اتهام يمني للميليشيات بخرقات عديدة لـ «استوكهولم»

TT

اتهام يمني للميليشيات بخرقات عديدة لـ «استوكهولم»

لا يزال اتفاق استوكهولم، أحد أكثر الاتفاقات التي تحظى بحضورها وتجنيب نتائجه التي أقرت قبل عام فرصة أي اهتزاز رغم الخروقات التي طالت الحديدة؛ المكان المعني بتنفيذ الاتفاق.
وفي ضوء ذلك، يتهم تقرير لفريق العمليات في الساحل الغربي اليمني الحوثيين بارتكاب انتهاكات قال إنها تجاوزت 13 ألفاً، مضيفاً أن «الجماعة المدعومة من إيران استفادت في تغيير كثير من القواعد، رغم المحاولات الأممية في تحييد ذلك».
وعدّ وضاح الدبيش، المتحدث باسم القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي، أن فرص التوصّل إلى تسوية سياسية «قد أُجهضت... سيّما أنّ الخروقات الحوثية لبنود اتفاق السويد الموقّع في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تخطّت الـ13 ألف انتهاك، وقوبلت بصمت أممي»، وهو ما عدّه «مشاركة في الجُرم الحوثي الفتاك، الذي فشل في إيجاد حل لوقف تمدد الحوثية».
وبحسب إحصائية قام بها فريق العمليات في الساحل الغربي، فإن عدد الخروقات والاستحداثات الحوثية امتداداً من 18 ديسمبر 2018 حتى أمس، هي: 3 آلاف و717 خرقاً في حيس، و3 آلاف و704 خروقات في الدريهمي، وألفان و877 خرقاً في الجبلية، وألف و701 في التحيتا، وألف و219 في الجاح، وألف و109 في الفازة، و995 في «الكيلو16» و«الكيلو8»، فيما سجلت مدينة الصالح 979 خرقاً، ومنظر ساحة العروض 215 خرقاً.
وبين الدبيش أن من بين هذه الخروقات كانت هناك عمليات هجوم واشتباكات مباشرة بلغ عددها ألفاً و576، كانت أشبه بالحرب المكتملة تجاوز مسماها «الخروقات»، وكانت الدريهمي وحيس والجبلية والتحيتا من أكثر المحاور التي شهدت هجوماً مباشراً، حيث شهدت الدريهمي 225 هجوماً، وحيس 210، والتحيتا والجبلية 204 في كل منهما، بينما شهدت الجاح 185 هجوماً، ومحورا «الكيلو16» و«8» شهدا 166 هجوماً.
وبلغ عدد التسللات 3 آلاف و950؛ سجلت الدريهمي وحيس أكثرها، فيما بلغ عدد القصف المباشر على الأملاك الخاصة للمواطنين بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة ألفاً و356 أيضاً؛ كان أكثرها في حيس والدريهمي، وبلغ عدد القصف المباشر على مواقع القوات المشتركة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة ألفاً و686.
وقال الدبيش: «على واقع التصعيد الجبان والغادر في الانتهاكات والخروقات من قبل ميليشيا الحوثي منذ إعلان ساعة انطلاق بدء اتفاق السويد، بلغت ذروتها محطمة أرقاماً هائلة، حيث بلغ ضحايا هذا الاتفاق الأسود من المدنيين عدد 232 قتيلاً؛ منهم 68 من الأطفال، و29 من النساء، و41 من كبار السن، فيما كان عدد الشباب الذين قتلوا 94 شاباً، وبلغ عدد الجرحى الذين تسببت إصابتهم في إعاقة ألفين و311 جريحاً، منهم 264 طفلاً، و179 من النساء، و271 من كبار السن، وألف و597 من الشباب».
وجاء في الإحصائية أن «الميليشيا الحوثية دمرت 446 منزلاً ومسجداً ومزرعة ومنشأة نتيجة القصف، ما بين تدمير كلي وجزئي، ولم تتوقف أعمال القتل عند الإنسان والشجر والحجر، بل طالت أيضاً (حسب الدبيش) ذبح الحيوان بغير قبلة وشرع، حيث بلغ عدد الحيوانات 71 حيواناً. واستغلت ميليشيات إيران الهدنة، لتقوم بعمليات تصفية حسابات في الداخل، باختطافات واعتقالات وتصفيات ضد المعارضين للمسيرة الشيطانية، والناشطين، وبينهم مدنيون لا علاقة لهم بأي أعمال سياسية أو حقوقية، حتى بلغ عدد المعتقلين الذين لفقت لهم تهم كيدية 129 لم تتم محاكمتهم حتى الآن، منهم 87 تم نقلهم إلى السجن المركزي في حجة، فيما بلغ عدد المختطفين 84 مختطفاً، و37 تم اختطافهم عن طريق مداهمة منازلهم دون مسوغ قانوني، و47 اختطفوا من الشوارع وأثناء وجودهم في أعمالهم، و32 شخصاً تمت تصفيتهم جسدياً، كان آخرهم شقيق عاقل حارة الحي الجامعي أحمد شوعي، فيما اختفى 28 شخصاً اختفاءً قسرياً، حتى الآن لا أحد يعلم أماكن اعتقالهم، حيث توجد احتمالية بأنه تمت تصفيتهم».
وبحسب الإحصائية؛ «بلغت الاستحداثات ذروتها؛ حيث تم رصد 565 نفقاً طولياً، وألف و700 خندق، و125 ثكنة عسكرية، و14 غرفة عمليات متقدمة، وألفين و22 (ممارس) تسمى دشم، و84 نصباً لمدافع ثقيلة بمختلف الأحجام والإبعاد... جميعها تم نصبها في الأحياء والمنشآت».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.