تونس: السجن 20 سنة لداعشي و4 سنوات لزوجته بعد عودتهما من سوريا

تابع إرهاب

TT

تونس: السجن 20 سنة لداعشي و4 سنوات لزوجته بعد عودتهما من سوريا

قضت المحكمة الابتدائية التونسية المختصة بقضايا الإرهاب، أمس، بالسجن 20 سنة في حق قيادي سابق في تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور، يُدعى شاكر الجندوبي، بعد انضمامه إلى تنظيم «داعش» المتشدد، والقتال في صفوفه، كما أصدرت في حقه قراراً بالخضوع للمراقبة الأمنية طوال خمس سنوات.
كما قضت نفس المحكمة بالسجن لمدة أربع سنوات مع الخضوع للمراقبة الأمنية لأربع سنوات أيضاً في حق زوجته، التي توجهت بدورها إلى سوريا، وقررت الانضمام إلى «داعش».
وجاء في ملف القضية أن المتهم كان قيادياً في تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور، الذي يتزعمه الإرهابي التونسي سيف الله بن حسين، المعروف باسم «أبو عياض»، وكان من عناصره النشيطة قبل أن يقرر سنة 2013 السفر إلى سوريا والالتحاق بتنظيم «داعش»، والانضمام إلى صفوف قياداته المقاتلة. وخلال السنوات الأخيرة التحقت به زوجته رفقة اثنين من أبنائه، لا يتجاوز عمرهما 3 و5 سنوات، واستقرت العائلة بأكملها في سوريا، وقاتلت مع تنظيم «داعش» الإرهابي، قبل أن يقرر الزوج المتهم الانشقاق عن هذا التنظيم، والعودة إلى بلاده تونس.
ولتنظيم عملية هروبه أرسل الزوجة والابنين إلى تركيا، قبل أن يعاودا السفر إلى تونس، وهناك كانت أجهزة مكافحة الإرهاب في انتظارهما، وزجت بهما في السجن في انتظار الحكم عليهما بعقوبات تتماشى والأنشطة الإرهابية التي انساقا لها، وأصدرت المحكمة التونسية الأحكام المذكورة بعد أن تأكدت من ارتكابهما أعمالاً إرهابية، والانضمام إلى تنظيم «داعش»، كما ورد في الاعترافات الأولية المسجلة ضدهما.
يُذكر أن السلطات التونسية اعترفت بالتحاق نحو ثلاثة آلاف تونسي بالتنظيمات الإرهابية في الخارج، من بينهم نسبة 70% في سوريا، و20% في ليبيا المجاورة، ومن بينهم كذلك نحو 300 امرأة. لكنها تخشى حالياً من عودتهم إلى تونس، وتهديد أمنها واستقرارها، خصوصاً بعد تسجيل عودة نحو ألف إرهابي إلى البلاد، بعد أن أقرت استراتيجية محلية للتعامل مع ملفات الإرهابيين العائدين من بؤر التوتر.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.