استطلاع: نظرة التونسيين إلى القادة السياسيين سلبية في الغالب

كشف عن تراجع شعبية حزب النهضة

استطلاع: نظرة التونسيين إلى القادة السياسيين سلبية في الغالب
TT

استطلاع: نظرة التونسيين إلى القادة السياسيين سلبية في الغالب

استطلاع: نظرة التونسيين إلى القادة السياسيين سلبية في الغالب

مع اقتراب موعد عقد الانتخابات البرلمانية، في وقت لاحق من الشهر الحالي، انخفض التأييد التونسي للديمقراطية بشكل كبير منذ الأيام الأولى لثورة الـ14 من يناير (كانون الثاني) أو «ثورة الياسمين»، حسبما أظهر استطلاع رأي جديد أجراه مركز بيو للأبحاث.
وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أن ما نسبته 48 في المائة فقط من التونسيين يؤيدون وجود حكومة ديمقراطية عن أي نوع آخر من الحكومات، وهو الأمر الذي يُعد تراجعا عن دراسة أجراها المركز في 2012، بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، حيث وصلت نسبة المؤيدين للديمقراطية في ذلك الوقت إلى 63 في المائة.
وارتفعت نسبة التأييد لوجود زعيم قوي من 37 في المائة إلى 59 في المائة، ورغم تراجع الثقة في قدرة الديمقراطية على تحقيق نتائج، فإن التونسيين لا يزالون يريدون ملامح رئيسة للنظام الديمقراطي، مثل القضاء العادل، والانتخابات التنافسية، وحق الاحتجاج، والمساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة.
وتُعد هذه الأرقام من بين النتائج الرئيسة للاستطلاع الأخير الذي أجراه المركز مع ألف مواطن، خلال مقابلات مباشرة في الفترة من 19 أبريل (نيسان) إلى 9 مايو (أيار) الماضيين.
وفي الجانب الاقتصادي، وصف 88 في المائة من المشاركين في الاستطلاع الوضع الاقتصادي في البلاد بأنه سيئ، بينما قالت نسبة 56 في المائة إنه سيئ للغاية.
وبالنسبة للأحزاب السياسية، كشفت نتائج الاستطلاع عن تراجع شعبية حزب النهضة الإسلامي المعتدل من 65 في المائة في 2012 إلى 31 في المائة.
وفيما يتعلق بالقادة السياسيين كانت النظرة إلى معظم القادة السياسيين في تونس سلبية في الغالب، ولم يحظَ بنظرة إيجابية نسبيا سوى رئيس الوزراء المؤقت السياسي المستقل مهدي جمعة، الذي حصل على تأييد 81 في المائة من التونسيين، مقابل 51 في المائة للباجي قائد السبسي رئيس الوزراء السابق زعيم حزب نداء تونس العلماني.
واختلطت الآراء بشأن المؤسسات التونسية، حيث حصلت مؤسستا الشرطة والجيش على درجات عالية، بينما تراجعت النظرة إلى النظام القضائي ورجال الدين والجمعية التأسيسية.
وبالنسبة لدور الإسلام، أعرب غالبية المشاركين في الاستطلاع عن اعتقادهم بضرورة أن يلعب الإسلام بعض الدور على الأقل في حكوماتهم.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».