هادي يشكل فريقاً من مستشاريه لتوحيد القوى اليمنية تحت مظلة الشرعية

قال إن تنفيذ «اتفاق الرياض» بشكل كامل يعدّ المدخل الأساسي لعودة الدولة

الرئيس اليمني لدى لقائه قيادات وممثلي التحالف الوطني للأحزاب والتنظيمات السياسية في الرياض (سبأ)
الرئيس اليمني لدى لقائه قيادات وممثلي التحالف الوطني للأحزاب والتنظيمات السياسية في الرياض (سبأ)
TT

هادي يشكل فريقاً من مستشاريه لتوحيد القوى اليمنية تحت مظلة الشرعية

الرئيس اليمني لدى لقائه قيادات وممثلي التحالف الوطني للأحزاب والتنظيمات السياسية في الرياض (سبأ)
الرئيس اليمني لدى لقائه قيادات وممثلي التحالف الوطني للأحزاب والتنظيمات السياسية في الرياض (سبأ)

أفادت مصادر يمنية رسمية بأن الرئيس عبد ربه منصور هادي أمر بتشكيل فريق من مستشاريه للتشاور مع قيادات الأحزاب والقوى السياسية من أجل بلورة تصور وطني لتوحيد مختلف القوى اليمنية تحت مظلة «الشرعية» وتحت عنوان استعادة الدولة ومواجهة الانقلاب الحوثي.
وفي حين شدد هادي على أهمية التنفيذ الكامل لـ«اتفاق الرياض»، عدّ ذلك المدخلَ الأساسي لاستعادة الدولة، حسبما نقل عن المصادر الرسمية خلال لقائه في الرياض (الخميس) قيادات الأحزاب والقوى الوطنية.
وجاءت تصريحات هادي غداة انتقال الرئاسة الدورية لـ«التحالف الوطني للأحزاب والتنظيمات السياسية»، وهو التحالف الذي كان أعلن عنه في أبريل (نيسان) الماضي ليشكل واجهة حزبية لإسناد الشرعية والرئيس عبد ربه منصور هادي.
وذكرت المصادر أن الرئيس اليمني التقى ممثلي «التحالف الوطني للأحزاب والتنظيمات السياسية» بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر، وأشاد «بجهودهم التي يبذلونها كفريق للعمل السياسي همه الحفاظ على اليمن ووحدته ونظامه الجمهوري وتجاوز تحدياته وصعوباته والحفاظ على نسيجه الاجتماعي وتعزيز لحمته الوطنية».
وأثنى هادي على دور الأحزاب في مساندتهم الشرعية والوطن باعتبار الشرعية تمثل جميع الدولة بمؤسساتها المختلفة ونخبها والقوى السياسية، مشدداً على «ضرورة العمل على تعزيز مفهومها وتماسك مكوناتها، وتوحيد المواقف والرؤى بين الدولة والأحزاب والمكونات السياسية، ولا نسمح بمن يريد إضعاف هذا التلاحم».
ونقلت وكالة «سبأ» عن هادي قوله إن «اليمن يواجه تحديات كبيرة على مختلف الصعد التي تحتاج من الجميع إلى مواجهتها بشكل جمعي وموحد»، إضافة إلى أنه شدد على «دور الأحزاب وجهودها في المساعدة على تنفيذ اتفاق الرياض ومراقبة الأداء وبذل الجهود لتحويل الاتفاق إلى مشروع لاستعادة الدولة، مع نشاط يواكب ذلك على الصعيد العملي والميداني وتوحيد وترشيد الخطاب الإعلامي والسياسي باتجاه بنّاء ومسؤول يجمع ولا يفرق».
وأكد الرئيس اليمني على أهمية الحرص على تنفيذ بنود اتفاق الرياض والتزام الجميع بتنفيذه، وقال إن ذلك يأتي انطلاقاً من إيمان الشرعية «بحقن الدماء وعودة الدولة واعتماداً على الثقة بالأشقاء في المملكة العربية السعودية وحرصهم على تعزيز وجود الدولة».
وأشار هادي إلى أن «تنفيذ اتفاق الرياض بشكل كامل يعدّ المدخل الأساسي لعودة الدولة وتثبيت سلطاتها، والمدخل لتعزيز الوحدة الوطنية»، مؤكداً «الاستعداد التام لتشكيل حكومة فاعلة وقوية».
وقال: «بادرنا ووجهنا رئيس الحكومة بالنزول لعدن في ظل ظروف بالغة الصعوبة والعمل على صرف المرتبات وتطبيع الأوضاع والخدمات بصورة عامة».
وشدد على «أهمية توجيه جهود الجميع نحو أولويات المرحلة القادمة»، وأن يتجاوز الجميع ما وصفها بـ«المماحكات السياسية» وقال: «البلد أمام مرحلة هامة تستدعي منا جميعاً مسؤولية الحفاظ عليه وحماية النظام الجمهوري والوحدة الوطنية والديمقراطية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ومشروع الدولة الاتحادية، والدفاع عن اليمن من المدّ الإيراني، باعتبار هذه الأسس هي النواة التي سنبني شراكتنا على أساسها، وسنعمل على استيعاب الجميع في إطار الدولة وتحت هذه المبادئ».
وذكرت المصادر الرسمية أن رئيسي الائتلاف الحزبي السابق واللاحق، وهما رشاد العليمي وعبد الرحمن السقاف، تحدثا في اللقاء، وثمنا «جهود ورعاية الرئيس هادي للجميع انطلاقاً من مسؤولياته الوطنية تجاه شعبه ووطنه ونخبه وقواه السياسية».
وأكد العليمي والسقاف، حسبما نقلت «سبأ»؛ «دعمهم واصطفافهم خلف قيادة الرئيس وشرعيته التي تمثل الوجه الوطني والإقليمي والدولي والمشروع الآني والمستقبلي لليمنيين، والمؤتمن عليها برئاستها ومؤسساتها ونخبها وأحزابها وقواها السياسية الشرعية التي تمثل اليمن الموحد، التي يقف معها وخلفها جميع أبناء الوطن»، وجرى التأكيد على «موقف الأحزاب الثابت في هذا الاتجاه والتمسك بالمرجعيات والثوابت الوطنية ودعم إنجاح وتنفيذ اتفاق الرياض».
وأشارت المصادر الرسمية إلى أن جميع الحاضرين من القوى السياسية في الاجتماع مع هادي أكدوا على «أهمية توحيد العمل ووحدة الصف في هذه المرحلة الحساسة والمهمة من تاريخ ومسار الوطن». وأفادت بأن الرئيس هادي كلف «فريقاً من مستشاريه للجلوس مع القوى السياسية لبلورة تصور للمرحلة المقبلة، يستند إلى ما تم طرحه ويستوعب المتغيرات».
وكانت أصوات سياسية يمنية وحزبية تعالت أخيراً داعية إلى أهمية توحيد القوى اليمنية، خصوصاً حزبي «التجمع اليمني للإصلاح»، والجناح الذي يقوده أقارب الرئيس الراحل علي عبد الله صالح في حزب «المؤتمر الشعبي العام».
ومن بين القيادات اليمنية التي تتبنى الدعوة إلى توحيد الأحزاب والقوى السياسية في مواجهة الحوثيين، رئيس الحكومة السابق أحمد عبيد بن دغر والمستشار الحالي للرئيس هادي إلى جانب شخصيات سياسية وحزبية كثيرة.
على صعيد آخر، ذكرت المصادر الرسمية أن هادي أكد على عمق العلاقات المتميزة التي تربط اليمن بالولايات المتحدة الأميركية في مختلف الجوانب والمجالات من خلال استراتيجية التعاون والشراكة في مواجهة التدخلات المزعزعة لأمن اليمن والمنطقة والملاحة الدولية، المتمثلة في الميليشيات الحوثية الانقلابية ومن خلفها إيران وعناصر التطرف والإرهاب بأسمائها المختلفة.
ووردت تصريحات الرئيس اليمني خلال لقائه (الخميس) سفير الولايات المتحدة الأميركية كريستوفر هنزل، حيث أشار فيها إلى «جهود الحكومة التي تبذلها في إطار الحرص والالتزام بتنفيذ بنود اتفاق الرياض، الذي تجسدت خطواته في عودة الحكومة إلى عدن ومباشرتها توفير الخدمات المتمثلة في الكهرباء والماء والخدمات الصحية وتحسين النظافة وصرف المرتبات... وغيرها من الخطوات المهمة» التي قال هادي إنه يشعر بـ«أهميتها واستمرارها في ظل أجواء ومناخات مناسبة لاستكمال بنود اتفاق الرياض وفقاً لتسلسلها».
وامتدح الرئيس اليمني «دعم الولايات المتحدة الأميركية الدائم لأمن واستقرار ووحدة اليمن» في حين نسبت المصادر الرسمية إلى سفير واشنطن تأكيده «مواقف الولايات المتحدة الأميركية الداعمة لليمن وقيادته الشرعية»، وكذا «تثمينه جهود الرئيس هادي في الوصول إلى إخراج وإنجاح اتفاق الرياض، ومواصلة تنفيذ خطواته، والذي يمثل وجود الحكومة بعدن وتقديمها الخدمات دافعاً مميزاً ومحفزاً في هذا الاتجاه».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.