مسؤول أوكراني يزور واشنطن ويتوقع دعماً أميركياً «منصفاً»

TT

مسؤول أوكراني يزور واشنطن ويتوقع دعماً أميركياً «منصفاً»

يقوم نائب رئيس الوزراء الأوكراني، ديمتري كوليبا، بأول زيارة له إلى واشنطن. وهو أول مسؤول أوكراني رفيع يزور واشنطن منذ وصول فولوديمير زيلينسكي إلى سدة الرئاسة في مايو (أيار)، رغم أن زيلينسكي التقى ترمب في نيويورك، في سبتمبر (أيلول)، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأعرب كوليبا عن ثقته في الحصول على دعم أميركي «منصف»، خصوصاً بعد الاتهامات التي أحاطت بالرئيس ترمب حول إساءة استخدام سلطاته في تعامله مع كييف.
وقال كوليبا، الذي التقى بمسؤولين أميركيين كبار، ليس من ضمنهم أي قادة من الصف الأول، إنه لا «خلافات جوهرية» مع الولايات المتحدة بشأن دعمها لأوكرانيا ضد الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا في نزاع أسفر عن مقتل الآلاف منذ 2014.
وأضاف في تصريحات نقلتها الوكالة الألمانية للأنباء: «كل من نطلبه من زملائنا في الإدارة الأميركية هو التعامل المنصف. لا نريد أي لوم أو وصمة عار بحقنا، ما نريده فقط هو نظرة منصفة متوازنة لما حققته أوكرانيا».
وتابع خلال لقاء في صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة: «حدسي بالإجمال هو أن هناك تفهماً في واشنطن لأنه يجب التعامل مع أوكرانيا بإنصاف». وأشار إلى أن مجلس النواب الأميركي سيصوت هذا الأسبوع لفرض عقوبات على المتعهدين الذين يعملون على إنشاء خط أنابيب «نورد ستريم 2» من روسيا إلى ألمانيا، مما يتيح لموسكو تجاوز أوكرانيا لتصدير الغاز إلى أوروبا.
ودعا مجلس الشيوخ وترمب إلى المصادقة النهائية على العقوبات، وقال: «عندما يصل الأمر إلى (نورد ستريم 2)، فهذا لا يتعلق بأوكرانيا، بل يصبح موضوعاً أكبر بكثير يتعلق بالتوازن الاستراتيجي في أوروبا، وبأمن الطاقة في أوروبا».
ووافقت لجنة العدل في مجلس النواب الأميركي، الجمعة، على توجيه تهمتين إلى ترمب بقصد عزله، وذلك بناء على شبهات بأن الرئيس جمد مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار، وأرجأ عقد قمة مع زيلينسكي، بينما كان يضغط على الرئيس الأوكراني لفتح تحقيق بحق هانتر بايدن، ابن منافسه السياسي جو بايدن.
ورداً على سؤال عما إذا كان المسؤولون الأميركيون قد أتوا على ذكر إجراءات العزل أو بايدن، أجاب كوليبا: «لم يذكر أحد شيئاً حول ذلك بحضوري، وأنا لم أذكر شيئاً».
ومن جانب آخر، وافقت المحكمة العليا في الولايات المتحدة على النظر في طعن تقدم به الرئيس ترمب لنقض أحكام قضائية تجبره على تسليم لجان في الكونغرس ومدعٍ عامٍ في نيويورك إقراراته الضريبية ومستنداته المحاسبية. وقالت المحكمة العليا إنها ستستمع إلى حجج الأطراف «في جلستها في مارس (آذار) 2020» لاتّخاذ قرار في موعد أقصاه 30 يونيو (حزيران)، أي قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وبانتظار بتها في أساس الدعوى، قضت المحكمة العليا بوقف تنفيذ القرارات القضائية الصادرة بهذا الشأن، التي تجبر شركة المحاسبة السابقة لترمب ومصرفين على تسليم هذه المستندات للجهات التي طلبتها. وقال جاي سيكولو، المحامي الشخصي لترمب، في تغريدة على «تويتر»: «يسعدنا أن المحكمة العليا قبلت النظر في الطعون الثلاثة للرئيس»، وأضاف: «هذه الملفات تثير أسئلة دستورية مهمة، ونحن نتحين فرصة تقديم دفوعنا». بالمقابل، قالت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي: «نحن على ثقة بأن المحكمة العليا، أعلى محكمة في البلاد، ستفرض احترام الدستور وقرارات المحاكم الأخرى، وستضمن قيام الكونغرس بواجبه في مراقبة» السلطة التنفيذية.
وأبدت زعيمة الديمقراطيين في الكونغرس أسفها لأن يكون الأميركيون مضطرين لأن «ينتظروا الآن عدة أشهر قبل صدور القرار النهائي» عن المحكمة العليا. والحكم الذي ستصدره أعلى هيئة قضائية في الولايات المتحدة سيكون موضع ترقب لأنّه يتعدى قضية ترمب، ذلك أن المحكمة يمكن أن تنتهز الفرصة لتحديد مدى نطاق الحصانة التي يتمتع بها رئيس الولايات المتحدة.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».