العاهل المغربي يعين أعضاء اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي

TT

العاهل المغربي يعين أعضاء اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي

عين العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء أول من أمس، أعضاء اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، التي تألفت من 35 عضواً من مسارات أكاديمية ومهنية متعددة، بالإضافة إلى رئيسها السفير ووزير الداخلية الأسبق شكيب بنموسى، الذي سبق أن عينه العاهل المغربي في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وتجدر الإشارة إلى أن العاهل المغربي سبق أن أعلن عزمه تشكيل هذه اللجنة، التي سيعهد إليها بلورة النموذج التنموي الجديد للمغرب خلال خطاب عيد الجلوس في 29 يوليو (تموز) الماضي. وأكد الملك محمد السادس حينئذ أن هذه اللجنة «لن تكون بمثابة حكومة ثانية، أو مؤسسة رسمية موازية؛ بل هيئة استشارية، مهمتها محددة في الزمن». وحدد لها في خطابه بمناسبة الذكرى 66 لثورة الملك والشعب في 21 أغسطس (آب) الماضي، مهمة ثلاثية «تقويمية واستباقية واستشرافية»، هدفها التوصل إلى بلورة نموذج تنموي مغربي - مغربي خالص، عبر انتهاج مقاربة تشاورية تتجه بكل ثقة نحو المستقبل.
وضمت اللجنة التي عينها العاهل المغربي شخصيات وطنية من داخل المغرب وخارجه، وشملت كفاءات ومسؤولين من الجيل القديم، بالإضافة إلى عناصر شبابية ونسائية.
وأشار بيان للديوان الملكي إلى أن اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي «ستنكب منذ الآن على بحث ودراسة الوضع الراهن، بصراحة وجرأة وموضوعية، بالنظر إلى المنجزات التي حققتها المملكة، والإصلاحات التي تم اعتمادها، وكذا انتظارات المواطنين، والسياق الدولي الحالي وتطوراته المستقبلية»، مبرزاً أن اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي «سترفع إلى الملك بحلول الصيف المقبل التعديلات الكبرى المأمولة، والمبادرات الملموسة الكفيلة بتحيين وتجديد النموذج التنموي الوطني».
وتشكلت اللجنة، وفقاً لبيان الديوان الملكي، بالإضافة إلى رئيسها شكيب بنموسى، من عدنان عديوي مؤسس «المركز المغربي للابتكار وريادة الأعمال الاجتماعية»، وأرضية «ولوج» الخاصة بالمشاركة في تمويل مشاريع مبدعة ومبتكرة. ورجاء أغزادي رئيسة الجمعية المغربية «قلب النساء». ومحمد العمراني بوخبزة عميد كلية الحقوق بتطوان وأستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بطنجة. وفريدة بليزيد وهي ناقدة ومخرجة سينمائية وكاتبة سيناريو. وليلى بنعلي الخبيرة الدولية في مجال الاستراتيجية الطاقية والاستدامة، ورئيسة النادي العربي للطاقة. إضافة إلى محمد بنموسى نائب رئيس جمعية «ضمير».
ورشيد بنزين الأستاذ الجامعي بالجامعة الكاثوليكية بلوفان وكلية التيولوجيا البروتستانتية بباريس. وحميد بوشيخي الخبير في مجال التدبير وعضو المعهد المغربي للذكاء الاستراتيجي. وأحمد بونفور أستاذ الكرسي الأوروبي للتدبير اللامادي بجامعة باريس - جنوب.
كما ضمت اللجنة اسم رجاء شافيل مديرة مركز الكفاءات في مجال تغير المناخ «4 سي - ماروك» المكلف دعم السياسات المناخية بالمغرب وأفريقيا. وأحمد رضا الشامي وهو وزير سابق وسفير سابق ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
ونور الدين العوفي رئيس الجمعية المغربية للعلوم الاقتصادية. وغيثة القادري المديرة العامة لمؤسسة زاكورة للتربية المهتمة بالابتكار الاجتماعي. وخديجة الكاموني رئيسة مشروع بالمؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة والإبداع والبحث العلمي. علاوة على محمد فكرات رئيس لجنة الاستثمار والتنافسية بالاتحاد العام لمقاولات المغرب. ورشيد الكراوي مدير معهد الخوارزميات الموزعة بالمدرسة متعددة التقنيات بلوزان (سويسرا)، وجامعة محمد السادس متعددة التقنيات في بن جرير. ونرجس هلال وهي أستاذة بجامعة جنيف الدولية ومتخصصة في قضايا الذكاء الاصطناعي وتطوير قدرات النساء. وحميش حكيمة الفاعلة الجمعوية في مجال الطب وعضو بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. إلى جانب العربي الجعيدي كبير الباحثين بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد. وإدريس جطو وهو وزير أول سابق ورئيس المجلس الأعلى للحسابات. وأحمد الجماني باحث في علم الاجتماع. وإدريس كسيكس كاتب ومسرحي ومدير مركز «إيكونوميا». وغيثة لحلو اليعقوبي رئيسة ومؤسسة مشتركة لحركة «المواطنون». وفؤاد العروي الكاتب والأستاذ الجامعي بكلية العلوم الإنسانية بجامعة أمستردام. وخالد المشاط الخبير في مجال التحول الرقمي وتدبير الابتكار داخل المقاولة. وعبد اللطيف ميراوي الأستاذ بجامعة التكنولوجيا لبلفور مونبليار - فرنسا. ونور الدين العمري الرئيس السابق لمجموعة البنك الشعبي، الكاتب العام (وكيل) السابق لوزارة الاقتصاد والمالية، مكلف بمهمة في الديوان الملكي.
وعلاوة على هذه الأسماء، ضمت اللجنة أيضاً اسم لكبير أوحجو الخبير في التنمية الترابية والواحات. وحسن رشيق الأستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. ويوسف السعداني مدير الدراسات الاقتصادية بصندوق الإيداع والتدبير. والسعدية السلاوي بناني رئيسة لجنة «المقاولة المواطنة» بالاتحاد العام لمقاولات المغرب. بالإضافة إلى كريم التازي وهو رجل أعمال وفاعل جمعوي. ومصطفى التراب الرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات. ومحمد الطوزي الأستاذ بجامعة «آكس أون بروفانس»، ورئيس جمعية تارغة للتنمية المستدامة. وميشال زاوي نائب الرئيس السابق لـ«مورغان ستانلي»، وأرضية «ولوج» الخاصة بالمشاركة في تمويل مشاريع مبدعة ومبتكرة.



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.