«العدالة والتنمية» المغربي يعزز حضوره الإعلامي بإطلاق بوابة إلكترونية

ابن كيران يحذر من السعي لإسقاط التجربة السياسية الحالية

ابن كيران خلال مراسم إطلاق البوابة الإلكترونية الجديدة لحزب العدالة والتنمية  في الرباط أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
ابن كيران خلال مراسم إطلاق البوابة الإلكترونية الجديدة لحزب العدالة والتنمية في الرباط أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

«العدالة والتنمية» المغربي يعزز حضوره الإعلامي بإطلاق بوابة إلكترونية

ابن كيران خلال مراسم إطلاق البوابة الإلكترونية الجديدة لحزب العدالة والتنمية  في الرباط أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
ابن كيران خلال مراسم إطلاق البوابة الإلكترونية الجديدة لحزب العدالة والتنمية في الرباط أمس (تصوير: مصطفى حبيس)

حذر عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، من السعي لإسقاط التجربة الحكومية الحالية لأنها في صالح المجتمع، منتقدا الإعلام ذا النيات السيئة، وقال إنه لن ينجح لأن حزبه لا يلتفت إلى المناورات والألاعيب.
وأوضح ابن كيران، الذي كان يتحدث أمس خلال إطلاقه البوابة الإلكترونية الجديدة للحزب من مقره في الرباط، من أجل تعزيز حضوره الإعلامي، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات، أن هناك إعلاما يحترم نفسه وآخر نيته سيئة، وقال بهذا الخصوص: «أقول للإعلاميين المستقلين لا تنظروا إلى التجربة السياسية الحالية من منظور تحقيق أكبر نسبة من المبيعات حتى وإن أدى ذلك إلى إسقاطها»، واستشهد في هذا الصدد بما قاله له مدير إحدى الصحف، لم يُشِر إلى اسمه، أقر بأنه عندما كانت صحيفته تنتقد تجربة التناوب التوافقي التي عرفها المغرب عام 1998 بقيادة الزعيم الاشتراكي عبد الرحمن اليوسفي وتركز على الاختلالات التي عرفتها، «لم نكن ندرك أننا نساهم في إسقاط تجربة نحن في حاجة إليها».
ووجه ابن كيران انتقادات إلى الإعلام «السيئ النية»، وقال إنه طالما يروج لأمور غير صحيحة وغير موجودة في حزبه، فإنها لن ينجح «لأن هذا هو سر (العدالة والتنمية) الذي لا يتلفت إلى المناورات والألاعيب ويعتبرها وكأنها لم تحدث».
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها ابن كيران عددا من الصحف والمواقع الإلكترونية المغربية، وقد اعترف بأن هناك أيادي خفية تحركها، بهدف الإضرار بحزبه وبتجربته في الحكم، كما أنه خاض صراعا مفتوحا مع مديرة قسم الأخبار في القناة التلفزيونية الثانية سميرة سيطايل، وتبادل الطرفان الاتهامات بهذا الشأن.
وبشأن إطلاق البوابة الإلكترونية للحزب قال ابن كيران إن ما سيضمن لها النجاح هو مضمونها الذي سيخول لها أن تصبح أكثر حداثة وتفاعلا وجاذبية، وتقدم خدمة إعلامية حقيقية، مشيرا إلى أن الحزب لا يتوفر على أي صحيفة أو مجلة تتحدث باسمه وتدافع عنه، وأن قرار إصدار صحيفة لم يتخذ بعد، رغم اعتباره ضروريا، لا سيما مع اقترب موعد الانتخابات.
يذكر أن صحيفة «التجديد» تعد من الصحف المغربية المقربة من الحزب، وكان «العدالة والتنمية» يتوفر على موقع إلكتروني يحتل مواقع متقدمة من حيث نسبة زواره، مقارنة مع مواقع الأحزاب السياسية الأخرى.
وبخصوص تقييم التجربة الحكومية التي يقودها حزبه، قال ابن كيران إنه لا وجود لخصومة آيديولوجية بينه وبين أي كان، مؤكدا أن الصراع بين العلمانيين والإسلاميين غير موجود في المغرب، بل يوجد منطقان، منطق يسعى للتحكم في البلاد، مستعملا مختلف الوسائل بما فيها وسائل الدولة، وهو يملك إجراء يتحركون لصالحه، مقابل منطق آخر يرى أن المغاربة نضجوا ولم يعودوا بحاجة إلى من يتحكم فيهم، بل يستحقون الاستمتاع بحقوقهم. وأوضح ابن كيران قائلا: «نريد خدمة الشعب الذي صوت علينا، وأن نكون عند حسن ظن الملك بنا، وسنتعاون مع كل من يريد الخير لهذا البلد».
وحول طبيعة العلاقة بين حلفائه في الأغلبية الحكومية قال ابن كيران إنها تتجنب الخلاف الآيديولوجي، وتركز على «إثبات أن الإصلاح ممكن في المغرب دون الحاجة إلى التحكم والتمكين للأشخاص، والمكر والخديعة والبهتان والبلطجة التي أصبحت واضحة للمواطن»، بحسب رأيه.

وزاد قائلا: «لو رأى حلفاؤنا ما لا يروقهم في هذه التجربة لغادروها مثلما فعل الآخرون الذين كانت لهم أهداف أخرى، وهم الآن يعانون ويواجهون مصيرهم السياسي»، في إشارة إلى حزب الاستقلال الذي انسحب من الحكومة بعد تعيين حميد أمينا عاما للحزب.
من جهته، قال سليمان العمراني، رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة، إن حزبه هو أول حزب مغربي يطلق بوابة إلكترونية، مؤكدا أن هذه الخطوة جاءت استجابة لمجموعة من انتظارات المرحلة السياسية الحالية، لا سيما في ظل تقلد الحزب رئاسة الحكومة.
وأوضح العمراني أن البوابة الجديدة ليست سوى نقطة في مسار إعلامي مهم للحزب انطلق للمرة الأولى مع صحيفة «المغرب العربي»، التي أطلقها الراحل الدكتور عبد الكريم الخطيب، ثم بعد ذلك تلتها صحف «العصر» و«العدالة والتنمية»، و«المصباح»، فضلا عن الموقع الإلكتروني للحزب الذي جرى إطلاقه سنة 2004، مشيرا إلى أن البوابة ستساهم في الدينامية التي يعيشها المغرب من خلال إعلام حزبي يساهم في التأطير والتوجيه، بعد تراجع الإعلام الحزبي عن القيام بهذا الدور.
وتعهد العمراني بأن لا تتحول البوابة الإلكترونية إلى «نشرة حزبية داخلية»، بل إن حزبه سيلتزم بالمهنية والانفتاح على الرأي الآخر، حتى وإن اختلف معه في المرجعيات ما دام القاسم المشترك هو الانحياز إلى الخيار الديمقراطي.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».