رفض «مجلس سوريا الديمقراطية» بيان اجتماع آستانا الأخير والتوافقات التي أكدت أنها لا تمثل حلاً ينهي أزمة السوريين ومعاناتهم، واتهمت الدول الضامنة بمحاولة تصفية القضية السورية بما يخدم مصالحها، كما جاء في بيان نشر على حسابها الرسمي يوم أمس، وأكد الرئيس المشترك للمجلس المعارض السوري رياض درار بأنّ بيان «آستانا» تعبير عن غياب إرادة الحل السياسي، وقال: «يتعاملون مع الملف السوري وخصوصاً بشمال وشرق سوريا تعاملاً أمنياً، واللجوء للحلول العسكرية التي قوضت السيادة السورية».
ويعتبر «مجلس سوريا الديمقراطية» المظلة السياسية لـ«قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية، حيث حملَ المجتمع الدولي والدول الضامنة لمسار «آستانا» والمبعوث الأممي غير بيدرسون التخلي عن قضية تمثيل الأطراف السياسية السورية بالعملية السياسية، «بعد أن اختزلت الأزمة في عملية دستورية أقصت أطرافاً سياسية سورية فاعلة على الأرض في مقدمتها مجلس (مسد)، والممثلون الحقيقيون للشعب الكردي رضوخاً لشروط الطرف التركي»، كما نص بيان المجلس.
وأكد درار استعداد الإدارة الذاتية و«مجلس سوريا الديمقراطية» للتعاون مع مختلف الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية، بهدف وضع مشروع الإدارة ضمن مسار وطني يخدم الوحدة والسيادة السورية، وقال: «التزمنا طوال سنوات الأزمة بتبني الحوار السوري - السوري، ونؤكد التزامنا بالحلول الوطنية»، وأخبر بأن الحكومة السورية لا تمتلك رؤية للحل وترفض الحوار السياسي، وأضاف: «بشار الجعفري أنكر وجود أزمة يجب حلها عبر الحوار، واتهم الإدارة بالانفصال رغم إبرام تفاهم عسكري برعاية روسية بين قوات (قسد) والجيش السوري لحماية الحدود من الاحتلال التركي».
وأوضح درار: «هو تعبير عن غياب إرادة الحل السياسي لدى الضامنين، والتعامل مع الملف السوري وخصوصاً بشمال وشرق سوريا تعاملاً أمنياً، واللجوء للحلول العسكرية التي قوضت السيادة السورية في إدلب وعفرين»، واتهم المعارض السوري تركيا لالعمل على تهجير سكان مدينتي رأس العين بالحسكة وتل أبيض بالرقة بعد سيطرتها مع فصائل سورية مسلحة موالية بشهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقال: «الجيش التركي وفصائلها الموالية عمدت لتنفيذ الإعدامات الميدانية بحق النشطاء والمدنيين وتدمير المدارس ودور العبادة والمستشفيات»، مشيراً أنّ البيان: «واضح وصريح بمنح الجانب التركي مزيداً من الحماية ليستمر بارتكاب هذه الجرائم تحت عنوان تطبيق بنود (اتفاق أضنة) الأمنية».
ولفت درار إلى أن «أكثر ما يثير الاستياء» في نص البيان، «التأكيد على محاربة تنظيم (داعش) الذي لم يهزم عسكريا لولا تضحيات قوات (قسد)، وتعاونها الإيجابي مع مختلف الأطراف الدولية وفي مقدمتها التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب»، وشدّد بأن خطاب الدول الضامنة: «لن يجدي في تبرئة تركيا من دعمها المستمر للإرهابيين خلال سنوات الأزمة، وتقديمها كافة التسهيلات لمرورهم إلى سوريا عبر حدودها وحماية أخطر القادة والعناصر الإرهابيين»، على حد تعبيره.
كان مجلس الشيوخ الأميركي أقر قبل يومين نصاً من أجل إحياء ذكرى الإبادة الأرمنية عبر الاعتراف بها رسمياً، في إشارة للمذابح التي تتهم السلطنة العثمانية بارتكابها في حقبة العام 1915. وعدت الخطوة تاريخية لكنها أثارت حفيظة تركيا ووجهت لطمة للعلاقات المتوترة بالفعل بين البلدين العضوين بحلف شمال الأطلسي.
ورحب قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي بالقرار الأميركي، وكتب في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع «تويتر» أمس: «اعتمد مجلس الشيوخ الأميركي قراراً يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن. هذه رسالة واضحة مفادها أن حملات الإبادة الجماعية غير ممكنة في القرن الحادي والعشرين. هذا القرار سيمنع تركيا من ارتكاب مذابح ضد الشعب الكردي ويوقف غزوها لروجافا»، في إشارة إلى المناطق ذات الغالبية الكردية شمال شرقي سوريا.
وهنأ مظلوم عبدي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وحزب المحافظين البريطانيين بالفوز في الانتخابات البريطانية العامة. وقال: «معالي رئيس الوزراء بوريس جونسون، نهنئكم بهذا الفوز الكبير وبنيل ثقة الشعب البريطاني»، ودعا إلى تعزيز العلاقة بين قواته والمملكة المتحدة ورفع وتيرة العمل المشترك في سوريا: «من أجل إنهاء (داعش) وحماية مكتسباتنا وإيجاد حلول ديمقراطية دائمة تحبط التطرف وترسخ العودة الآمنة والكريمة للاجئين».
«مجلس سوريا الديمقراطية» يرفض اختزال الأزمة السورية في عملية دستورية
مظلوم عبدي يحث على وقف «الغزو التركي» بعد اعتراف الكونغرس الأميركي بإبادة الأرمن
«مجلس سوريا الديمقراطية» يرفض اختزال الأزمة السورية في عملية دستورية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة