مجسمات غير تقليدية تجتذب زوار معرض «النماذج المصغرة» في مصر

تضم مقاتلة سعودية ونهاية فيلم «الممر»

TT

مجسمات غير تقليدية تجتذب زوار معرض «النماذج المصغرة» في مصر

بعشرات المجسمات من الطائرات، والدبابات، والسفن، والقوارب، والسيارات، والدراجات النارية، ومعدات البناء والإنشاءات، التي أبدعتها أنامل الهواة والمحترفين، تأتي الدورة الثالثة من «معرض فنون النماذج المصغرة»، الذي ينظمه «النادي المصري لفناني الماكيتات والنماذج المصغرة».
يشارك في المعرض، الذي يستضيفه مركز الهناجر بدار الأوبرا المصرية، 40 عارضاً وفناناً، من مختلف الأعمار، بأعمال مختلفة الأنواع والأحجام والأشكال، صُنعت بأدق التفاصيل عبر تطويع العديد من الخامات.
من بين المُنظمين، يقول المهندس سيد فؤاد، وهو أحد العارضين أيضا: «يأتي المعرض بهدف جمع أصحاب هواية تصميم النماذج المصغرة في مكان واحد، وبالتالي الاستفادة المتبادلة وتوسيع الأفق ومعرفة المستجدات في هذه الهواية، خاصة مع تعدد الأفكار بالمعرض وكذلك الخامات المستخدمة، وهو ما يعمل على تبادل الخبرات وتحقيق أقصى استفادة».
ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «تشهد دورة المعرض هذا العام، مشاركة عدد من الأطفال الموهوبين، تشجيعا لهم من جانب (النادي المصري لفناني الماكيتات والنماذج المصغرة) لتنمية مواهبهم وفهمهم للهواية بشكل أعمق».
وعن معروضاته، يلفت فؤاد إلى تصميمه نموذجا لأول طائرة تدخل الخدمة في القوات الجوية المصرية عام 1932. وكذلك تصميمه للمقاتلة (f15) التابعة للقوات الجوية الملكية السعودية بألوان العلم السعودي، التي صممها بمناسبة اليوم الوطني للمملكة، وآخر أعماله طائرة (f16) تابعة للقوات الجوية الإماراتية.
من أبرز المعروضات الأخرى نموذج مستلهم من أحد مشاهد فيلم «الممر»، الذي يجسد بطولات الجيش المصري، حيث يشير مُنفذ النموذج المهندس «حسين القيسي» إلى أنه تأثر باللقطة الأخيرة بالفيلم، وهو ما دفعه لتجسيد أبطاله أعلى وخلف الدبابة (M60). لافتا إلى أنه يهوى تصميم نماذج الآليات العسكرية، وكذلك نماذج من الحياة الفرعونية. أما الفنان صابر طه، فيهوى تنفيذ نماذج الشخصيات المشهورة، ويُنفّذ أعماله بنحت مادة الصلصال الحراري، الذي يتحول على يديه إلى أشكال تماثل الحقيقة، ومن بين معروضاته نموذج للاعب المصري محمد صلاح، نجم نادي ليفربول الإنجليزي.
متأثراً بالعديد من العارضين والفنانين الذين التقى بهم في معرض «النماذج المصغرة» بدورته الماضية، بدأ العارض هادي أحمد عبد الهادي هوايته في تنفيذ المجسمات، ببعض النماذج الصغيرة، ليتطور الأمر في تنفيذه نماذج من الورق المقوى للسيارات بمقاسات مختلفة، والطائرات الحربية وموضوعات متنوعة.
أما الطفل سيف سمير، البالغ من العمر 13 سنة، فيشارك بمجموعة من نماذج صنّعها من الورق والكارتون، لافتا إلى أنّه بدأ الهواية منذ أن كان في عُمر 8 سنوات.
ووسط عدة ماكينات وتصميمات مصغرة لغرف المنزل، تحاول العارضة إيمان عادل إبراز موهبتها في تنفيذ التصميمات الدّاخلية من خلال المعرض، لافتة إلى أنّ تلك هواية بدأتها منذ سنوات طويلة، وأكملتها بالحصول على دبلومة تصميم داخلي.
تجّمع المصريون في الصباح الباكر حول عربة الفول لتناول فطورهم، أحد المشاهد من واقع الحياة اليومية في مصر، التي يحاكيها العارض سيف الدين خالد عبر أعماله، وذلك في محاوله منه لتسجيل الماضي ورصد الحاضر بالنماذج المصغرة، عبر استعمال خامات الخشب والبلاستيك والسيراميك والتشكيل بالنحت، مشيرا إلى أنّه بدأ الهواية قبل ست سنوات، ثم طوّر أسلوبه ليصل إلى أعلى مستوى من التفاصيل في الأعمال.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.