فلسطينيو 48 يحذرون من خطة هدم مئات البيوت كجزء من حملة نتنياهو الانتخابية

TT

فلسطينيو 48 يحذرون من خطة هدم مئات البيوت كجزء من حملة نتنياهو الانتخابية

حذّرت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل (فلسطينيّي 48)، من خطة انتخابية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يتم من خلالها هدم بيوت عربية بشكل جماعي بحجة البناء غير المرخص، بغرض استنهاض قوى اليمين العنصري، التي يطمع بزيادة الأصوات بين صفوفها خلال حملته الانتخابية الجديدة.
وقال مصدر في لجنة المتابعة إن نتنياهو اعتاد على استخدام العرب في إسرائيل في حملاته الانتخابية. فمرة يحذر من تدفقهم إلى صناديق الاقتراع لإسقاط حكم اليمين، ومرة يعتبرهم طابوراً خامساً، وقد أدار في الشهور الأخيرة حملة لنزع شرعيتهم كمواطنين، إذ راح يحرض ضد خصومه من حزب الجنرالات لأنهم «يريدون تشكيل حكومة تستند إلى الأحزاب العربية». وقد بلغنا أنه ينوي في الانتخابات الجديدة، المقررة يوم 2 مارس (آذار) المقبل، تنفيذ عمليات هدم جماعي للبيوت العربية، فمثل هذا العمل يثير استفزاز وغضب العرب فيخرجون في مظاهرات وصدامات، ويرد عليهم بالتهديد والقمع، وهذا يقوي مكانته في صفوف اليمين العنصري.
المعروف أن هناك أكثر من 50 ألف أمر هدم، صادرة في الدوائر الحكومية الإسرائيلية لبيوت عربية بنيت من دون تراخيص، غالبيتها كان أصحابها قد طلبوا ترخيصها وأبدوا استعداداً لدفع الرسوم، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت منحهم تراخيص بها. وتقوم هذه البيوت على أراضٍ تخطط السلطات لمصادرتها وضمها إلى بلدات يهودية مجاورة. وقبل بضع سنوات، وضعت لجنة حكومية مشروع قانون عرف باسم رئيس اللجنة «قانون كمينتس»، لتسوية هذه المعضلة. وتبين أن القانون يعطي الشرعية لبضعة ألوف من هذه البيوت، لكنه يقود إلى هدم غالبيتها وتغريم أصحابها بغرامات مالية باهظة. ولذلك رفضه العرب بشدة. وفي الأسبوع الماضي، تمكنوا من تجميد تنفيذه لمدة 5 سنوات. ويخشى قادة «فلسطينيّي 48» اليوم من أن يقدم نتنياهو على استغلال المعركة الانتخابية لهدم بضع مئات من البيوت بشكل جماعي ودرامي، بإرسال قوات كبيرة من الشرطة وافتعال صدامات مع المواطنين.
وقد حذرت لجنة المتابعة من موجة هدم كبيرة، يبدو أنها ستطال عدداً من البلدات العربية وبالذات حالياً، في منطقتي النقب والمثلث الجنوبي (من الطيبة إلى كفر قاسم). وقال رئيس المتابعة، محمد بركة: «إننا في هذه الأيام مقبلون كما يبدو، على موجة ضخمة وخطيرة من تدمير البيوت العربية، بموجب إطارات الهدم التي تم تسليمها في الطيرة وقلنسوة وغيرهما، في إطار قوانين الهدم الوحشية العنصرية. وهذه قضايا تحتاج منا لرد فعل جماهيري أشد، بموازاة المسارات الكفاحية الأخرى لمنع هدم البيوت العربية». وأضاف أن «سياسة هدم البيوت تنبع من العقلية العنصرية ضد جماهيرنا العربية، ونحن نحذر من موجة تحريض ستتسع في الأسابيع المقبلة، خلال حملة الانتخابات البرلمانية، فهنا المسألة ليست متعلقة بمن يشارك في الانتخابات، بل هذا تحريض يستهدفنا جميعاً تماماً».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.