السيسي يعتبر حكومة «الوفاق» الليبية «أسيرة للميليشيات»

اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن حكومة «الوفاق الوطني» المُعترف بها دولياً في ليبيا، «أسيرة للميليشيات المسلحة الموجودة في طرابلس، ولذلك لم تتمكن من حل المشكلات التي تواجهها».
وتأتي إفادة السيسي، التي أعلنها، أمس، خلال مشاركته في أعمال النسخة الثالثة لـ«منتدى شباب العالم» المقام بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء، في ظل رفض القاهرة، و«الجيش الوطني» والبرلمان الليبيين، لاتفاقيتين وقعهما، السراج، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بشأن الترتيبات الأمنية والبحرية، وهو ما تعتبره مؤسسات ليبية إجراء غير مشروع وليس من صلاحيات الحكومة، وتتحسب مصر لتأثيراتهما على عمليات التنقيب عن مكامن الطاقة في البحر المتوسط.
وتحدث السيسي، ضمن أعمال مائدة مستديرة «عن التكامل بين دول البحر المتوسط» عن أن أمن بلاده القومي «يُمس مباشرة مما يجري في ليبيا»، مشدداً على أن القاهرة «رغم أنها تملك القدرة على التدخل المباشر لم تفعل ذلك؛ احتراماً للعلاقة مع الشعب الليبي الذي لن ينسى لنا ذلك».
وفيما بدا تعويلاً على دور «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر، قال السيسي، إن هناك «دوراً ومسؤولية على الجيوش الوطنية في استعادة الأمن والاستقرار في بلدانها، خصوصاً في ظل وجود قوى أخرى داخل الدول ولديها أجندة خاصة»، واستدرك: «إن ما يحدث في ليبيا اليوم من عدم قدرة الحكومة على أن تكون لها إرادة حرة، نتيجة لأنها (أسيرة للميليشيات المسلحة والإرهابية الموجودة في طرابلس)، ويظل الجميع يحاول أن يدير المسألة وفق مصالحه، رغم أن مصلحتنا جميعاً أن يعود الإقليم مرة أخرى إلى الاستقرار والتوازن».
وافتتح السيسي، أول من أمس، أعمال «منتدى شباب العالم» الذي يستمر حتى الثلاثاء المقبل، بمشاركة نحو 7 آلاف شخص، وكان من بين ضيوف الجلسة الافتتاحية، رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، الذي أجرى مشاورات مع مسؤولين بارزين منهم نظيره المصري، علي عبد العال.
وخلال أعمال الجلسة الأولى للمنتدى أمس، التي ناقشت «التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين»، دعا السيسي، إلى «موقف موحد وحازم ضد الدول الداعمة للإرهاب»، ومحذراً من أن «العالم سيدفع ثمناً باهظاً إذا لم يتصدِ لذلك الخطر».
وبشأن تطور «حالة الإرهاب في العالم»، أعرب الرئيس المصري عن اعتقاده بأن «الظاهرة تنمو ولا تقل، ولا بد من التكاتف، خصوصاً في ظل ما نراه من نشأة دول إرهابية وليس مجرد كيانات».