني لاستمرار حكومة «تصريف الأعمال»

فيما عبرّ زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني عن قلقه من إمكانية دخول العراق في فراغين إداري ودستوري خلال اليومين المقبلين، أعلن رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي استمرار حكومة «تصريف الأعمال» حتى تشكيل حكومة جديدة. ونقل بيان حكومي عن عبد المهدي تأكيده خلال ترؤسه جلسة الحكومة أمس، التي كان يفترض أن تكون الأخيرة، تأكيده على أن الحكومة «مستمرة بعملها إلى حين تشكيل الحكومة المقبلة». وأضاف عبد المهدي أن «الحكومة أنجزت أعمالاً كثيرة في مختلف المجالات، وفي مقدمتها تحقيق زيادة واسعة في المساحات المزروعة وإنتاج الحبوب، نتيجة لدعم الفلاحين وتسليمهم مستحقاتهم المالية، وأثر القطاع الزراعي في التنمية الصناعية وتشغيل الأيدي العاملة وتحريك السوق وتشجيع الإنتاج المحلي».
وفيما يواصل الرئيس العراقي برهم صالح مشاوراته لتكليف شخصية مستقلة بتشكيل الحكومة المقبلة، أعلن الزعيم الكردي مسعود بارزاني خلال لقائه السفير البريطاني في العراق ستيفن هيكي عن القلق في الدخول في الفراغ الإداري والدستوري. وقال بيان لمكتب بارزاني إنه «جرى بحث الأوضاع السياسية، والمشكلات والتحديات التي تواجه العملية السياسية في العراق، وكذلك مطالب المتظاهرين، والقلق حيال الدخول في الفراغ الإداري والدستوري». من جانبه أكد السفير البريطاني أن بلاده ترغب في أن يكون إقليم كردستان قوياً وموحداً.
إلى ذلك، قال عضو اللجنة القانونية في البرلمان العراقي، شيروان ميرزا، في تصريح إن «حكومة تصريف الأعمال لا يحق لها إبرام العقود والاتفاقيات الدولية، ولكن يمكنها إبرام العقود مع أفراد أو مواطنين لغرض تسيير الأمور اليومية». وأضاف أن «إبرام العقود من قبل المسؤولين والوزراء والمديرين العامين في ظل حكومة تصريف الأعمال يعد مخالفة قانونية تتحمل عبئها وتبعاتها الحكومة المقبلة».
وبرزت مخاوف من إمكانية عدم تمرير الموازنة العامة للدولة لعام 2020 بسبب تحويل الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال في وقت كانت تعد فيه فقرات الموازنة. وقال مقرر اللجنة المالية في البرلمان أحمد الصفار إن موازنة 2020 ستتأخر بسبب تأخر إرسالها من الحكومة قبل تحولها لتصريف الأعمال، مشيراً إلى أن «الموازنة الجديدة مرهونة بتشكيل الحكومة الجديدة، لأن الموازنة هي سياسة الحكومة في لغة الأرقام، ولطالما الحكومة غير موجودة لا توجد موازنة».
لكن الناطق باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء سعد الحديثي أعلن من جهته أن هناك إشكالات في مشروع الموازنة العامة للدولة للعام المقبل لدى الحكومة بسبب حكومة تصريف الأعمال. وقال الحديثي إن «الحكومة كانت حريصة على إنجاز مشروع الموازنة وتسليمه بشكل عاجل إلى البرلمان»، مشيراً إلى أن «التأخير حصل عند إضافة التخصيصات المالية اللازمة لتنفيذ القرارات التي صدرت عن مجلس الوزراء استجابة لمطالب المتظاهرين». وتابع أن «مهام حكومة تصريف الأعمال الحالية مستمرة ومتواصلة وتؤديها حسب ما يقتضيه الواجب الذي حدده الدستور لها باستثناء صلاحيتين لم يعد بالإمكان ممارستهما وهي الصلاحية الخاصة بسن مشاريع القوانين، وعقد الاتفاقات والمعاهدات الخارجية، في حين أن صلاحياتها بالقضايا الأخرى باعتبارها حكومة لتصريف المهام اليومية مستمرة وتباشر بشكل منتظم، وهو جزء من التزامات دستورية لا يمكن أن تتخلى عنها لأنه بالنتيجة فيها قضايا متعلقة بسير الجوانب الإدارية والمالية والاقتصادية والخدمية للمواطن».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».