إب.. «اللواء الأخضر» تشهد مواجهات دامية

تزخر بالمعالم التاريخية الأثرية

إب.. «اللواء الأخضر»  تشهد مواجهات دامية
TT

إب.. «اللواء الأخضر» تشهد مواجهات دامية

إب.. «اللواء الأخضر»  تشهد مواجهات دامية

شهدت محافظة إب في وسط البلاد، أمس، اشتباكات عنيفة بين مسلحي الحوثي وجماعات سنية على خلفية محاولات الحوثيين السيطرة على هذه المحافظة. وتعد محافظة إب (اللواء الأخضر) هي إحدى محافظات الجمهورية اليمنية التي تمتلك تاريخا أصيلا وحضارة عريقة وتتميز، بموقعها الجغرافي الهام حيث تقع جنوب العاصمة صنعاء، وتبعد عن العاصمة بحدود (193 كم)، ويحدها من الشمال محافظة ذمار، ومن الجنوب محافظة تعز ومن الغرب محافظة الحديدة ومن الشرق محافظتا الضالع والبيضاء.
يبلغ عدد سكان محافظة إب نحو 1.5 مليون نسمة، وحسب المركز الوطني للمعلومات اليمني فإن سكانها يشكلون نسبة (10.8 في المائة) من إجمالي سكان الجمهورية، وتعد ثالث أكبر محافظات الجمهورية من حيث عدد السكان، وعدد مديرياتها (20) مديرية وتعد مدينة إب مركز المحافظة. تتوزع محافظة إب على سلاسل جبلية متفاوتة الارتفاع بين 1500 - 3000 متر فوق سطح البحر وتقع مدينة إب الرئيسة على ارتفاع 1500 متر، وتزخر هذه المدينة بالكثير من المعالم التاريخية، والأثرية التي ما زالت قائمة حتى اليوم.
يطلق على محافظة إب لقب «اللواء الأخضر»، لأنها تعد من أجمل المدن اليمنية وتتسم بكثرة الأمطار التي لا تنقطع طوال العام وبالتالي جمال الطبيعة الخلابة فيها حيث تراها متزينة بــ«ثوبها» الأخضر الساحر طوال العام مما جعل الزوار يتوافدون إليها من كل أنحاء الجمهورية. وركز سكان مدينة إب على الزراعة كنشاط رئيس لهم حيث يشكل إنتاج المحافظة من المحاصيل الزراعية نسبة (5.6 في المائة) من إجمالي الإنتاج في الجمهورية. وتحتل المرتبة الرابعة بين المحافظات من حيث إنتاج المحاصيل الزراعية.
يوجد عدد من المعالم الهامة بمحافظة إب التاريخية أهمها مدينة جبلة «عاصمة الصليحيين»، وهي عاصمة للملكة أروى بنت أحمد الصليحي التي انتقلت إليها من صنعاء في عام 458هـ، ومدينة ظفار يريم عاصمة الدولة الحميرية حيث يوجد بها متحف يحتوي على بعض آثار مدينة ظفار التاريخية. وتعد مدينة إب إحدى المدن اليمنية الهامة حيث تعد حلقة وصل بين العاصمة صنعاء ومحافظة تعز، حاولت ميليشيات الحوثي السيطرة على المدينة الأربعاء الماضي لكن قبائل «اللواء الأخضر» تداعت من عموم المديريات وقامت بالسيطرة على مداخل ومخارج وجبال إب كما قامت القبائل بالسيطرة على النقاط التي استولت عليها ميليشيات الحوثي بعد مواجهات شرسة في حين قالت مصادر محلية بأن هناك اتفاقا أبرم، أمس الجمعة، بين قوات الأمن بالمحافظة والمسلحين من كافة الإطراف ونص على إخراج كافة المسلحين من مدينة إب ونشر قوات الجيش على مداخلها ونشر وحدات من قوات الأمن الخاصة في شوارع المدينة.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.