ليلة فنية سودانية تطلّ على العالم العربي من نافذة «الترفيه» في الرياض

ليلة فنية سودانية تطلّ على العالم العربي من نافذة «الترفيه» في الرياض
TT

ليلة فنية سودانية تطلّ على العالم العربي من نافذة «الترفيه» في الرياض

ليلة فنية سودانية تطلّ على العالم العربي من نافذة «الترفيه» في الرياض

تشكل الليلة الفنية السودانية التي تنظمها هيئة الترفيه السعودية في الرياض يوم 26 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، مناسبة ليعرف الجمهور العربي أنّ الأغنية السودانية التي اشتهرت في العالم العربي من خلال أغنية «المامبو السوداني» وأغنية «إزيّكم كيفنكم» للفنان الراحل سيّد خليفة في خمسينات القرن الماضي، هي ملمح بسيط من الإرث الفني السوداني الأصيل.
وسيكون بإمكان جمهور الغناء والطّرب من مختلف الجنسيات التي تعشق سحر الموسيقى «خماسية السلالم» النابعة من أرض النيل، على موعد مع أنغام سودانية يقودها الموسيقار الشهير محمد الأمين برفقة الفنانة نانسي عجاج والفنان حسين الصادق من جيل الشباب.
في العصر الحالي هناك عدد من الفنانين الذين سبقتهم أغانيهم إلى كل أنحاء أفريقيا وأوروبا ومن بينهم الفنان محمد الأمين، الذي سيربط من خلال هذه الليلة الفنية جسور التواصل مع الجيل صونا للكلمة الرصينة التي توارثها الفنانون من عهد الكبار.
الموسيقار محمد الأمين الشهير بـ«ود اللمين» كما يحلو لمعجبيه أن يسموه، يعتبر من أيقونات الغناء والموسيقى السودانية المعاصرة، ومن أكثرهم صيتاً، وله دورٌ كبيرٌ في تطوير الموسيقى السودانية ونشرها في الخارج، جذبته آلة المزمار ثم آلة العود التي تمكن منها في الـ12 من عمره.
برع محمد الأمين، في أداء أغنيات لفنانين سبقوه في الخمسينات، مثل عبد الكريم الكابلي ومحمد وردي، فتجلّت قدراته الصوتية الكبيرة وأكسبه شعبية وجماهيرية في بداية مشواره الفني، حيث تغنى بأغنية «بدور القلعة وجوهرها» من كلمات صلاح عبد السيد.
وتعتبر أغنية «أنا وحبيبي» للشاعر محمد علي جبارة، التي لحنّها جواز إجازة صوته في الإذاعة السودانية والعبور للمستمعين، قبل ظهوره في برنامج أشكال وألوان الذي كان يقدمه أحمد الزبير، وتقديم أغنية «حرمان وأمل» التي بشّرت بموهبة قادمة من أرض الجزيرة.
فسّر الموسيقيون قلّة عدد المقلّدين للفنان محمد الأمين، للونه الفني الذي أسهم به في تطوير الأغنية السودانية، بقدرات صوتية ولحنية توصف بأنّها السهل الممتنع، لا تشبهها أي بصمات أخرى، إذ تتميز بالكلاسيكية في شكلها من وجود المقدمات الموسيقية والمقاطع المختلفة، متأثرا بالمدرسة اللحنية للفنان العربي محمد عبد الوهاب.
ورغم أنّ محمد الأمين تغنى بكل ألوان الغناء الوطني والعاطفي والتراثي بمقدرات فائقة أخاذة، فإنّه يعدّ أول من تغنى بثورة أكتوبر (تشرين الأول) 1964، «نشيد أكتوبر واحد وعشرين»، بجانب مشاركته في «أوبريت ملحمة قصة ثورة» من كلمات هاشم صديق، مع الفنانين خليل إسماعيل وعثمان مصطفى وبهاء الدين أبو شلة والفنانة الكردفانية أم بلينة السنوسي، بحضور الزعيم إسماعيل الأزهري والسيد محمد أحمد المحجوب عام 1966. وتضيف الفنانة نانسي عجاج لليلة الفنية السودانية لمسة فنية نسائية ساحرة، ورثتها من أسرتها الفنية، إذ تفتحّت منذ بواكير الطفولة على سماع الموسيقى؛ ما أسهم في نضجها الفني، وظلتّ تحافظ على الأداء السوداني، رغم أنّها تستمع كثيراً للموسيقى العربية والغربية وموسيقى الشعوب الأخرى.
تعدّ مدينة هارلم الهولندية، موقع انطلاقة نانسي الفنية حيث تقيم، وقدمت في ليالي مارس (آذار) 1999 أغنية «وداعاً روضتي الغنا» و«يا روحي أنصفني»، وقدمت لاحقاً أغنيات لبعض كبار الفنانين السودانيين، منها «أنة المجروح» و«زيدني من دلك شوية» و«ظلموني الناس» و«الأمان» و«جوهر صدر المحافل» و«الفارقت سيد ريدا».
الفنان الشاب حسين الصادق، هو الضلع الثالث في مثلث ليلة الغناء السوداني في الرياض، يتمتع بجماهيرية كبيرة وحضور طاغ في المسارح، رغم حداثة ظهوره، بسبب ما حقّقه من نجاح في عالم الفن، ومن الأغنيات التي يردّدها «زولى سمح واسمو حلو» و«القلم طاوعني تاني» و«أنت حكمة ولا آية»، و«لي حبيب شاغل بالي» بجانب أغنياته الخاصة.



جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
TT

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا؛ المكوِّن الأساسي للأسمدة، باستخدام تقنية صديقة للبيئة تعتمد على طاقة الرياح.

وأوضح الباحثون في الدراسة، التي نُشرت الجمعة بدورية «ساينس أدفانسيس (Science Advances)»، أن هذا الجهاز يمثل بديلاً محتملاً للطريقة التقليدية لإنتاج الأمونيا، والمتبَعة منذ أكثر من قرن. وتُستخدم الأمونيا على نطاق واسع في صناعة الأسمدة لإنتاج مركبات مثل اليوريا ونيترات الأمونيوم، وهما مصدران أساسيان للنيتروجين الضروري لنمو النباتات. والنيتروجين أحد العناصر الحيوية التي تعزز عملية البناء الضوئي وتكوين البروتينات في النباتات؛ مما يدعم نمو المحاصيل ويزيد الإنتاج الزراعي.

ورغم أهمية الأمونيا في تعزيز الإنتاج الزراعي، فإن الطريقة التقليدية لإنتاجها تعتمد على عمليةٍ صناعيةٍ كثيفةِ استهلاكِ الطاقة وتركز على الغاز الطبيعي مصدراً رئيسياً، مما يؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. وتستهلك هذه العملية نحو اثنين في المائة من إجمالي الطاقة العالمية سنوياً، وتنتج نحو واحد في المائة من انبعاثات الكربون عالمياً.

ويعتمد الجهاز الجديد على الهواء مصدراً رئيسياً للنيتروجين اللازم لإنتاج الأمونيا، فيُستخلص من الغلاف الجوي بطرق مبتكرة، ثم يدمج مع الهيدروجين المستخرَج من الماء. وتُستخدم في هذه العملية محفزات كيميائية متطورة تعمل تحت الضغط الجوي ودرجة حرارة الغرفة، مما يُغني عن الحاجة إلى الوقود الأحفوري أو مصادر الطاقة التقليدية، مما يجعل العملية مستدامة وصديقة للبيئة.

ويتميز الجهاز بإمكانية تشغيله مباشرة في المواقع الزراعية، ويمكن تصميمه ليكون محمولاً ومتكاملاً مع أنظمة الري، لتوفير السماد للنباتات بشكل فوري دون الحاجة إلى نقل الأسمدة من المصانع. ووفق الباحثين؛ فإن هذا الابتكار يُسهم في خفض تكاليف النقل والبنية التحتية المرتبطة بالطرق التقليدية لإنتاج الأمونيا، التي تعتمد على منشآت صناعية ضخمة ومعقدة.

وأظهرت التجارب المعملية فاعلية الجهاز في إنتاج كميات كافية من الأمونيا لتسميد النباتات داخل الصوب الزجاجية خلال ساعتين فقط، باستخدام نظام رش يعيد تدوير المياه. كما أكد الباحثون إمكانية توسيع نطاق الجهاز ليشمل تطبيقات زراعية أكبر عبر شبكات موسعة ومواد مرشحة محسّنة.

ويتطلع الفريق البحثي إلى دمج هذا الجهاز في المستقبل ضمن أنظمة الري، مما يتيح للمزارعين إنتاج الأسمدة مباشرة في مواقع الزراعة، ويدعم الزراعة المستدامة.

وأشار الفريق إلى أن الأمونيا المنتَجة يمكن استخدامها أيضاً مصدراً نظيفاً للطاقة بفضل كثافتها الطاقية مقارنة بالهيدروجين، مما يجعلها خياراً مثالياً لتخزين ونقل الطاقة.

ويأمل الباحثون أن يصبح الجهاز جاهزاً للاستخدام التجاري خلال ما بين عامين و3 أعوام، مؤكدين أن «الأمونيا الخضراء» تمثل خطوة واعدة نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الاستدامة في مختلف القطاعات.