مناصرو «حزب الله» و«أمل» يشتبكون مع القوى الأمنية

بعد فشل هجومهم على خيم المتظاهرين

متظاهرون مناصرون للثنائي الشيعي يرمون بالحجارة على القوى الأمنية في وسط بيروت أمس (أ.ب)
متظاهرون مناصرون للثنائي الشيعي يرمون بالحجارة على القوى الأمنية في وسط بيروت أمس (أ.ب)
TT

مناصرو «حزب الله» و«أمل» يشتبكون مع القوى الأمنية

متظاهرون مناصرون للثنائي الشيعي يرمون بالحجارة على القوى الأمنية في وسط بيروت أمس (أ.ب)
متظاهرون مناصرون للثنائي الشيعي يرمون بالحجارة على القوى الأمنية في وسط بيروت أمس (أ.ب)

حاول مناصرون لـ«حزب الله» و«حركة أمل» الهجوم على منطقة وسط بيروت حيث خيم المتظاهرون في ساحتي رياض الصلح والشهداء، وقاموا بإشعال لافتات إعلانية على الطريق المؤدية من بشارة الخوري إلى وسط العاصمة.
ومساء أمس، سجّلت كذلك مواجهات بين متظاهرين وشرطة مجلس النواب، حيث حاول المحتجون اجتياز الحواجز الحديدية والدخول إلى مبنى البرلمان.
وسادت حالة من الكر والفر، حيث أطلقت القوى الأمنية القنابل المسيلة للدموع، ما أدى إلى حالات إغماء، وسمعت أصوات سيارات إسعاف تهرع إلى المنطقة، قبل أن يتراجع المحتجون إلى ساحة الشهداء.
وأتى هذا الهجوم في وقت كانت هناك دعوات من المتظاهرين للتجمع أمام البرلمان اللبناني في وسط بيروت عند السادسة مساء وإلى وقفة تضامنية مع خيمة «الملتقى» التي تعرضت للاعتداء قبل أيام على خلفية اتهامها بتنظيم حلقة نقاش تروج للتطبيع مع إسرائيل وهو ما نفاه المشاركون فيها، ليعلن عن إلغائها بعد اعتداء أمس. ومع محاولة عناصر من شرطة مكافحة الشغب والجيش منع مناصري «حزب الله» و«أمل» من الوصول عمدوا إلى استهدافهم بالحجارة والمفرقعات النارية كما أحرقوا الإطارات في الطريق وسط كر وفر بينهم وبين عناصر مكافحة الشغب التي أطلقت القنابل المسيلة للدموع وهي تطاردهم وتبعدهم إلى خلف ما يعرف بـ«جسر الرينغ».
وأعلنت قوى الأمن الداخلي عبر حسابها على «تويتر» أن عناصر مكافحة الشغب تتعرض لاعتداءات ورمي حجارة ومفرقعات نارية من قبل بعض الأشخاص، طالبة «وقف هذه الاعتداءات وإلا فستضطر لاتخاذ إجراءات إضافية وأكثر حزماً».
ونشرت في وقت لاحق فيديو على حسابها عبر «تويتر» «يظهر الاعتداء بالحجارة والمفرقعات النارية على عناصر مكافحة الشغب».
ولم يهدأ الوضع في المنطقة إلا بعدما أُطلقت دعوات عبر مكبرات الصوت من مسجد منطقة «خندق الغميق» التي أتى منها الشبان طالبة منهم التراجع والعودة إلى منازلهم. وأشارت معلومات إلى أن مسؤولين من «حزب الله» وحركة «أمل» طلبوا من الشبان التراجع، وتم ذلك بالتنسيق مع استخبارات الجيش.
وأفاد الصليب الأحمر اللبناني في تغريدة عبر «تويتر» بإصابة عنصر من قوى الأمن الداخلي على جسر الرينغ وتم نقله إلى المستشفى، فيما أعلن الدفاع المدني عن نقل عنصرين إلى أحد مستشفيات منطقة الحمرا. ونفذ الهجوم قبل نحو ساعتين من دعوة المتظاهرين إلى وقفة احتجاجية أمام مجلس النواب عند السادسة مساء اليوم، للمطالبة بتسمية رئيس للحكومة من خارج الطبقة السياسية الفاسدة وتشكيل حكومة إنقاذ.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.