تفكيك 3 أذرع إعلامية لمخابرات النظام السابق في السودان

TT

تفكيك 3 أذرع إعلامية لمخابرات النظام السابق في السودان

أصدر مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني أبو بكر دمبلاب، قراراً بتصفية 3 مؤسسات إعلامية تابعة له، وأبلغ الصحافيين والعاملين بقرار التصفية، في وقت ينتظر فيه إعادة النظر فيه تصحيح أوضاع الإعلام في البلاد، وإتاحة مزيد من الحريات لها.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الفريق أول دمبلاب، أصدر أمس قراراً بإغلاق جريدة «سودان فيجن» الناطقة بالإنجليزية، والمركز السوداني للخدمات الصحافية (SMC)، ومركز الخرطوم للإعلام الإلكتروني (KEM)، وأن إدارات تحرير أبلغت الصحافيين العاملين في هذه المؤسسات بقرارات التصفية.
وأبدى العاملون في هذه المؤسسات، أسفهم للقرار الذي عدوه مجحفاً ومناقضاً لشعارات الثورة، ولم يستصحب الدور الذي قاموا به، في صناعة التغيير في البلاد، والجهود التي بذلوها لتغيير السياسة التحريرية لمساندة الحكومة الانتقالية. وأحدثت قرارات دمبلاب ارتباكاً في الوسط الإعلامي السوداني، الذي عزا قرار التصفية إلى «لجنة تفكيك حزب المؤتمر الوطني»، التي تم تكوينها أول من أمس ومنحت صلاحية تصفية المؤسسات التابعة لـ«المؤتمر الوطني».
وقالت مصادر إن لجنة تصفية حزب النظام المعزول، لم تتخذ القرار، وإنها لم تبدأ أعمالها بعد، فيما نفى مصدر بوزارة الإعلام عزم الوزارة تصفية أي مؤسسة إعلامية بما في ذلك التابعة للحزب المنحل، وقال إن المؤسسات الإعلامية التابعة له والممولة من الدولة تحت أي اسم، سيتم تغيير ملكيتها وسياستها التحريرية، دون أن يتأثر العاملون بالقرارات.
وكان جهاز الأمن الوطني والمخابرات، خلال حكم البشير، قد أنشأ عدداً من المؤسسات الإعلامية، فضلاً عن شرائه عبر شركة مملوكة له لجريدة «الصحافة» العريقة، قبل أن يقوم بإغلاقها قبل أكثر من عام.
ووظف جهاز الأمن الوطني موالين للنظام المنحل، أغلبهم لا علاقة لهم بمهنة الصحافة لإدارة تحرير هذه المؤسسات، وحدد سياستها التحريرية بما يخدم الخط الدعائي والتعبوي للجهاز، وللدفاع عن نظام الإنقاذ وأداة للسيطرة على الصحافة.
وبسقوط نظام البشير، نصت الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية، على تحويل جهاز الأمن إلى جهاز لجمع المعلومات وتحليلها، وبناء على ذلك تم حل ذراعه القتالية «هيئة العمليات».
وتشير معلومات إلى أن الحكومة الانتقالية تدرس كيفيات التصرف مع المؤسسات الإعلامية التابعة لحزب المؤتمر الوطني، أو التي يثبت للقضاء أن تمويلها كان يتم من الحزب أو المال العام، وذلك دون الإضرار بالعاملين فيها، وأنها قد تلجأ لنقل ملكيتها للدولة، أو تحويلها لشركات مساهمة عامة تطرح أسهمها للجمهور، أو تمليكها للصحافيين، بعد تغيير إداراتها وسياساته التحريرية.
ووقع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة الدورة 74 بنيويورك، على ميثاق «التعهد العالمي للدفاع عن حرية الإعلام». ونقل عنه لاحقاً تعهده بـ«ألا يتعرض أي صحافي في السودان الجديد للقمع والسجن».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.