«الحمل المتعاطف».. لماذا تظهر بعض أعراض الحمل على الرجال؟

نظريات علمية لتحليل «متلازمة نفاس البعل»

«الحمل المتعاطف».. لماذا تظهر بعض أعراض الحمل على الرجال؟
TT

«الحمل المتعاطف».. لماذا تظهر بعض أعراض الحمل على الرجال؟

«الحمل المتعاطف».. لماذا تظهر بعض أعراض الحمل على الرجال؟

أخبر الأطباء هاري آشبي، البالغ من العمر 29 سنة ويعمل حارسا للأمن، الذي توقف عن العمل إثر إصابته بغثيان في الصباح، وأعراض الوحم، وانتفاخ في المعدة والصدر أثناء فترة الحمل الخاصة بشريكته، أنه مصاب بـ«متلازمة حمل الذكور المتعاطف» (متلازمة نفاس البعل/ Couvade syndrome).

* الحمل المتعاطف
* «متلازمة نفاس البعل» (Couvade syndrome) عبارة عن: «المظهر غير الطوعي لأعراض الحمل عند الرجال مع شريكتهم التي تنتظر طفلا بين الحين والآخر». وهي ليست من قبيل الاضطرابات الجسدية أو العقلية المعترف بها طبيا، ولا تظهر في صورة إصابات أو أمراض.
وهناك مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية المرتبطة بالحمل تشمل: آلام البطن، والانتفاخ، وآلام الظهر، والحمل الكاذب (والمعروف مجازا باسم «الحمل الوهمي»)، والخمول، والغثيان الصباحي، وآلام الأسنان، والشهية الشديدة لتناول الطعام، والنفور الشديد، ولقد تأكد الكثير من تلك الأعراض في دراسة أجريت في مستشفى سانت جورج في لندن، وتشمل الأعراض النفسية البارزة: اكتئاب ما قبل الولادة، والتقلبات المزاجية، والاستيقاظ في الصباح الباكر، والقلق، وضعف التركيز، وتشتت الانتباه، وفقدان الذاكرة. وبصورة إجمالية، قد تشير تلك الأعراض إلى ترابط عاطفي مع الشريكة الحامل ومع الطفل الذي لم يولد للرجل بعد، ولكن يمكن أن يكون ذلك حلولا للأفكار اللاشعورية التي قد تهدد كل منهما.

* نمط الأعراض
* تتبع «متلازمة نفاس البعل» نمطا زمنيا، يبدأ في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، قبل أن تختفي بصورة مؤقتة في الأشهر الثلاثة التالية، ثم تعاود الظهور مجددا في الثلث الأخير من شهور الحمل، ويمكن أن تستمر أعراض تلك «المتلازمة» حتى ما بعد ولادة الطفل.
وفي حين أن «المتلازمة» تقع في المقام الأول في البلدان المتقدمة، إلا أن عدد الحالات الجديدة المسجلة في تلك البلدان يختلف كثيرا؛ حيث خلص الكثير من الدراسات إلى حدوث حالات تتراوح بين 25 - 52 في المائة من جميع الرجال الذين لديهم شريكة حامل في الولايات المتحدة، ونسبة 20 في المائة في السويد، ونسبة تقدر بـ61 في المائة في تايلاند، رغم أن ذلك يشمل أعراضا معتدلة وأخرى شديدة، مثل الأعراض المادية سالفة الذكر، وأعراض الإصابة في المملكة المتحدة غير معروفة، ولكن التقديرات تشير إلى حدوث نسبة تتراوح بين 11 - 50 في المائة في عقد السبعينات.
هناك مجموعة من النظريات التي جرى طرحها لتفسير «متلازمة نفاس البعل»، جنبا إلى جنب مع تفسيرات التحليل النفسي، والتحليل النفسي الاجتماعي، فهي تشمل كذلك الارتباط العاطفي لكل من الطفل غير المولود بعد وللشريك، والتأثيرات الهرمونية.

* التحليل النفسي
* تقترح نظرية التحليل النفسي أن «المتلازمة» تنشأ من حسد الرجل من القدرة الإنجابية للمرأة، وتفترض النظرية كذلك أنه بالنسبة للشريك الرجل، يعمل الحمل محفزا لظهور التناقض وعودة الصراعات الأوديبية. وقد تسبب تلك الحادثة ارتدادا للرجل – حيث يعود الرجل إلى مشاعر الطفولة وتنشأ الصراعات إثر حمل شريكته، مثل الرفض، والإقصاء، والتناقض، والقلق – مع شعور بالسلبية والتبعية التي تتزايد مع نمو الجنين الجديد، والتي تتعارض مع حاجة الرجل إلى الاستقلالية.
وتفترض نظرية أخرى للتحليل النفسي أن الرجال الذين يتوقعون أن يصبحوا آباء يمكن في بعض الأحيان أن ينظروا للطفل الذي لم يولد بعد بوصفه منافسا له في اهتمام ورعاية الأم، وقد فسر بعضهم ذلك من زاوية تفسير «الأب المتوقَع» للطفل الجديد بوصفه منافسا يجري من خلاله تحويل الاهتمام، غير أن ذلك يجري التعبير عنه من خلال منفذ أكثر تقبلا من الناحية الاجتماعية، مثل ظهور المتلازمة المذكورة، وقد يشير مثل ذلك التفسير إلى وجود وظيفة وقائية لـ«المتلازمة» للرجل؛ حيث إنها تمكنه من التماثل مع شريكته الحامل، وتعمل على تقوية الغرائز الوقائية لديه ناحية الأم والطفل.

* التحليل النفسي الاجتماعي
* تركز النظرية النفسية الاجتماعية، التي تأخذ في اعتبارها الظروف الاجتماعية، على تهميش الرجال أثناء فترة حمل وولادة المرأة، وخصوصا بين الرجال الذين يولد لهم أطفال لأول مرة، وفي حين أن الأمومة هي السمة المميزة الأهم للمرأة، فإن السمة نفسها قد لا تكون صحيحة بالنسبة للأبوة وللرجال، فالأمهات المتوقعات للأطفال لديهن وظائفهن الأخرى تجاريا، واجتماعيا، وطبيا، على النقيض من وظائف الآباء المتوقعين للأطفال، ومنذ عقد السبعينات صار الرجال من الوجوه المألوف وجودها في غرفة الولادة، وصار حضورهم الآن إلزاميا تقريبا.
وحقيقة، أن الرجال لا يمكنهم الولادة أو تجربة المخاض بصورة مباشرة، تقود إلى إقصاء الرجال نحو دور مساعد؛ حيث يشعرون بالتهميش وفي بعض الأحيان عدم الفائدة، ولحل تلك الوضعية التابعة أثناء الحمل والولادة يحول الرجل الانتباه عن غير قصد من المرأة إلى نفسه من خلال أعراض «متلازمة نفاس البعل»، ومع ذلك، فهذا يعني أن «المتلازمة» عبارة عن كيان واع، وهو ما أرفضه أنا والآخرون أمثال آرثر كلاين.

* التحول والأزمة
* تفترض النظرية الانتقالية الأبوية أن التحول إلى الأبوة هو من الاحتمالات المرضية، التي تنطوي على صراعات الشخصية التخريبية والتي تعد شديدة الإرهاق للرجل.
وفقا لكلاين، فإن الانتقال من الحالة الثنائية (كيانان مرتبطان سويا مثل الرجل وزوجته) إلى الحالة الثلاثية (مجموعة من 3 أفراد)، تشكل واحدة من أكثر الفترات الكارثية للرجل المتوقع لميلاد طفل، وقد يتضاعف ذلك من حقيقة أن الرجال في العادة تتقبل الحمل، ولكن من دون التغييرات الجسدية المصاحبة التي تعزز من حقيقته؛ حيث يفتقر الرجال إلى العلامات الحيوية المصاحبة للانتقال إلى الأبوة، وتلك الخبرات الوهمية للحمل تختلف كثيرا عن خبرات المرأة الواقعية، ويسبب ذلك بدوره صراعات متعددة أثناء الفترة الانتقالية، بما في ذلك الغيرة، والتنافس مع الطفل المنتظر ولادته، وحالة من التناقض الشديد إزاء آبائهم وأمهاتهم، والصراعات الجنسية المصاحبة، ومع حدوث كل ذلك، فلن يكون من قبيل المفاجأة أن نرى بعض التداعيات النفسية.

* نظرية التعلق
* من المفارقات، أن الرجال الذين لديهم استعداد للقيام بدورهم الأبوي، مثل دروس ما قبل الولادة، على سبيل المثال، لديهم قابلية أعلى بكثير لأن يتعرضوا لـ«متلازمة نفاس البعل»، تفترض نظرية التعلق أن ارتباط الرجل بالجنين يسبب تناميا في أعراض «المتلازمة» لديه، وفي دراسة نشرت في عام 1983، وجدت عينة من الرجال البيض من الطبقة المتوسطة، الذين ينتظرون طفلا لأول مرة، وجود ارتباط متواضع بين المشاركة والتعلق المتزايد الأبوي الجنيني (الإحساس والاستماع إلى ركلات الجنين، والتأكد من خلال أعراض الحمل لدى المرأة والفحص بالموجات فوق الصوتية) مع حدوث 6 أعراض جسدية لـ«المتلازمة»، وهذه تشمل الشعور بالمزيد من التعب (34 في المائة)، وصعوبات النوم (33 في المائة)، وعسر الهضم (14 في المائة)، ومتاعب المعدة (12 في المائة)، وتغيرات الشهية (8 في المائة)، والإمساك (6 في المائة)، وخلص الباحثون إلى أن أعراض الرجال عبارة عن انعكاس لمستوى تعلقهم بالطفل غير المولود ومشاركتهم في الولادة.

* هجمات الهرمونات
* يبدو أن «متلازمة نفاس البعل» تظهر وجود علاقة مع الهرمونات، ولكن هناك ندرة في الأبحاث التي تحقق في مثل تلك الرابطة، وقد دعمت دراستان حتى الآن الأساس الهرموني لـ«المتلازمة»، وقد نشرت إحداهما في عام 2000، ونشرت الأخرى في عام 2001، وتشير نتائج كلتا الدراستين إلى وجود زيادة كبيرة في مستويات هرمون البرولاكتين، وهرمون الإستروجين عند الرجال خلال الثلث الأول والأخير من شهور الحمل التسعة، ولكن مع مستويات منخفضة من هرمون تستوستيرون، وهرمون التوتر كورتيزول، وقد ارتبطت تلك التغيرات الهرمونية مع أعراض السلوكيات الأبوية، وكذلك أعراض «متلازمة نفاس البعل» من التعب، والتغيرات في الشهية للطعام، وزيادة الوزن. لذلك عرضت الكثير من النظريات مختلف الأطروحات حول أصول «متلازمة نفاس البعل»، ومع ذلك، فإن بعضا من تلك النظريات، مثل التفسيرات الهرمونية، لم تخضع للبحث والتدقيق بصورة كافية، أما النظريات التي خضعت للبحث مثل الأسباب النفسية الاجتماعية، على سبيل المثال، فتظهر بوضوح وجود نتائج متباينة؛ مما يضعف الاستنتاج النهائي بأن «المتلازمة» لا جذور لها، ويمكن للاتجاهات المقترحة للبحوث المستقبلية أن تركز على الروابط الهرمونية في «المتلازمة».

* محاضر بارز في علم النفس في جامعة كينغستون وكلية سانت جورج في جامعة لندن
* خدمة «واشنطن بوست»



«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية
TT

«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

​يبدو أن مركب «البنزول» المسمَّى أيضاً «البنزول الحلقي» ظهر في كل مكان خلال السنوات الأخيرة.

معقِّمات بمواد مسرطنة

أولاً، كانت معقمات اليدين التي تحتوي على «مستويات غير مقبولة» من هذه المادة المسرطنة. ثم كانت هناك عمليات سحب من السوق لرذاذات القدم المضادة للفطريات، إضافة إلى ظهور تقارير مثيرة للقلق عن وجوده في مزيلات العرق والشامبو الجاف وكريمات الوقاية من الشمس الملوثة، كما كتب كنفول شيخ، وجانا مانديل*.

وأدت بعض هذه النتائج إلى ظهور عناوين الأخبار المذعورة، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ حذَّر المؤثرون في مجال العافية - على «تيك توك» - الناس من التوقف عن ارتداء واقيات الشمس. وذهب أحد الأطباء على المنصة إلى مقارنة استخدام الشامبو الجاف المنتج بمادة البنزول بعملية التدخين. كما تم رفع كثير من الدعاوى القضائية الجماعية بشأن تأثيراته.

رُصد البنزول في واقيات الشمس

«تسلل» البنزول الطبيعي

يوجد «البنزول» (Benzene)، بشكل طبيعي في النفط الخام. ولا يضاف عمداً إلى هذه المنتجات؛ بل إنه يُستخدم لتصنيع المواد الكيميائية، مثل الأصباغ والمنظفات والدهانات والبلاستيك. وقد ينتهي به الأمر إلى التسلل إلى منتجات العناية الشخصية، عندما لا تتم تنقية المواد الكيميائية التي يوجد البنزول فيها بشكل كافٍ، أو عندما تتفاعل بعض المكونات النشطة في المنتجات بعضها مع بعض أو تتحلل.

لا توجد بيانات حتى الآن تشير إلى أن المستويات المنخفضة من التعرض للبنزول من منتجات العناية الشخصية تحمل مخاطر صحية كبيرة. وحذَّر بعض الخبراء من أن كثيراً من النتائج الأكثر إثارة للقلق حول البنزول، جاءت من مختبر واحد تعرّض لانتقادات؛ لانحرافه عن طرق الاختبار القياسية.

ومع ذلك؛ ونظراً لارتباط مستويات عالية من التعرض للبنزول بالسرطان، يقول الخبراء إنه من الجدير إلقاء نظرة فاحصة على الشامبو الجاف وواقي الشمس، وغيرهما.

ويشعر الباحثون بالقلق من أن المكونات التي تساعد المستحضرات الواقية من الشمس على الذوبان في الجلد، قد تسرّع من امتصاص الجسم له.

تنشُّق البنزول

نظراً لأن البنزول يمكن أن يتبخر بسهولة؛ فقد يستنشق الأشخاص أيضاً بعض المواد الكيميائية أثناء وضع المنتج موضعياً، ما يعني أنهم قد يتعرّضون له من خلال الطريقتين كلتيهما، كما قال لوبينغ تشانغ، عالم السموم في جامعة كاليفورنيا، بيركلي. لكن حقيقة تبخره بسرعة تشير إلى أن التعرُّض الجلدي ليس مصدر قلق كبيراً مثل تعرض العمال للبنزول بانتظام في الهواء.

أبحاث محدودة

ولا تشير الأبحاث المحدودة حول هذا الأمر حتى الآن إلى أي خطر كبير. في إحدى الدراسات، فحصت مجموعة من الباحثين الأكاديميين بيانات من أكثر من 27 ألف شخص استخدموا كريمات طبية تحتوي على «بيروكسيد البنزويل» (benzoyl peroxide) الذي يعمل مطهِّراً. وعندما قارنوها ببيانات من مرضى لم يتعرضوا لبيروكسيد البنزويل، لم يجد الباحثون أي خطر متزايد للإصابة بالسرطان المرتبط بالبنزول بين أولئك الذين يستخدمون الكريمات.

ومع ذلك، قال بعض الخبراء إنهم قلقون بشأن هذه التعرضات المحتملة؛ نظراً لأن هذه المنتجات يتم استخدامها مباشرة على الجسم – يومياً عادةً - وفي أماكن صغيرة سيئة التهوية، مثل الحمامات.

ارتفاع مستويات البنزول في الجسم

وفي حين تظهر الدراسات الاستقصائية الأميركية أن مستويات البنزول في الهواء قد انخفضت - بفضل القيود الأكثر صرامة على البنزول - فقد زادت مستويات البنزول في عيّنات البول من الأميركيين في العقود الأخيرة. في الوقت نفسه، وجد العلماء أن مزيداً من المنتجات قد تحتوي على البنزول، بما في ذلك الحفاضات والمناديل التي تستخدم لمرة واحدة، والسدادات القطنية، والفوط الصحية.

وقالت إمي زوتا، الأستاذة المساعدة في علوم الصحة البيئية في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا، إن اكتشاف البنزول في هذه المنتجات يسلّط الضوء على الفجوات في الرقابة التنظيمية على سلامة منتجات العناية الشخصية. وأضافت أن كثيراً من اختبارات سلامة المنتجات طوعية: «لذا؛ فإن الصناعة تضع معاييرها الخاصة».

تلوث منتجات العناية بالبنزول

كان كثير من الاهتمام حول التلوث بالبنزول في منتجات العناية الشخصية مدفوعاً بشركة اختبار مخدرات صغيرة، مقرّها في نيوهافن بولاية كونيتيكت. فقد أفادت شركة «فاليشور» (Valisure)، بالعثور على تلوث بالبنزول في معقمات اليدين، وبخاخات الجسم، وكريمات الوقاية من الشمس، والشامبو الجاف، وأدوية حب الشباب التي تحتوي على بيروكسيد البنزويل. وانتشرت بعض هذه النتائج على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي، مثل «تيك توك» و«تروث سوشيال».

لكن بعض العلماء شكّكوا في منهجية شركة «فاليشور»، زاعمين أن بروتوكول الاختبار الخاص بها ينطوي في كثير من الأحيان على تسخين المنتجات إلى درجات حرارة تتجاوز درجات الحرارة التي قد تصل إليها في الحياة العادية؛ وهو ما قد يؤدي إلى تسريع تحلل المكونات، ويشير إلى خطر أعلى للتعرّض للبنزين مما قد يواجهه المستهلكون بالفعل.

أدلة تاريخية حول «سرطان البنزول»

ينظر كثير من الأبحاث حول البنزول بشكل خاص - حتى الآن - إلى التعرّض المنتظم لمستويات عالية من المادة الكيميائية في البيئات المهنية.

تأتي الأدلة على أن البنزول قد يسبب السرطان لدى البشر، من ملاحظات العمال في الصناعات الدوائية والبترولية التي تعود إلى عشرينات القرن العشرين. في عام 1987، قالت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، إن هناك «أدلة كافية» على أن البنزول مسبب للسرطان لدى البشر والحيوانات. واليوم، تتفق منظمة الصحة العالمية، ووكالة حماية البيئة الأميركية، وبرنامج علم السموم الوطني الأميركي، على أن البنزول يمكن أن يسبب السرطان، وخصوصاً سرطان الدم.

هناك أيضاً أدلة على أن استنشاق مستويات عالية من البنزول لفترات طويلة من الزمن يرتبط بسرطانات الدم الأخرى، وسرطان الرئة، فضلاً عن فقر الدم، وانخفاض القدرة على محاربة العدوى، وعدم انتظام الدورة الشهرية.

توصيات دولية

يوصي مسؤولو السلامة المهنية في جميع أنحاء العالم عموماً، بأن يقتصر التعرض في مكان العمل على جزء واحد من البنزول لكل مليون جزء من الهواء، أو جزء واحد في المليون على مدار يوم عمل مدته 8 ساعات.

ويتعرض كثير منا للبنزول أيضاً - من خلال انبعاثات المركبات ودخان السجائر ومواقد الغاز - ولكن بمستويات أقل بكثير.

وقد قدَّرت إحدى الدراسات أن التعرض البيئي للشخص العادي ينبغي أن يكون أقل من 0.015 جزء في المليون في اليوم، أو أقل بنحو مائة مرة من الحد المهني المذكور أعلاه.

خطوات لتقليل التعرض للبنزول

أظهرت حفنة من الدراسات المختبرية أن كمية معينة من البنزول على الأقل يمكن أن تخترق حاجز الجلد.

أكد الخبراء أنه لا داعي للذعر بشأن البنزول في منتجات العناية الشخصية؛ لكن اقترح كثير منهم التأكد من تخزين هذه العناصر بشكل صحيح لتجنب تحللها.

وفيما يلي بعض الخطوات البسيطة لتقليل تعرضك:

- واقي الشمس: لم يقترح أي من الخبراء الذين تمت مقابلتهم التخلص من واقي الشمس خوفاً من البنزول. حتى في الاختبارات التي أجرتها شركة «فاليشور»، لم يكن لدى غالبية واقيات الشمس مستويات يمكن اكتشافها. وقال تشانغ: «فوائد واقيات الشمس معروفة جيداً». ولكن إذا كنت تريد أن تكون حذراً، فيجب عليك تجنب تخزين واقي الشمس في سيارتك، والابتعاد عن الهباء الجوي. فكثير من المنتجات التي وُجد أنها تحتوي على البنزول هي عبارة عن رشاشات للرذاذ.

- الشامبو الجاف: إذا كنت قلقاً بشأن التعرض المحتمل للبنزين، فحاول التبديل إلى الشامبو الجاف الذي يأتي في تركيبات مسحوقة بدلاً من منتجات مرشاشات الرذاذ.

- كريمات حب الشباب: إذا كنت ترغب في الاستمرار في استخدام منتجات بيروكسيد البنزويل، فخزِّنها في مكان بارد ومظلم، مثل خِزانة أو ثلاجة، فسيساعد ذلك في بقاء مكوناتها مستقرة لفترة أطول. يمكنك أيضاً التحدث مع طبيب حول بدائل بيروكسيد البنزويل التي قد تناسبك. ويجب عليك دائماً التحقق من منتجاتك من خلال قائمة إدارة الغذاء والدواء القابلة للبحث للمنتجات التي تم سحبها من الأسواق، وتنبيهات السلامة.

* خدمة «نيويورك تايمز»