عودة الحياة لصالات تداول الأسهم بنقاشات وتحليلات حول طرح «أرامكو»

الغالبية يميلون للاستفادة من عوائد الشركة

عودة الحياة لصالات تداول الأسهم بنقاشات وتحليلات حول طرح «أرامكو»
TT

عودة الحياة لصالات تداول الأسهم بنقاشات وتحليلات حول طرح «أرامكو»

عودة الحياة لصالات تداول الأسهم بنقاشات وتحليلات حول طرح «أرامكو»

شكل إدراج شركة «أرامكو السعودية» بسوق الأسهم حراكاً قوياً في أوساط المجتمع السعودي الذي بدأ الحديث بكثافة عن الأسهم والتحليلات الفنية والنقاشات حول جني الأرباح خلال اليومين الماضيين من بدء تعاملات السهم الأربعاء الماضي، بعودة المتداولين بكثافة إلى صالات تعاملات الأسهم في البنوك وشركات الوساطة المالية.
وفي خضم تصاعد قيمة السهم، تكررت الأحاديث حول سلوك سهم «أرامكو» والتخمينات لتحركاته السعرية وحساب الأرباح التي تم تحقيقها خلال الساعات الأولى من قرع جرس «تداول»، حتى يوم أمس، كما لم تخلُ النقاشات من التطرق لحجم الطرح باعتباره أكبر إدراج في العالم.
وبحسب جولة قامت بها «الشرق الأوسط» في عدد من صالات التداول التي يجتمع فيها المكتتبون والمساهمون لمتابعة السهم، تباينت الآراء ما بين رؤية استثمارية وأخرى مضاربية؛ حيث قال حمد بن عبد الله بن سالم (67 عاماً): «أرامكو أكبر شركة في العالم، والاكتتاب في أسهم أرامكو سيحقق أرباحاً عالية»، مشيراً إلى أن مستقبل الشركة مميز ولا يوجد لديه قلق منه، في إشارة منه إلى البعد الاستثماري من وراء شراء سهم «أرامكو».
وأشار ابن سالم بيده إلى شاشة التداول حيث كان سعر السهم يعتلي الأسهم الأكثر ارتفاعاً محققاً حينها ارتفاعاً في ثاني أيامه عند سعر 37.25 ريال للسهم (9.93 دولار)، مشدداً بالقول: «خسارة، من لا يشتري بهكذا سهم».
ويضيف ابن سالم، وهو من مواليد 1952، الذي التقته «الشرق الأوسط» في إحدى صالات الشركات المالية، التابعة لأحد البنوك بمدينة الرياض، أنه رجل أعمال يعمل في سوق الأسهم منذ نحو 50 عاماً، أي منذ كانت المعاملات للبيع والشراء تتم بالأوراق، مضيفاً أن طرح أرامكو في السوق السعودية «لم يخطر على البال»، لكنه تابع القول: «طرحها هنا أفضل من طرحها في الأسواق الأوروبية والعالمية».
وأبان ابن سالم بأن «أرامكو» تعد فرصة ماثلة للاستثمار في سهم «رصين وقوي»، مشيراً إلى أن طلبه للاكتتاب لم يتم تلبيته إلا بنصف العدد الذي اكتتب به وفقاً لآلية التخصيص المقرة.
من جانبه، أكد لـ«الشرق الأوسط» درحي القرني، أحد الموجودين في صالة المساهمين، بفرع التداول لأحد البنوك الاستثمارية، أن أرامكو فرصة ضخمة للاستثمار في سوق الأسهم السعودية، بل إنها تمثل تحولاً جديداً في سوق الأسهم المحلية، مشيراً إلى أنه رغم خبرته غير الطويلة في سوق الأسهم فإنه يرى أسهم أرامكو محفزة لتحقيق الأرباح، سواء عبر البيع المباشر حالياً أو من خلال الانتظار والاستفادة من عوائدها السنوية.
ووفقاً لتقرير نشره مركز التواصل الحكومي حول الفئات العمرية لمكتتبي أرامكو، ظهر أن الفئات العمرية من 16 سنة وما دون، يبلغ عددهم أكثر من 19 ألف مكتتب، فيما تأتي الفئة العمرية من 17 سنة إلى 30 سنة بعدد يتجاوز 740 ألف مكتتب، ويلي ذلك الجيل الأكثر اكتتاباً من عمر 31 سنة إلى 45 سنة بعدد يتجاوز مليوني و320 ألف مكتتب. فيما تأتي بالمرتبة الثانية الفئة العمرية من 47 إلى 65 سنة بعدد مليون و700 ألف مكتتب، بينما جاءت الفئة العمرية من 65 سنة وأكثر بعدد يصل إلى 269 ألف مكتتب.
يذكر أن عدد المكتتبين الأفراد يبلغ 5 ملايين و65 ألف فرد، بعدد أسهم يتجاوز 1537 مليار سهم، وقيمة تصل إلى 49 مليار ريال (13 مليار دولار).


مقالات ذات صلة

«فيتش» تثبّت تصنيف «أرامكو‬» عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»

الاقتصاد شعار أرامكو (أ.ف.ب)

«فيتش» تثبّت تصنيف «أرامكو‬» عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»

ثبّتت وكالة «فيتش‬» للتصنيف الائتماني تصنيف شركة «أرامكو‬ السعودية» عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شعار «أرامكو» في معرض بباريس (رويترز)

«أرامكو» توقع اتفاقية لبناء أحد أكبر مراكز استخلاص الكربون وتخزينه على مستوى العالم

وقّعت «أرامكو السعودية» اتفاقية مساهمين مع شركتي «لينداي» و«إس إل بي»، تمهّد الطريق لتطوير مركز استخلاص الكربون وتخزينه في مدينة الجبيل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو» متحدثاً في منتدى «مبادرة السعودية الخضراء» (الشرق الأوسط)

الناصر: «أرامكو» تبحث التعاون مع الشركات الناشئة في التحول الطاقي

قال الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» إن «أرامكو» تبحث التعاون مع الشركات الناشئة في التحول الطاقي.

الاقتصاد صفقة استحواذ «ارامكو» على 10 % في «هورس باورترين» بلغت 7.4 مليار يورو (رويترز)

«أرامكو» تكمل الاستحواذ على 10 % في «هورس باورترين المحدودة» بـ7.4 مليار يورو

أعلنت «أرامكو السعودية» إكمال شراء 10 في المائة بشركة «هورس باورترين» المحدودة الرائدة في مجال حلول نقل الحركة الهجين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)

كوريا الجنوبية تتعهد بالحفاظ على استقرار الأسواق بعد عزل يون

مشاركون في مظاهرة يحملون لافتات تطالب المحكمة الدستورية بإقالة الرئيس يون سوك-يول في سيول (رويترز)
مشاركون في مظاهرة يحملون لافتات تطالب المحكمة الدستورية بإقالة الرئيس يون سوك-يول في سيول (رويترز)
TT

كوريا الجنوبية تتعهد بالحفاظ على استقرار الأسواق بعد عزل يون

مشاركون في مظاهرة يحملون لافتات تطالب المحكمة الدستورية بإقالة الرئيس يون سوك-يول في سيول (رويترز)
مشاركون في مظاهرة يحملون لافتات تطالب المحكمة الدستورية بإقالة الرئيس يون سوك-يول في سيول (رويترز)

تعهدت وزارة المالية في كوريا الجنوبية، يوم الأحد، بمواصلة اتخاذ تدابير استقرار السوق بسرعة وفعالية لدعم الاقتصاد، في أعقاب إقالة الرئيس يون سوك-يول، بسبب فرضه الأحكام العرفية بشكل مؤقت.

وأكدت الوزارة أنها ستستمر في التواصل بنشاط مع البرلمان للحفاظ على استقرار الاقتصاد، مشيرة إلى أنها تخطط للإعلان عن خطتها السياسية نصف السنوية قبل نهاية العام الحالي، وفق «رويترز».

وفي هذا السياق، دعا زعيم الحزب الديمقراطي المعارض، لي جاي-ميونغ، إلى تشكيل «مجلس استقرار وطني» يضم الحكومة والبرلمان لمناقشة القضايا المالية والاقتصادية وسبل تحسين مستوى معيشة المواطنين. وأشار إلى أن التحدي الأكثر إلحاحاً هو تراجع الاستهلاك بسبب الطلب المحلي غير الكافي، وتقلص دور الحكومة المالي. وأضاف لي أن معالجة هذا الأمر تتطلب مناقشة عاجلة لموازنة إضافية يمكن أن تشمل تمويلاً لدعم الشركات الصغيرة، بالإضافة إلى استثمارات في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية، لمواجهة تحديات نقص الطاقة.

وكان البرلمان الذي يسيطر عليه الحزب المعارض، قد مرر مشروع موازنة 2025 بقيمة 673.3 تريليون وون، متجاوزاً اقتراح الحكومة الذي بلغ 677.4 تريليون وون، وذلك دون التوصل إلى اتفاق مع حزب «قوة الشعب» الذي ينتمي إليه الرئيس يون والحكومة.

من جهته، أعلن بنك كوريا -في بيان- أنه سيعتمد على كافة الأدوات السياسية المتاحة بالتعاون مع الحكومة، للرد على التحديات الاقتصادية، وتفادي تصاعد التقلبات في الأسواق المالية وأسواق العملات الأجنبية. وأكد البنك ضرورة اتخاذ استجابة أكثر نشاطاً مقارنة بالفترات السابقة من الإقالات الرئاسية، نظراً للتحديات المتزايدة في الظروف الخارجية، مثل تصاعد عدم اليقين في بيئة التجارة، وازدياد المنافسة العالمية في الصناعات الأساسية.

كما أكدت الهيئة التنظيمية المالية في كوريا الجنوبية أن الأسواق المالية قد تشهد استقراراً على المدى القصير، باعتبار الأحداث السياسية الأخيرة صدمات مؤقتة؛ لكنها ستوسع من الموارد المخصصة لاستقرار السوق إذا لزم الأمر.

من جهة أخرى، شهدت أسواق الأسهم في كوريا الجنوبية ارتفاعاً للجلسة الرابعة على التوالي يوم الجمعة؛ حيث بدأ المستثمرون يتوقعون تراجع حالة عدم اليقين السياسي بعد تصويت البرلمان على إقالة الرئيس يون. كما لم يتوقع المستثمرون الأجانب أن تؤثر الاضطرابات السياسية الأخيرة بشكل كبير على نمو الاقتصاد أو تصنيفه الائتماني لعام 2025، إلا أنهم أشاروا إلى تأثيرات سلبية محتملة على معنويات السوق، مما قد يؤدي إلى زيادة في سعر صرف الوون مقابل الدولار الأميركي، واستمرار عمليات بيع الأجانب للأسواق المحلية.

غرفة تداول بأحد البنوك في سيول (رويترز)

وفي استطلاع أجرته «بلومبرغ»، أفاد 18 في المائة فقط من المشاركين بأنهم يعتزمون تعديل توقعاتهم بشأن نمو الاقتصاد الكوري الجنوبي لعام 2025، بسبب الأحداث السياسية الأخيرة، بينما أكد 82 في المائة أن توقعاتهم ستظل دون تغيير. كما توقع 64 في المائة من المشاركين أن يظل التصنيف الائتماني السيادي كما هو، في حين توقع 27 في المائة خفضاً طفيفاً. ووفقاً للاستطلاع، يُتوقع أن يتراوح سعر صرف الوون مقابل الدولار الأميركي بين 1.350 و1.450 وون بنهاية الربع الأول من 2025.

أما فيما يتعلق بأسعار الفائدة، فقد زادت التوقعات بتخفيضات مسبقة من قبل بنك كوريا؛ حيث توقع 55 في المائة من المشاركين عدم حدوث تغييرات، بينما توقع 27 في المائة تخفيضاً في الأسعار قريباً. وتوقع 18 في المائة تخفيضات أكبر. وأشار كيم سونغ-نو، الباحث في «بي إن كي للأوراق المالية»، إلى أن تحركات السوق ستعتمد بشكل كبير على قرارات لجنة السوق الفيدرالية الأميركية في ديسمبر (كانون الأول)؛ حيث قد يسهم أي تخفيض لأسعار الفائدة من جانب الولايات المتحدة في تعزيز توقعات تخفيض الفائدة في كوريا الجنوبية في الربع الأول من 2025.

وقد أكد كيم أن العوامل السياسية ليست المحرك الرئيسي للأسواق المالية؛ مشيراً إلى أن الاضطرابات السياسية عادة ما تكون لها تأثيرات قصيرة الأجل على الأسواق. وأضاف أن الركود الاقتصادي -وليس الأحداث السياسية- هو المصدر الرئيس للصدمات المالية الكبيرة.

كما أشار كثير من المسؤولين الماليين إلى أن إقالة الرئيس يون قد تعود بالفائدة على الاقتصاد الكوري الجنوبي. وفي مقابلة إعلامية، أكد محافظ هيئة الرقابة المالية، لي بوك هيون، أن عزل الرئيس سيكون خطوة إيجابية للاستقرار الاقتصادي في البلاد، معرباً عن اعتقاده بأن القضاء على حالة عدم اليقين السياسي أمر بالغ الأهمية لتحقيق استقرار الاقتصاد، وفق صحيفة «كوريا تايمز».

وفيما يخص التوقعات المستقبلية، أشار صندوق النقد الدولي في تقريره الأخير في نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أن النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية من المتوقع أن يصل إلى 2.2 في المائة في 2024 بدعم من صادرات أشباه الموصلات، في حين يُتوقع أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي نمواً بنسبة 2 في المائة في 2025 مع اقتراب الاقتصاد من إمكاناته الكاملة. وأكد الصندوق أن حالة عدم اليقين لا تزال مرتفعة، والمخاطر تميل إلى الاتجاه السلبي.

وبينما يظل التضخم قريباً من هدف بنك كوريا البالغ 2 في المائة، شدد الصندوق على ضرورة تطبيع السياسة النقدية تدريجياً في ظل هذه الظروف، مع الحفاظ على تدخلات محدودة في سوق الصرف الأجنبي لمنع الفوضى. كما أشار إلى أهمية تعزيز التوحيد المالي في موازنة 2025 لمواجهة ضغوط الإنفاق الطويلة الأجل، مع التركيز على السياسات المتعلقة بمخاطر العقارات.

كما أشار إلى أهمية الإصلاحات الاقتصادية على المدى المتوسط والطويل لدعم النمو وسط التحولات الهيكلية؛ مشيراً إلى ضرورة معالجة تراجع القوة العاملة من خلال تحسين الخصوبة، وزيادة مشاركة النساء في العمل، وجذب المواهب الأجنبية، بالإضافة إلى تعزيز تخصيص رأس المال، وتحسين مرونة المؤسسات المالية.