في هذا الموسم... ابقَ دافئاً أنيقاً بوشاحك

من عرض «فالنتينو» - من عرض «فالنتينو» - من عرض «إي توتز» - من عرض «إي توتز»
من عرض «فالنتينو» - من عرض «فالنتينو» - من عرض «إي توتز» - من عرض «إي توتز»
TT

في هذا الموسم... ابقَ دافئاً أنيقاً بوشاحك

من عرض «فالنتينو» - من عرض «فالنتينو» - من عرض «إي توتز» - من عرض «إي توتز»
من عرض «فالنتينو» - من عرض «فالنتينو» - من عرض «إي توتز» - من عرض «إي توتز»

في هذا الموسم، يظهر الوشاح كقطعة أكسسوار أساسية في دولاب ثياب الرجل، ولكن بعد أن نزع ثوبه القديم، وتحول من قطعة قماش ناعمة تُلف على العنق بحثاً عن الدفء إلى جزء رئيسي في طلة الرجل. كما ظهر في أغلب عروض الأزياء العالمية في باريس وميلان ونيويورك، حيث قدم المصممون أوشحة بأطوال قد تصل إلى الركبة، وحتى إلى ما تحتها وصولاً إلى الكاحل، فيما اختاره مصممون آخرون بسماكة البطانية التي تغطي الجزء العلوي من الجسم. أما الألوان، فقد أخذت درجات واسعة لم تقتصر على التقليدي المكرس عادة للرجل، بل امتدت إلى أخرى لم يجربها الرجل من قبل، مثل الفوشيا والبرتقالي وكثير من الألوان النابضة التي يمكن أن تضيء عتمة البدلات الرجالية القاتمة. الخامات أيضاً تنوعت، إلى جانب النقوش والطبعات الجريئة التي من شأنها أن تُضيف رشة ملح على أناقة الرجل وطلته الأخيرة.
وللتأكيد على أهميته، ظهر بقوة في كل عروض أسابيع الموضة الرجالية، بعد أن وظفه المصممون بأساليب تجعله رفيقاً مريحاً عملياً في موسم الشتاء البارد. ففي عرض «لويي فويتون»، ظهر سميكاً يغطي الذقن، ويصل إلى القدم، ومثلثاً بأطراف حريرية بشراشب. وفي عرض «جورجيو أرماني»، أخذ أسلوباً رياضياً وألواناً رصينة، بينما ظهر في عرض «تود سنايدر» ناعماً بألوان باستيلية. أما المصمم جوزيف عبود، فقد استوحى تصميم الوشاح من التراث الشعبي المكسيكي، حسب قوله، حيث تميز بألوانه المتداخلة، مع العقدة الجانبية المميزة. لكن لا يمكن الحديث عن الوشاح هذا الموسم من دون التطرق إلى تصاميم دار «بيربري» التي لم تكتفِ به من الكشمير، أو بطبعات مربعة باتت لصيقة بالدار، بل قدمته أيضاً من الصوف، وبألوان مستوحاة من التراث الهندي. ويبدو أن الحرفية والعودة إلى التقاليد كانت قاسماً مشتركاً بين كثير من بيوت الأزياء، بما فيها دار «فالنتينو» التي ذهبت إلى الوشاح المنسوج باليد، كما تحيكه الجدات للأحفاد، ودار «إيترو» التي اختارت الأساليب التقليدية التي تغطي الرقبة والوجه، وكذلك الحال مع كل من «إي توتز» و«لويفي».

- كوفية العرب تغزو شوارع العالم
على مر التاريخ، كانت الغاية الأساسية من ظهور الوشاح هي الوقاية من البرد وتقلبات الطقس، خصوصاً في المناطق التي تشهد مناخاً مشاكساً قاسياً. وبعدها، تحول الوشاح إلى أكسسوار أناقة تفننت الشعوب في تصميمه وخياطته ونقشه باستخدام الخامات المحلية المستمدة من التراث التقليدي. وفي عصرنا الحالي، اكتسب الوشاح مهام أخرى، وظيفية ورمزية، بعد أن استخدمته الجيوش كنوع من الشارة والرتبة العسكرية، وفقاً للألوان والخامة والرموز، وكذلك الحال مع حركة الكشافة العالمية التي وظفته كنوع من المظهر الأنيق والإشارة إلى الانضباط. ولم يقتصر الوشاح على الغرب، فعند العرب كان أيضاً حاضراً من خلال الكوفية والغترة، التي كان دورها في البداية هو الحماية من تقلبات الطقس في مناطق الصحراء، ثم تحولت إلى رمز وهوية، قبل أن تنتقل إلى شوارع العالم. فقد استعملها الرجال والنساء على حد سواء تعاطفاً مع هذا الجزء من العالم. ومع الوقت، أخذت الكوفية ألواناً متعددة، لكن بقيت محافظة على نقشتها التقليدية، وما تزال هذه الموضة ساخنة قائمة، خصوصاً بين فئة الشباب حول العالم.

- وصايا في اختيار الوشاح
من الضروري وضع خطة متكاملة للطلة قبل اختيار الوشاح كي تنسجم القطع بعضها مع بعض في الخطوط:
> الأفضل الابتعاد عن الأوشحة المصنوعة من الأقمشة السميكة لأنها لا تكون طيعة، أو المصنعة لأنها تبدو غير أنيقة.
> قد يجد الرجل صعوبة في ربط الوشاح حول رقبته، ويقع في الحيرة بين اختيار العقدة المناسبة أو الذهاب إلى اختيار الوشاح الخفيف المنسدل لتجاوز هذه المشكلة. النصيحة الذهبية في اتباع أي أسلوب يجده الرجل مريحاً بالنسبة له لأنه ليست هناك قاعدة ثابتة في طريقة ربطه؛ المهم ألا تبدو متكلفة أو مبالغ فيها.
> في حال اختيار الوشاح الملون أو المطبوع بنقشات كثيرة متداخلة، يفضل أن تكون الثياب بسيطة هادئة الألوان، كي لا تتنافس مع الوشاح، ويذهب المظهر إلى الفوضى.
> يصعب أحياناً التمييز بين الأوشحة النسائية والأوشحة الرجالية خاصة، لكن القاعدة العامة هي: إن أي وشاح يمكن ربطة أو تزيينه بدبوس هو خاص بالمرأة، وكذلك الحال مع الأوشحة المزينة بالترتر أو الحلي المعدنية اللامعة أو المطرزة؛ وما عداها مناسب للرجل.
> الوشاح يمكن أن يكون بديلاً عن ربطة العنق، لهذا يُفضل عدم الجمع بين الاثنين، إلا في حال اختيار الوشاح الناعم المنسدل على الجانبين.
> في الأجواء القاسية شديدة البرودة، يمكن اختيار الوشاح الذي يشبه البطانية الذي يغطي الجزء العلوي من الجسم بالكامل، وعادة ما يكون مصنوعاً من الكشمير أو الصوف المغزول بشكل خفيف. وعموماً، تناسب هذه الطلة الرجل الطويل ذو الأكتاف العريضة، وهي أيضاً طلة كاجول لا تناسب المناسبات الرسمية.


مقالات ذات صلة

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة النجمة المصرية نيللي كريم كما ظهرت في عرض هنيدة الصيرفي (هيئة الأزياء)

الرياض... لقاء الثقافة والأناقة

غالبية العروض في الدورة الثانية من أسبوع الرياض منحتنا درساً ممتعاً في كيف يمكن أن تتمازج الثقافة والهوية بروح الشباب التواقة للاختلاف وفرض الذات.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة كانت هذه أول مجموعة جديدة تطرحها الدار منذ 25 عاماً وبالتالي كان من الطبيعي أن يتوق الكل لمعرفة أي تفاصيل تُخبر عنها (باتيك فيليب)

«باتيك فيليب» تكشف عن إصدارها الجديد منذ 25 عاماً

ردود الفعل «المتسرعة» التي أثارتها المجموعة بعد الكشف عنها مباشرة، لا تترك أدنى شك في أن سببها يعود إلى عنصر المفاجأة بشكلها المربع لا أقل ولا أكثر.

جميلة حلفيشي (ميونيخ)

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)
ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)
TT

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)
ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)

في منتصف القرن الماضي، كان فن الـ«آرت ديكو» والقطع المصنعة من البلاتين تُهيمن على مشهد المجوهرات الفاخرة. في خضم هذه الموجة التي اكتسحت الساحة، ظلت دار «بولغري» وفيّة لأسلوبها المتميز بالجرأة، واستعمال الذهب الأصفر والأحجار الكريمة المتوهجة بالألوان.

رغم أن عقداً واحداً يكفي فإن استعمال أكثر لا يؤثر بقدر ما يزيد من الفخامة (بولغري)

في هذه الفترة أيضاً ابتكرت تقنية خاصة بها، أصبحت تعرف بـ«توبوغاس»، وتستمد اسمها من الأنابيب التي كانت تستخدم لنقل الغاز المضغوط في عشرينات القرن الماضي. ففي تلك الحقبة أيضاً بدأ انتشار التصميم الصناعي في أوروبا، ليشمل الأزياء والديكور والمجوهرات والفنون المعمارية وغيرها.

ظهر هذا التصميم أول مرة في سوار ساعة «سيربنتي» الأيقونية (بولغري)

في عام 1948، وُلدت أساور بتصميم انسيابي يتشابك دون استخدام اللحام، تجسَّد في سوار أول ساعة من مجموعتها الأيقونية «سيربنتي». أدى نجاحها إلى توسعها لمجموعات أخرى، مثل «مونيتي» و«بارينتيسي» و«بولغري بولغري».

في مجموعتها الجديدة تلوّنت الأشكال الانسيابية المتموجة والأجسام المتحركة بدرجات دافئة من البرتقالي، جسَّدها المصور والمخرج جوليان فالون في فيلم سلط الضوء على انسيابية شبكات الذهب الأصفر ومرونتها، واستعان فيه براقصين محترفين عبّروا عن سلاستها وانسيابيتها بحركات تعكس اللفات اللولبية اللامتناهية لـ«توبوغاس».

بيد أن هذه التقنية لم تصبح كياناً مهماً لدى «بولغري» حتى السبعينات. فترة أخذت فيها هذه التقنية أشكالاً متعددة، ظهرت أيضاً في منتجات من الذهب الأصفر تُعبر عن الحرفية والفنية الإيطالية.

ظهرت تقنية «توبوغاس» في مجوهرات شملت أساور وساعات وعقوداً (بولغري)

لكن لم يكن هذا كافياً لتدخل المنافسة الفنية التي كانت على أشدّها في تلك الحقبة. استعملتها أيضاً في مجوهرات أخرى مثل «بارينتيسي»، الرمز الهندسي المستوحى من الأرصفة الرومانية. رصَّعتها بالأحجار الكريمة والألماس، وهو ما ظهر في عقد استخدمت فيه «التنزانيت» و«الروبيت» و«التورمالين الأخضر» مُحاطة بإطار من الأحجار الكريمة الصلبة بأشكال هندسية.

بعدها ظهرت هذه التقنية في ساعة «بولغري توبوغاس»، تتميز بسوار توبوغاس الأنبوبي المرن، ونقش الشعار المزدوج على علبة الساعة المصنوعة من الذهب الأصفر والمستوحى من النقوش الدائرية على النقود الرومانية القديمة. تمازُج الذهب الأصفر والأبيض والوردي، أضفى بريقه على الميناء المطلي باللكر الأسود ومؤشرات الساعة المصنوعة من الألماس.

من تقنية حصرية إلى أيقونة

تزينت بمجوهرات الدار نجمات عالميات فكل ما تقدمه يُعدّ من الأيقونات اللافتة (بولغري)

«بولغري» كشفت عن مجموعتها الجديدة ضمن مشروع «استوديو بولغري»، المنصة متعددة الأغراض التي تستضيف فيها مبدعين معاصرين لتقديم تصوراتهم لأيقوناتها، مثل «بي زيرو1» و«بولغري بولغري» و«بولغري توبوغاس». انطلق هذا المشروع لأول مرة في سيول في مارس (آذار) الماضي، ثم انتقل حديثاً إلى نيويورك؛ حيث تستكشف الرحلة الإرث الإبداعي الذي جسدته هذه المجموعة من خلال سلسلة من أعمال التعاون من وجهات نظر فنية متنوعة.

قوة هذه التقنية تكمن في تحويل المعدن النفيس إلى أسلاك لينة (بولغري)

بين الحداثة والتراث

قدّم الفنان متعدد المواهب، أنتوني توديسكو، الذي انضم إلى المنصة منذ محطتها الأولى ترجمته للأناقة الكلاسيكية بأسلوب امتزج فيه السريالي بالفن الرقمي، الأمر الذي خلق رؤية سردية بصرية تجسد التفاعل بين الحداثة والتراث. منح الخطوط المنسابة بُعداً ميتافيزيقياً، عززته التقنيات التي تتميز بها المجموعة وتحول فيه المعدن النفيس إلى أسلاك لينة.

تطورت هذه التقنية لتشمل قطعاً كثيرة من مجموعات أخرى (بولغري)

ساعده على إبراز فنيته وجمالية التصاميم، الفنان والمصمم الضوئي كريستوفر بودر، الذي حوَّل الحركة اللامتناهية وتدفق اللوالب الذهبية في «بولغري توبوغاس» إلى تجربة بصرية أطلق عليها تسمية «ذا ويف» أو الموجة، وهي عبارة عن منحوتة ضوئية حركية تتألف من 252 ضوءاً يتحرك على شكل أمواج لا نهاية لها، تتكسر وتتراجع في رقصة مستمرة للضوء والظل، لكنها كلها تصبُّ في نتيجة واحدة، وهي تلك المرونة والجمالية الانسيابية التي تتمتع بها المجموعة، وتعكس الثقافة الرومانية التي تشرَّبتها عبر السنين.