موقف غامض لنصرالله من تكليف الحريري

في الوقت الذي كان ينتظر الجميع في لبنان موقف أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله لمعرفة بوصلة الاستشارات النيابية بعد غد (الاثنين)، لم يعلن الأخير بشكل نهائي موقف «الثنائي الشيعي» («حزب الله» و«حركة أمل»)، وقال إن الاستشارات حاصلة مجدداً للتأكيد على «أن خيار ترؤس الحريري للحكومة لا يزال مطروحاً، إنما عليه أن يحلحل الأمور قليلاً، وخيار تسمية الحريري لرئيس حكومة بدلاً منه ما زال بدوره وارداً».
وذكر نصرالله أنه أعلن عدم موافقته على استقالة الحكومة منذ الأيام الأولى للاحتجاجات، وقال: «لكن بعد استقالة الحريري نرى أن هناك مشكلة تكليف وتأليف آملاً في أن تحصل الاستشارات يوم الاثنين وأن يحصل تكليف من تختاره أكثر الأصوات».
وتحدث عن المراحل التي مرت بها المباحثات السياسية منذ استقالة الحكومة، قائلاً: «لقد أصبحنا أمام خيارات عدة؛ وهي إما الذهاب إلى تشكيل حكومة من لون واحد، وهذا ما كنا معارضين له في حزب الله وحركة أمل، لأنها ليست من مصلحة لبنان وسيقولون عندها إنها حكومة حزب الله»، أو تشكيل حكومة شراكة وطنية يرأسها الحريري أو برئاسة شخص غيره، مضيفاً: «تكليف الحريري لم يتحقق، لأنه طرح شروطاً وجدها فريقنا السياسي غير صحيحة، وهي في بعضها شروط الغائية ولهذا انتقلنا إلى اسم بديل عنه».
ولم يحسم نصرالله هوية الاسم الذي سيسميه الثنائي الشيعي، وقال: «حتى اللحظة لم يتم التوافق على أي اسم»، آملاً في «أن يحصل تكليف يوم الاثنين لأي شخصية تحصل على الأصوات اللازمة»، وقال: «بعد التكليف، نتحدث عن التأليف ونتفاوض مع الرئيس المكلف ونتعاون لتشكيل الحكومة، فهذا المطروح أمامنا حتى اللحظة».
وفي رد منه على طرح وزير الخارجية جبران باسيل عدم مشاركة «التيار الوطني الحر» في الحكومة، قال: «كما رفضنا حكومة اللون الواحد وأصررنا على مشاركة تيار المستقبل، نصر على مشاركة التيار الوطني الحر».
وقالت مصادر وزارية مقربة من رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط» إن قرار باسيل خلط الأوراق، عادّة في الوقت عينه أن كلام نصرالله سيكون مفصلياً لجهة موقف الثنائي الشيعي من الحكومة المقبلة، «إن لجهة رئيسها أو شكلها».
ولفتت المصادر إلى أن التركيز هو على محاولة تدوير الزوايا مع الحريري لتليين موقفه من الشروط التي وضعها، وإلا سيكون هناك كثير من العوائق. ومع تأكيد المصادر أهمية أن يقارب الحريري هذا الأمر بقراءة قريبة للمنطق، ذكّرت بالطروحات التي قدمها باسيل، وهي «إما حكومة تكنوقراط كاملة من رئيسها إلى وزرائها أو حكومة تكنوسياسية تشمل الجميع».
في المقابل، شددت أوساط بيت الوسط (مقر الحريري) على أنها ليست في وارد السجال أو الرد على أحد، لا سيما أن موقف الحريري واضح ومعلن، يرتكز إلى قيام حكومة بمواصفات جديدة بعيدة عن منطق المحاصصة التقليدية وتحاكي الحراك الشعبي والمخاطر الاقتصادية والأعباء المعيشية ومواقف أصدقاء لبنان. ونقلت قناة «إل بي سي» عنها قولها «إن الحريري تحرك على خطين؛ البحث في إعادة تكليفه لتشكيل حكومة اختصاصيين وتسميته شخصية أخرى»، موضحة أن الخط الأول اصطدم بالرفض والخط الثاني واجه عراقيل باتت معروفة للجميع. ورأت أن تحميل الحريري مسؤولية حرق الأسماء مردود جملة وتفصيلاً، وكذلك أيضاً بعض ردود الفعل التي حمّلت دار الفتوى وشخصيات إسلامية مسألة الحق الحصري بتسمية الرئيس المكلف. وأكدت: «في نهاية المطاف الأهم هو الذهاب إلى الاستشارات وخرق جدار التكليف والتأليف وإعطاء الأولوية للهم الاقتصادي».