برشلونة وريـال مدريد يتواجهان في كلاسيكو إسبانيا وسط احتجاجات الإنفصاليين

هل يحل النادي الملكي عقدته أمام الفريق الكاتالوني ويحقق أول نصر له منذ أبريل 2016؟

TT

برشلونة وريـال مدريد يتواجهان في كلاسيكو إسبانيا وسط احتجاجات الإنفصاليين

تتركز الأنظار، اليوم، نحو ملعب «كامب نو»، ليس لأنه يستضيف مواجهة الديربي الأهم في العالم بين برشلونة وغريمه ريـال مدريد وحسب، بل لأن المباراة تترافق مع دعوات للتظاهر خارج الملعب من قبل الانفصاليين الكاتالونيين الذين يطالبون بالاستقلال عن مدريد.
وكان من المفترض أن تقام المباراة في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، ضمن المرحلة العاشرة من الدوري الإسباني، لكن تم إرجاؤها بسبب أعمال العنف في كاتالونيا، احتجاجاً على سجن 9 قياديين انفصاليين لمدد تراوحت بين 9 و13 عاماً بسبب دورهم في محاولة الإقليم الانفصال عن مدريد عام 2017.
وبعد مرور قرابة شهرين على الموعد الأصلي للمباراة التي ترتدي أهمية مضاعفة على الصعيد التنافسي، في ظل تصدر برشلونة للترتيب بفارق الأهداف فقط عن الريـال، بعد تعثر الفريقين في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، لم يتغير الوضع، والتهديد ما زال قائماً لأن الانفصاليين يرون بهذه المباراة فرصة لإيصال رسالتهم إلى ما يقارب 650 مليون شخص سيتابعون اللقاء، اليوم، من خلف شاشات التلفزة حول العالم، بحسب تقديرات رابطة الدوري الإسباني «ليغا».
وأوصت الشرطة أن يبقى الفريقان في الفندق ذاته خلال الساعات التي تسبق المباراة من أجل سيطرة أمنية أفضل.
وقال الفرنسي زين الدين زيدان، مدرب ريـال مدريد: «طلبوا منا التوجه إلى الملعب معاً، وهذا ما سنفعله. لا أعرف إن كان هذا بسبب الاحتجاجات. إنه أمر جديد، ولكن علينا اتباع التعليمات. لا شيء يمكن إضافته أكثر من هذا. المهم أن تقام المباراة. هذا كل ما في الموضوع».
وستنطلق الاحتجاجات في مناطق متفرقة محيطة بالملعب، قبل 4 ساعات من صافرة بداية المباراة التي كانت مهددة بالتأجيل مرة أخرى، لكن السلطات وعدت بإقامة المباراة. ورغم التركيز على الجانب الأمني قبل المباراة، قال زيدان إنه يفكر فقط في المواجهة، وأوضح: «يجب أن نصب كل تركيزنا في أرض الملعب فقط... يمكن أن نتحدث عما سيحدث خارج المباراة طيلة الأسبوع. نحن جاهزون للعب، وهذا ما نرغب فيه. غالبية الناس يريدون فقط مشاهدة مباراة كرة قدم».
وأعلنت السلطات المحلية في إقليم كاتالونيا أنه سيتم تخصيص نحو 3 آلاف من رجال الشرطة والأمن الخاص من أجل مباراة «الكلاسيكو»، وذلك تخوفاً من حصول أي استهداف من الانفصاليين.
ووفقاً لرئيس الشرطة، سيقوم الضباط بحماية المنطقة المحيطة بالملعب منذ الصباح الباكر، حتى تتمكن الفرق والحكام والمشجعون من الدخول دون أي مشكلة.
كما سيتم أيضاً تعزيز الرقابة والتفتيش على المشجعين، حيث سيوضع طوق لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مداخل الملعب.
وسيتأهب رجال الأمن في المدرجات أيضاً، وفي محيط ميدان المباراة، حيث حذرت حركة «تسونامي الديمقراطية» من أنها ستنشر رسالتها بالتجمع في 4 نقاط محددة حول ملعب «كامب نو»، بدءاً من الساعة الرابعة بتوقيت غرينيتش، أي قبل 4 ساعات من انطلاق المباراة.
وعلق رئيس النادي، جوسيب ماريا بارتوميو، على الوضع الحساس بالقول: «نعلم أننا نعيش في لحظة اجتماعية وسياسية معقدة، لكني مقتنع بأنها متوافقة مع القدرة على لعب مباراة كرة قدم».
لكن فريق بارتوميو يواجه خطر العقوبات والتغريم، في حال حدوث خروقات أمنية، بما في ذلك إجباره على خوض مباريات خلف أبواب موصدة.
وقد حذر الاتحاد الإسباني بأنه «سيطبق اللوائح السارية»، في حال حصول خروقات في مباراة اليوم ضد ريـال مدريد الذي يعد بالنسبة لكثير من الكاتالونيين ممثلاً للقوة المركزية والحكومة الإسبانية في مدريد.
وتنطبق مقولة «مصائب قوم عند قوم فوائد» على مدربي برشلونة وريـال مدريد، إرنستو فالفيردي والفرنسي زين الدين زيدان توالياً، إذ أنهما يخوضان موقعة «الكلاسيكو» المؤجلة دون أي خوف على منصبيهما.
ولو أقيمت المباراة في موعدها السابق أكتوبر (تشرين الأول)، لكان أحد الفريقين بمدرب جديد حالياً لأن مقصلة الإقالة كانت تهدد فالفيردي وزيدان في تلك الفترة نتيجة وضع الفريقين، لكن تم إرجاؤها بسبب أعمال العنف في كاتالونيا.
وشتان بين أواخر أكتوبر (تشرين الأول) واليوم، إذ ارتقى مستوى الفريقين كثيراً منذ حينها، وهما يدخلان مباراة اليوم في «كامب نو» على المسافة ذاتها في صدارة الترتيب، وبعد أن ضمنا أيضاً بطاقة عبورهما إلى الدور ثمن النهائي لدوري الأبطال. وقبل مرحلة على دخول الدوري في عطلة أعياد الميلاد والعام الجديد، سيسعى كل من الفريقين لحسم اللقاء والانفراد بالصدارة، مع أفضلية إحصائية لبرشلونة الذي لم يذق طعم الهزيمة أمام النادي الملكي في المباريات الست الأخيرة، بينها نصف نهائي الكأس الموسم الماضي.
كما أن عملاق كاتالونيا لم يسقط في الدوري على أرضه أمام الريـال منذ الثاني من أبريل (نيسان) 2016، حين خسر بهدف لجيرار بيكيه، مقابل هدفين للفرنسي كريم بنزيمة ونجم يوفنتوس الإيطالي حالياً البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وخلافاً لما كان عليه الوضع أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، فإن خسارة مباراة اليوم لن تشكل تهديداً لأي من المدربين، شرط ألا تكون بنتيجة مذلة.
وبالنسبة لزيدان الذي كان مهدداً بالإقالة قبل قرابة شهرين، مع الحديث أيضاً عن بديله المحتمل الذي أصبح الآن مدرباً لتوتنهام الإنجليزي، أي مدرب النادي الملكي السابق البرتغالي جوزيه مورينيو، فإن «كرة القدم تنسى ما فعلته في السابق. لن أقول لكم إن ما قيل (عنه حينها) لم يؤلمني، لأنه آلمني، لكن ليس بإمكاني منع الناس من التعبير عن رأيهم».
وبالنسبة لبرشلونة، تم ذِكرِ اسم مدرب المنتخب الهولندي رونالد كومان للعودة إلى الفريق كمدرب، بعد أن دافع عن ألوانه كلاعب بين 1989 و1995، وكمساعد مدرب بين 1998 و2000.
وإذا كانت إشاعات الإقالة في حينها مصدر إزعاج لفالفيردي، فإن مستوى الفريق في أرضية الملعب خلال تلك الفترة كان مصدر قلق حقيقي للمشجعين والمدرب على حد سواء، فبرشلونة فاز بمباراتين فقط من أصل الخمس الأولى.
ورغم تحسن نتائج النادي الكاتالوني، فإن الأداء بقي بعيداً عن المستوى الذي اشتهر به الفريق، بقيادة نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، مع تكريس مشكلة سابقة في الفريق، وهي الأداء الدفاعي المتأرجح، إضافة إلى عجز فالفيردي عن استخراج أفضل ما يملكه مهاجمه الجديد الفرنسي أنطوان غريزمان الذي سيتواجه اليوم مع مواطنه المتألق مجدداً كريم بنزيمة، متصدر ترتيب الهدافين بـ12 هدفاً، مشاركة مع ميسي.
وفي حديث له الشهر الماضي، تطرق فالفيردي إلى الفترة الصعبة التي مر بها فريقه، بالقول: «في بداية الموسم، لا يكون الحديث عن الفوز بلقب واحد، بل الفوز بثلاثة أو أربعة، وبالتالي الإحباط يكون كبيراً جداً حين لا تفوز بمباراة».
وأقر فالفيردي، الشهر الماضي: «صحيح أننا كنا نعاني، لكننا قمنا بالأشياء بشكل جيد. نحن في صدارة الدوري الإسباني، وتصدرنا مجموعتنا في دوري الأبطال. يجب أن نسير في طريقنا المعتاد».
وفي معسكر الريـال، حمل زيدان معه من الموسم الماضي عبء الأداء المتواضع للفريق الذي عاد إليه في مارس (آذار)، خلفاً للأرجنتيني سانتياغو سولاري، بعد الخروج من نصف نهائي الكأس على يد برشلونة، بالخسارة إياباً في «سانتياغو برنابيو» بثلاثية نظيفة، ثم السقوط في الملعب ذاته (صفر-1) أمام النادي الكاتالوني في الدوري، ما تسبب بتخلفه عن الأخير بفارق 12 نقطة، إضافة إلى التنازل عن لقب دوري الأبطال الذي أحرزه لثلاثة مواسم متتالية، بقيادة الفرنسي، بالخروج على يد أياكس الهولندي إثر الخسارة المذلة في ملعبه أيضاً (1-4).
وإذا كان جمهور النادي الملكي متسامحاً مع زيدان في الأشهر المتبقية من الموسم الماضي، فإنه بدأ التشكيك بقدرته على انتشاله من كبوته بعد ظهور الفريق بشكل سيئ في الأشهر الأولى من الموسم الجديد، لكنه نجح في الأسابيع الأخيرة بتصحيح الأمور، وخلق فريقاً أكثر استقراراً، باكتشافه لاعب وسط ديناميكياً كان الفريق بحاجة إليه منذ فترة طويلة، تمثل بشخص الأوروغوياني فيديريكو فالفيردي (21 عاماً)، فضلاً عن الجوهرة البرازيلية الشابة رودريغو البالغ من العمر (18 عاماً). لكن ريـال مدريد سيخوض مواجهة اليوم منقوصاً من عنصر هجومي مهم، هو البلجيكي إيدن هازارد للإصابة.


مقالات ذات صلة

هل توافق المحكمة على إشراك أولمو في مسابقة كأس السوبر الإسبانية؟

رياضة عالمية أولمو خلال تدريبات برشلونة (إ.ب.أ)

هل توافق المحكمة على إشراك أولمو في مسابقة كأس السوبر الإسبانية؟

يأمل المدرب الألماني لبرشلونة هانزي فليك في إحراز باكورة ألقابه منذ توليه تدريب الفريق الكاتالوني الصيف الماضي وذلك في مسابقة كأس السوبر الإسبانية لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (جدة )
رياضة عالمية يامين لامال لحظة وصوله مطار الملك عبد العزيز بجدة (وزارة الرياضة)

جدة تستقبل نجوم برشلونة بالقهوة السعودية… والورود

وصلت بعثة فريق برشلونة الاسباني إلى جدة الاثنين تحضيرا لانطلاق منافسات السوبر الاسباني بجدة الأربعاء.

علي العمري (جدة) ضحى المزروعي (جدة)
رياضة عالمية أردا غولر يحتفل مع فران غارسيا بثنائيته في كأس الملك (نادي ريال مدريد)

«كأس ملك إسبانيا»: ريال مدريد إلى ثمن النهائي بخماسية

سجل المهاجم أردا غولر ثنائية مذهلة ليحجز ريال مدريد مقعده في دور 16 من كأس ملك إسبانيا لكرة القدم بفوز رائع 5 - صفر على ديبورتيفا مينيرا.

«الشرق الأوسط» (قرطاجنة)
رياضة عالمية داني أولمو في قائمة برشلونة لكأس السوبر (إ.ب.أ)

رغم أزمة تسجيله... أولمو في قائمة برشلونة لكأس السوبر الإسباني

وجد داني أولمو في قائمة برشلونة استعدادا لخوض منافسات كأس السوبر الإسباني لكرة القدم، وذلك رغم الجدل الدائر حول أزمة إعادة تسجيله.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية أتليتك بلباو هو رابع أنجح فريق في الدوري الإسباني بـ8 ألقاب برصيده (أ.ف.ب)

أتلتيك بلباو... سياسة الولاء منحته فرصة الترويج لنجوم الباسك

أتليتك بلباو الذي سيشارك في كأس السوبر الإسباني بجدة، هو رابع أنجح فريق في الدوري الإسباني بثمانية ألقاب برصيده.

روان الخميسي (جدة)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».