برلمان أفريقيا الوسطى يختار رئيسا للبلاد اليوم

ثمانية مرشحين يتنافسون لتولي مقاليد السلطة بعد أشهر من القتال

برلمان أفريقيا الوسطى يختار رئيسا للبلاد اليوم
TT

برلمان أفريقيا الوسطى يختار رئيسا للبلاد اليوم

برلمان أفريقيا الوسطى يختار رئيسا للبلاد اليوم

أجاز البرلمان الانتقالي في جمهورية أفريقيا الوسطى، أمس، مشاركة ثمانية مرشحين من بين 24 مرشحا في المنافسة على منصب الرئيس المؤقت للبلاد، بهدف محاولة إعادة الاستقرار إلى الجمهورية التي شهدت أشهر من العنف. ويتعين على البرلمان اختيار رئيس من بين المرشحين الثمانية اليوم لتولي الرئاسة المؤقتة للبلاد.
وقال بليز فلوري أوتو رئيس اللجنة الانتخابية الخاصة المكلفة اختيار المرشحين في تصريحات صحافية: «من بين 24 ملفا للمرشحين المسجلين، جرى الإبقاء على ثمانية للسباق على رئاسة الدولة (...) وجرى فحص جميع الملفات». ومن بين المرشحين الثمانية الرئيسة الحالية لبلدية بانغي كاترين سامبا بانزا، وسيلفان باتاسي نجل الرئيس الأسبق انجي فيليكس باتاسي (بين عامي 1993 و2003)، وديزيريه كولينغبا نجل الرئيس الأسبق أندري كولينغبا (بين عامي 1985 و1993).
ومن المرشحين الآخرين اميل غرو ريموند نكومبو، وهو صيرفي مقرب من الرئيس الأسبق كولينغبا، الذي حصل على دعم مئات المتظاهرين تجمعوا في بانغي، أول من أمس.
وبعد عملية الغربلة هذه دعيت مختلف القوى (أحزابا سياسية وجمعيات) الممثلة في البرلمان الانتقالي إلى تعيين ممثل لها لإبداء الرأي في المرشحين الثمانية، وذلك قبل انتخاب أعضاء المجلس الوطني الانتقالي (البرلمان المؤقت) اليوم رئيسا جديدا للبلاد.
وسيتيح تعيين الرئيس المؤقت الجديد سد الفراغ المؤسساتي الذي خلفته استقالة الرئيس ميشال دجوتوديا، في 11 يناير (كانون الثاني) الحالي.
ويستبعد من الترشح أي مسؤول سياسي عمل لحساب دجوتوديا، وأي زعيم حزب أو جندي حالي أو أي شخص انتمى إلى ميليشيا أو جماعة متمردة خلال الـ20 عاما الماضية.
وسيتولى الرئيس الجديد مهمة ثقيلة تتمثل في إعادة السلم للبلاد، وإعادة الحياة لإدارة شلت بالكامل، وتمكين مئات آلاف النازحين من العودة إلى منازلهم.
وتزداد صعوبة هذه المهمة نظرا لأنه يتعين إجراء الانتخابات العامة في النصف الأول من عام 2015.
ووُجهت إلى دجوتوديا تهم بفشله في كبح جماح متمردي حركة سيليكا بعد أن استولى على السلطة في انقلاب مارس (آذار) الماضي، مما أدى إلى اشتباكات طائفية في البلاد التي تسكنها غالبية من المسيحيين، مما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من تحول سفك الدماء إلى عملية إبادة.
وعلى الرغم من أنه جرى حل حركة سيليكا بعد تعيين دجوتوديا رئيسا، فإن بعض أعضاء تلك الحركة تمردوا وارتكبوا سلسلة من الانتهاكات، من بينها عمليات قتل ونهب واغتصاب، مما دفع المسيحيين إلى تشكيل ميليشيات لمواجهتهم.
واندلعت الاشتباكات في أجزاء من البلاد، أول من أمس، وقالت منظمة «أنقذوا الأطفال» إن هجوما بقنابل على قافلة شاحنات تحمل مسلمين فارين من المنطقة الشمالية الغربية، أدى إلى مقتل 23 شخصا الجمعة، من بينهم ثلاثة أطفال.
وقال روبرت لانكينو من المنظمة الدولية الخيرية إن «مهاجمة عائلات وأطفال، وقتلهم أثناء محاولة إجلائهم هو مؤشر على أن الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى لا يزال خطيرا».
وصرح ضابط في قوة حفظ السلام الأفريقية لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا يزال العنف ينتشر في كل مكان تقريبا»، مشيرا إلى مدينة بوار في الغرب القريبة من الحدود مع الكاميرون، ومدينة سيبوت، شمال بانغي، ومدينة بوالي، شمال غربي العاصمة.
وأضاف الضابط الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «الناس في وضع يائس، ومع اقترابنا من الانتخابات يصبح الوضع أسوأ».
وينتشر نحو 4400 جندي أفريقي، و1600 فرنسي آخر، لمحاولة استعادة النظام في البلد الفقير، إلا أن القوتين تطلبان الدعم.
وقبل اجتماع الاتحاد الأوروبي، اليوم (الاثنين)، المتوقع أن يصادق على نشر 500 جندي أوروبي للمساعدة في تأمين مطار بانغي، قال وزير الخارجية الألماني فرانك والتر ستاينماير إن أوروبا لا يمكنها أن تترك فرنسا وحدها في مساعيها لاستعادة النظام في البلاد.
وصرح لصحيفة «فرانكفورتر ألجماينة سونتغزايتونغ» بأنه من مصلحة أوروبا إحلال السلام في ذلك البلد، موضحا أنه «عندما يهدد عدم الاستقرار والتشرد والإرهاب أفريقيا، فإن التبعات ستصل إلى أوروبا».
وعلى الرغم من وجود قوات حفظ السلام، فإن القتال امتد إلى مناطق خارج بانغي.



مزارعو النيجر... هدف سهل للإرهاب

جندي نيجري يراقب منطقة ريفية في النيجر (أ.ف.ب)
جندي نيجري يراقب منطقة ريفية في النيجر (أ.ف.ب)
TT

مزارعو النيجر... هدف سهل للإرهاب

جندي نيجري يراقب منطقة ريفية في النيجر (أ.ف.ب)
جندي نيجري يراقب منطقة ريفية في النيجر (أ.ف.ب)

أطلق جيش النيجر عملية عسكرية واسعة لتأمين المزارعين على الضفة اليمنى من نهر النيجر، حيث يستعد هؤلاء القرويون لموسم الحصاد، في منطقة تيلابيري المحاذية للحدود مع مالي وبوركينا فاسو، وهي المنطقة التي تنتشر فيها جماعات مسلحة موالية لتنظيم «داعش في الصحراء الكبرى»، وأخرى موالية لتنظيم «القاعدة».

وقال الجيش إنه أطلق على العملية العسكرية اسم «لاكال كاني»، ونفذ في ذلك الإطار طلعات جوية وتحركات ميدانية على الأرض، أسفرت عن القضاء على 68 إرهابياً كانوا يسعون لشن هجمات ضد المزارعين المحليين.

تعبئة مئات الجنود لحماية الحقول الزراعية في النيجر (صحافة محلية)

زراعة الخوف

تعد النيجر من أفقر بلدان العالم، ويعتمد عدد كبير من مواطنيها على الزراعة للحصول على قوتهم اليومي، خصوصاً سكان الريف البعيدين عن المدن الكبيرة، وقد استفاد هؤلاء القرويون من موسم أمطار مهم، أسفر عن فيضانات في نهر النيجر، تشكل فرصة ذهبية للزراعة في السهول القريبة منه.

ولكن الخوف من الجماعات الإرهابية التي تفرض سيطرتها على هذه المناطق، يجعل مهمة المزارعين محفوفة بالمخاطر، خصوصاً في منطقة تيلابيري التي توصف بأنها «بؤرة الإرهاب» بمنطقة الساحل، وتصنف ضمن «مثلث الموت» الواقع على الحدود بين دول الساحل الثلاث؛ النيجر ومالي وبوركينا فاسو.

ولمواجهة هذا الخطر، ولحث المزارعين على التوجه نحو حقولهم، نشر جيش النيجر وحدات عسكرية في إطار عملية «لاكال كاني»، وهي مهمة مخصصة لتأمين الأنشطة الزراعية، وحماية موسم الحصاد الذي يعول عليه البلد لمواجهة انعدام الأمن الغذائي.

وأعلن الجيش أنه «بفضل العملية العسكرية، بدأ الحصاد الأول في عدة مناطق، مما يؤكد نجاح المهمة»، وأكد أن العملية العسكرية «كانت ناجحة بفضل التعاون بين قوات الدفاع والأمن واللجان المحلية للمراقبة التي تلعب دوراً حاسماً في رصد النشاطات المشبوهة، مما يسمح بتدخل سريع للقوات في حال وجود تهديد»، وفق نص بيان صادر عن الجيش.

قصف وملاحقة

بعد أسبوع من إطلاق العملية العسكرية، عرض الجيش حصيلة أولية، قال فيها إن دورياته «اعترضت مسلحين واستعادت 220 رأساً من الماشية المسروقة بمنطقتي تينواشي وإنازي، وأرجعتها إلى ملاكها الشرعيين».

كما قال الجيش إن دورياته ألقت القبض على «جاسوس مزعوم»، اتهمته بالعمل لصالح مجموعة إرهابية في ماكولوندي، كانت بحوزته ذخائر بالقرب من قاعدة عسكرية، وأشار الجيش إلى أنه «يُعتقد أن الجاسوس كان يجمع معلومات حساسة لصالح مشغليه الإرهابيين».

ولكن العملية الأهم، تلك التي قال الجيش إن القوات الجوية النيجيرية نفذتها على الضفة اليمنى من نهر النيجر، بعد أن تمكنت من تحديد مواقع تجمعات إرهابية بين بانزومبو وكوكولوكو، ليتم تنفيذ ضربات جوية عنيفة «أسفرت عن القضاء على أكثر من 50 إرهابياً وتدمير مستودع لوجيستي للعدو».

أما على الضفة اليسرى، فقال الجيش إن المراقبة الجوية قادت إلى «تنفيذ ضربات جوية على مواقع العدو في شمال منطقة أبالا، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 18 إرهابياً وإصابة عدد كبير منهم وتدمير معدات نقل وأسلحة».

وخلص الجيش إلى تأكيد أن «هذه النجاحات، سواء على الأرض أو في الجو، تؤكد فاعلية قوات الدفاع والأمن في حماية السكان والاقتصاد الريفي».