ترحيب فلسطيني وعربي بتمديد التفويض لـ«أونروا»

رحب الفلسطينيون بشكل واسع، وكذلك الجامعة العربية ودول في المنطقة، بالقرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة والقاضي بتمديد مهمة عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا». ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس القرار بمثابة رسالة واضحة من قبل المجتمع الدولي على أن قرارات الشرعية الدولية ليست للمساومة أو الابتزاز. وقال عباس «إن حصول القرار الأممي على الأغلبية الساحقة، دليل على وقوف العالم أجمع إلى جانب شعبنا وحقوقه التاريخية وقضيته العادلة، ويمثل انتصاراً للقانون الدولي، ولحقوق اللاجئين الفلسطينيين لحين حل قضيتهم حلاً نهائياً وفق قرارات الأمم المتحدة».
وشكر عباس، باسم الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية الدول التي صوتت لصالح القرار، داعياً المجتمع الدولي إلى العمل من أجل حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وفق قرارات الشرعية الدولية للوصول إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة مددت أول من أمس بأغلبية ساحقة مهمة عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين «أونروا» لمدة ثلاث سنوات أخرى رغم محاولة الولايات المتحدة إحباط هذا القرار وإغلاق الوكالة. وتقرر تمديد مهمة وكالة أونروا حتى 30 يونيو (حزيران) عام 2023 بأغلبية 169 صوتا، وامتنعت 9 دول عن التصويت، وعارضت الولايات المتحدة وإسرائيل. وقال المسؤول الفلسطيني صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن التصويت الساحق لصالح الأونروا «هو تعبير عن الإجماع السياسي على الانتصار للشرعية الدولية وإحباط قانون القوة والتطرف والابتزاز السياسي والمالي». وأضاف «فلسطين تشكر جميع الدول المحبة للعدل التي أكدت على تجديد الولاية دون الإخلال بالفقرة 11 في القرار 194 التي تنص على عودة اللاجئين والتعويض».
واعتبر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، سليم الزعنون، أن فلسطين صمدت أمام التحالف الأميركي الإسرائيلي المعادي لحقوق الفلسطينيين، وقال في بيان «إن العالم واجه التمرد الأميركي على القانون الدولي والقرارات الأممية، خاصة ما يتعلق بالاستيطان وبقضية اللاجئين ومحاولة إيجاد بدائل لأونروا، بتصويت نحو 170 دولة لصالح تمديد عمل الوكالة». وقال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني أن تجديد التفويض لوكالة الغوث «صفعة لدولة الاحتلال وإدارة ترمب، وتأكيداً دولياً على حق شعبنا بالعودة وتقرير المصير، باعتبار الأونروا الشاهد على مأساة اللاجئين الفلسطينيين.
ورحبت الجبهة الديمقراطية بتجديد التفويض لوكالة أونروا، وقالت إنه استجابة لموقف ملايين اللاجئين الفلسطينيين وإرادتهم، وتقديراً للقانون الدولي الذي يكفل لأبناء شعبنا من اللاجئين حقهم في الحياة الكريمة إلى أن تزول العراقيل والعوائق الإسرائيلية والأميركية التي تعطل عودتهم إلى الديار والممتلكات، وفقاً للقرار 194. ووصفت الجبهة القرار كذلك بأنه صفعة مدوية لإدارة ترمب، وحكومة نتنياهو، و«صفقة القرن»، والمحاولات العدائية لحل الوكالة ونقل خدماتها إلى الدول المضيفة في سياق شطب حق العودة. وكانت حركة حماس رحبت بالتمديد كذلك، مؤكدة أن «دعم أونروا وبقاءها مهم جداً حتى يعود جميع اللاجئين إلى أرضهم وديارهم التي هجروا منها وتنتهي مأساتهم».
من جانبها، رحبت جامعة الدول العربية بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية الساحقة على قرار تمديد ولاية عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين لثلاث سنوات، واعتبرته انتصارا للقانون الدولي، ولحقوق اللاجئين الفلسطينيين، لحين حل قضيتهم حلاً نهائياً. وأكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة سعيد أبو علي، إن هذا التصويت لصالح القرار بالأغلبية الساحقة يؤكد قوة الدعم السياسي الذي تحظى به وكالة «أونروا» وفق التفويض الممنوح لها بالقرار 302. لحين إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين طبقاً للقرار 194.
وشدد على أن هذا الفوز الساحق الذي منح تفويض الوكالة حتى 30 يونيو (حزيران) عام 2023. دليل على وقوف العالم أجمع إلى جانب الشعب الفلسطيني، وحقوقه التاريخية، وقضيته العادلة. كما أعرب عن تقديره للدول التي صوتت لصالح لهذا القرار التاريخي، بالإضافة إلى عدد من القرارات التي تتعلق بـ«أونروا»، وباللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني، مطالباً المجتمع الدولي بمضاعفة الجهود والعمل على تنفيذ قراراته الخاصة بالقضية الفلسطينية، وبالضغط على سلطة الاحتلال، لإنقاذ حل الدولتين، وتحقيق السلام العادل، طبقا للقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية.
كما رحب الأردن بالقرار، وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية السفير ضيف الله الفايز، إنّ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتمديد تفويض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين يعتبر دعما لحق اللاجئين العيش بكرامة.
وبين الفايز أن التصويت بأغلبية ساحقة لتجديد الولاية للأونروا هو إعادة لتأكيد الموقف الدولي الواضح والصريح على أهمية استمرار الوكالة في القيام بواجبها تجاه ملايين اللاجئين الفلسطينيين في المجالات التعليمية والصحية والإغاثية، ودعم لحق اللاجئين الفلسطينيين العيش بكرامة، والتي تشكل قضيتهم إحدى أهم قضايا الوضع النهائي التي يجب أن تحل وفق الشرعية الدولية، وخصوصاً قرار الأمم المتحدة رقم 194. ومبادرة السلام العربية، وبما يضمن حق اللاجئين في العودة والتعويض، كما أكد أن الدبلوماسية الأردنية تعمل باستمرار على دعم أونروا.