«المناطق الاقتصادية الخاصة» لدفع توطين رأس المال السعودي واستقطاب الاستثمار الأجنبي

تعديلات تنظيمية تتسق مع تفعيل الدور اللوجيستي للتحول الاقتصادي

السعودية تدفع بتعديلات تنظيمية لتوفير بنى تحتية لوجيستية تسهم في الدفع بالاقتصاد الوطني (الشرق الأوسط)
السعودية تدفع بتعديلات تنظيمية لتوفير بنى تحتية لوجيستية تسهم في الدفع بالاقتصاد الوطني (الشرق الأوسط)
TT

«المناطق الاقتصادية الخاصة» لدفع توطين رأس المال السعودي واستقطاب الاستثمار الأجنبي

السعودية تدفع بتعديلات تنظيمية لتوفير بنى تحتية لوجيستية تسهم في الدفع بالاقتصاد الوطني (الشرق الأوسط)
السعودية تدفع بتعديلات تنظيمية لتوفير بنى تحتية لوجيستية تسهم في الدفع بالاقتصاد الوطني (الشرق الأوسط)

كشفت التحركات السعودية الأخيرة عن رغبة واضحة في تفعيل الدور اللوجيستي على أراضيها ومزيد من التوطين لرأس المال المحلي والدفع إلى استقطاب استثمارات أجنبية أكثر، يأتي ذلك مع ما شهدته السعودية أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) المنصرم بالإعلان عن أمر ملكي يقضي بتعديل تنظيم هيئة المدن الاقتصادية.
وحملت التعديلات اهتماما بتغيير نمط المدن الاقتصادية الحالية والرفع من إمكانياتها وصلاحيتها إلى أن تكون مناطق اقتصادية خاصة، حيث أقر الأمر الملكي بعد الاطلاع على تنظيـم هيئة المدن الاقتصادية الحالية بتعديل تنظيم هيئة المدن الاقتصادية الحالية عبر إحلال عبارة «المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة» محل عبارة «المدن الاقتصادية» في تعريف تنظيم هذا الجهاز لتصبح «هيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة».
وبحسب التفاصيل الصادرة أمس، والتي اطلعت «الشرق الأوسط» على النسخة النهائية منها، ستتولى الهيئة الإشراف الكامل إداريا وماليا على المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة التابعة لها بهدف تحقيق توطين رأس المال الوطني واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى الدفع قدما بأهداف خطط التنمية في المملكة.
ووفقا لتفاصيل التنظيم المعدل، ستتولى الهيئة الإشراف على المناطق الاقتصادية الخاصة التابعة للجهات المعنية، وتنظيمها، وتحديدا سيناط بها إبرام الاتفاقات والعقود، ووضع الخطط والبرامج، وإجراء الدراسات اللازمة لتطوير المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة وكذلك مساندتها ومراقبة مسيرة نموها والمحافظة على مكتسباتها.
وتتسق هذه التعديلات مع توجه السعودية نحو تفعيل العوامل اللوجيستية وتهيئة البنية التحتية المتكاملة، إذ تعد من أركان الدفع بحركة الصناعات الوطنية وتنمية القدرات الإنتاجية للبلاد.
ومعلوم أن قطاع اللوجيستيات يأتي في سياق برنامج «ندلب» الذي يستهدف تحويل المملكة إلى قوة صناعية ومنصة لوجيستية دولية، في عدد من المجالات الواعدة من أجل تحقيق هدف توليد فرص عمل وافرة للكوادر السعودية، وتعزيز الميزان التجاري، وتعظيم المحتوى المحلي، من خلال أربعة قطاعات رئيسية هي الصناعة، والتعدين، والطاقة، والخدمات اللوجيستية.
وستكون الهيئة معنية بمراجعة المخططات العامة للمدن والمناطق الاقتصادية الخاصة واعتمادها، والتأكد من حسن تطبيقها، والموافقة على أي تعديل يقترحه المطور على المخطط العام، بعد التنسيق في ذلك مع الجهة المعنية فيما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية الخاصة التابعة لتلك الجهة، وبالإضافة إلى كونها مسؤولة عن إصدار وتحديد المقابل المالي للتراخيص لجميع الأنشطة التجارية، والصناعية، والخدمية، والمهنية، والتعليمية، والتدريبية، والصحية، كما يحق لها منح حقوق الانتفاع وتأسيس الشركات أو الدخول فيها شريكا، وفقا للإجراءات النظامية المتبعة.
ويقضي التنظيم المعدل بعمل الهيئة على دراسة الحاجة إلى إنشاء المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة الجديدة ورفع ما بها إلى المجلس للنظر في اتخاذ ما يلزم في شأنه، كما ستكون مسؤولة عن إجراء الدراسات والبحوث المقارنة حول الإعفاءات والحوافز المالية والجمركية والضريبية وغيرها للنظر في المجدي منها والرفع باقتراح تطبيقها في المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة.
ويقضي التنظيم بإنشاء مراكز للخدمة الشاملة تقدم فيها الجهات الخدمية الحكومية وغير الحكومية جميع أنواع الخدمات للمطورين، والمشغلين، والمستثمرين، والعاملين، والمقيمين، كما ستكون الهيئة المسوق المحلي والعالمي لفرص الاستثمار المتاحة في المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة.


مقالات ذات صلة

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.