الجزائر: انتهاء الاقتراع على الرئاسة بعد يوم انتخابي مضطرب

الشرطة تتصدى للمحتجين الرافضين لإجراء الانتخابات الرئاسية (أ.ف.ب)
الشرطة تتصدى للمحتجين الرافضين لإجراء الانتخابات الرئاسية (أ.ف.ب)
TT

الجزائر: انتهاء الاقتراع على الرئاسة بعد يوم انتخابي مضطرب

الشرطة تتصدى للمحتجين الرافضين لإجراء الانتخابات الرئاسية (أ.ف.ب)
الشرطة تتصدى للمحتجين الرافضين لإجراء الانتخابات الرئاسية (أ.ف.ب)

أغلقت مراكز الاقتراع بانتخابات الرئاسة الجزائرية أبوابها اليوم (الخميس) وسط حركة احتجاج كبيرة. ويتوقع ظهور النتائج الأولية غدا (الجمعة) على أن تعلَن النتائج الرسمية في وقت لاحق هذا الشهر، وتجرى جولة الإعادة المحتملة مطلع يناير (كانون الثاني).
وقد خرج الآلاف إلى شوارع وسط الجزائر العاصمة، اليوم (الخميس)، مرددين هتافات «لا للتصويت» في حين تنظم السلطات انتخابات رئاسية تعتبرها الحركة الاحتجاجية مسرحية تهدف إلى إبقاء النخبة الحاكمة في السلطة.
وهرع رجال الشرطة لتفريق المحتجين بالعصي، لكنهم تراجعوا مع وصول المزيد من المتظاهرين.
ويرى الجيش، وهو أقوى عنصر على الساحة السياسية، أن التصويت هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والنظام بالبلاد عن طريق اختيار خليفة لعبد العزيز بوتفليقة الذي أطاحت به انتفاضة شعبية هذا العام بعد أن أمضى عقدين في المنصب.
واندلعت الاحتجاجات الضخمة التي أطاحت ببوتفليقة قبل عشرة أشهر. وتعهد المحتجون فيها بمقاطعة الانتخابات.
والخمسة الذين يتنافسون في الانتخابات جميعهم من المسؤولين الكبار السابقين، ومنهم رئيسان سابقان لمجلس الوزراء، ولا يعتقد المحتجون أن بإمكان أي منهم تحدي هيمنة الجيش على السياسة.
وفي وسط الجزائر العاصمة أدلى البعض بأصواتهم اليوم، في حين جاب أفراد الشرطة شوارع المدينة راجلين وفي مركبات. وحلقت طائرة هليكوبتر في السماء.
وقال عزيز جبالي (56 عاماً) الذي ذهب للإدلاء بصوته في مركز اقتراع قرب مكتب رئيس الوزراء «البلاد دخلت مرحلة حرجة». وأضاف: «حان الوقت لأن يعبّر الجزائريون عن آرائهم بطريقة سلمية».
لكن سالم بيري، وهو مدرس كان جالساً في مقهى رئيسي، قال إنه مقاطع، وأضاف: «ما فائدة التصويت؟».
ولم تكن الانتخابات في عهد بوتفليقة تتسم بالتنافسية. وقال كامل مومني (36 عاماً) الذي كان ينتظر سائق سيارة أجرة للتوجه لطبيب الأسنان، إنه لم يدلِ بصوته منذ سنوات «ولن أغير رأيي اليوم».
كما وردت تقارير عن احتجاجات خارج العاصمة. وفي منطقة القبائل، وهي مركز رئيسي للاحتجاجات ضد النخبة الحاكمة، قال أحد السكان إن المتظاهرين اقتحموا مركز اقتراع في مدينة بجاية، ودمروا صناديق الاقتراع، وخرجوا إلى الشوارع في بلدة حيزر وهم يهتفون «لا للتصويت».
وقال شهود، إن مراكز الاقتراع في بعض المناطق كانت ما زالت مغلقة بعد ساعات من الموعد الرسمي لبدء الاقتراع في الساعة 0700 بتوقيت جرينتش. وتغلق المراكز في الساعة 1800 بتوقيت جرينتش ولا يتوقع صدور نتائج قبل يوم الجمعة (غداً) على أقرب تقدير.
وتنحى بوتفليقة بعد أن سحب الجيش دعمه له في أبريل (نيسان). واضطرت السلطات إلى تأجيل الانتخابات مرتين؛ إذ كان من المقرر إجراؤها في أبريل ويوليو (تموز).
ويتنافس في الانتخابات خمسة مرشحين، هم عبد المجيد تبون، وعلي بن فليس، وكلاهما رئيس وزراء سابق، وعز الدين ميهوبي، وزير الثقافة السابق، ووزير السياحة السابق عبد القادر بن قرينة، وعبد العزيز بلعيد، العضو السابق في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».