ابن كيران ينتقد تشكيلة لجنة إعداد النموذج التنموي في المغرب

TT

ابن كيران ينتقد تشكيلة لجنة إعداد النموذج التنموي في المغرب

عاد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية السابق، ليعلن مواقفه السياسية المثيرة للجدل، حيث أعرب عن عدم رضاه عن تشكيلة اللجنة المكلفة إعداد النموذج التنموي الجديد، التي عينها الملك محمد السادس الخميس الماضي.
وقال ابن كيران أمس، خلال مشاركة في المؤتمر الوطني للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذراع النقابية لحزب العدالة والتنمية، إن تكوين لجنة إعداد النموذج التنموي التي اقترحها شكيب بنموسى «لم يعجبني».
وأضاف ابن كيران معلقا على رئيس اللجنة الذي اقترح أعضاءها على الملك محمد السادس «سار في خيار واحد وبأشخاص متخصصين في التشكيك بالدين»، معتبرا أنها تفتقد للتوازن المطلوب، في إشارة إلى خلوها من أي شخص يمثل التيار الإسلامي بالبلاد. وزاد رئيس الحكومة السابق في نبرة لا تخلو من التحدي «هذا لا يعني أننا سنستسلم وسنعود إلى بيوتنا، بل يجب أن نستمر حاضرين في الساحة، وإذا اقتضى الأمر عوض أن نكون في الحكومة نكون في المعارضة. فنحن مستعدون، وإذا اقتضى الأمر أن نكون في الحكومة ونؤدي الثمن مثل الذي يؤديه الناس الذين يدافعون عن القيم والمبادئ في المجتمع البشري فنحن مستعدون». ومضى ابن كيران موضحا في كلمته القوية أمام مؤتمري النقابة «هذا الأمر يتداوله الأكابر لما يظنون ويعتقدون أنه في صالحهم، ولكن الذي يؤدي الثمن دائما هو الشعب»، وطالب النقابة بالاستماتة في الدفاع عن المبادئ والقيم، وقال: «إذا لم تؤدوا عن الشعب فمن سيؤدي».
ولم يفوّت الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية الفرصة من دون الحديث عن الحريات الفردية التي تتعالى الأصوات الداعية لإقرارها في البلاد، وقال: «هناك سيدة تتكلم عن الحريات الفردية منحوها ميدالية في فرنسا، لأنها تتكلم عن حرية المرأة في جسدها وتتكلم عن الحرية في الخيانة الزوجية، هكذا بصراحة». وأضاف ابن كيران «هؤلاء يدافعون عن الحرية في الخيانة الزوجية، وقالوا لن نقبل أن يتدخل القانون مستقبلا في الخيانة الزوجية»، معتبرا أن فرنسا تسجل كل ثلاثة أيام «وفاة امرأة يقتلها زوجها أو رفيقها الذي يعيش معها».
واتهم ابن كيران الداعين لرفع تجريم العلاقات الجنسية خارج الزواج بالسعي وراء «فتح باب جهنم على مجتمعنا»، موضحا أنه لا يتحدث بمقاييس الدين الإسلامي الذي حرم هذا الأمر: «أتكلم عن العواقب التي نسير إليها لا قدر الله لو اتبعنا هذه الثقافة التي هي قبل كل شيء ثقافة المستعمر وضد المبادئ والقيم وتسعى إلى إشاعة الفاحشة»، وفق تعبيره.
وشدد ابن كيران على أن دور النقابات ليس هو الدفاع عن حقوق العمال فقط، وقال: «دوركم كنقابة هو أن تدافعوا عن حقوق العمال وعن المبادئ والقيم التي تميز المغرب منذ 14 قرنا وقبلها»، معتبرا أن البلاد تسير في طريق «ليست جيدة».
ونوه ابن كيران بموقف النقابة وأمينها العام عبد الإله الحلوطي، الذي جدد المؤتمر انتخابه لولاية ثانية على رأسها، من القانون الإطار لإصلاح التعليم، وقال: «أهنئكم على الموقف الذي اتخذتموه بشأن موضوع القانون الإطار لإصلاح التعليم في مناصرة اللغة العربية»، مبرزا أن اللغة العربية «قضية هوية وقضية شخصية واحترام للذات واحترام الأنا المغربية». وأضاف ابن كيران «ديني الإسلام ولغتي العربية والأمازيغية ليس هناك مشكلة»، معتبرا أن تصويت النقابة ضد القانون الإطار كان مشرفا، وقال: «طلبت من الإخوة (نواب الحزب) الامتناع عن التصويت على هذه المواد أو رفض القانون الإطار لإصلاح التعليم، فلم يقدروا لا على هذه ولا تلك مع الأسف الشديد، لكن النقابة خلقت لدي بعض الأمل بأن هذا التيار يمتلك الوضوح الكافي»، مشددا على أن اللغة العربية «ليست قضية تقنية بالنسبة للمملكة المغربية فقط، وسترون أن هذا الإجراء سيفشل، لأنه سيزيد من صعوبة تلقين المواد العلمية الصعبة وصعوبة إتقان اللغة».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.