تضارب معلومات حول إقالة العبادي 150 ضابطا في الجيش العراقي

أكثر من 130 قتيلا وجريحا في انفجارات ببغداد

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي
TT

تضارب معلومات حول إقالة العبادي 150 ضابطا في الجيش العراقي

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي

بينما لم يصدر نفي أو تأكيد من مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بشأن ما أشير إليه من أنباء عن إصداره أمرا بإقالة 150 ضابطا في الجيش العراقي، فقد عد سياسيون عراقيون أن هذه الأنباء مبالغ فيها.
وكانت مصادر وصفت نفسها بأنها مقربة من العبادي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة، أعلنت أن الأخير وقع أمرا ديوانيا بإقالة نحو 150 ضابطا في المؤسسة العسكرية العراقية، من بينهم الناطق باسم مكتب القائد العام الفريق قاسم عطا، وهو المكتب الذي أصدر العبادي أمرا بإلغائه، والناطق باسم وزارة الدفاع الفريق محمد العسكري، والفريق زهير الغرباوي مدير جهاز المخابرات.
وأشارت هذه المصادر إلى أن «هذه الحملة لإقالة هؤلاء الضباط تأتي في سياق الجهود التي يقوم بها العبادي لاجتثاث العناصر الفاسدة في مؤسسات الدولة».
وطبقا للمصادر ذاتها فإن من بين المشمولين 3 ضبّاط برتبة فريق و24 ضابطا برتبة لواء ولواء ركن. وكان العبادي أصدر - قبيل مغادرته العراق إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي رعاه الرئيس الأميركي باراك أوباما - قرارا بإحالة كل من الفريق أول عبود قنبر نائب رئيس الأركان، والفريق أول علي غيدان قائد القوات البرية، إلى التقاعد، بالإضافة إلى إلغائه في وقت سابق مكتب القائد العام للقوات المسلحة.
وفي وقت نفت فيه لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي صحة هذه الأنباء، أكد عضو البرلمان السابق وزعيم تحالف أوفياء للوطن عزة الشابندر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مثل هذه الأنباء مبالغ فيها إلى حد كبير»، مشيرا إلى أن «لدى العبادي توجهات إصلاحية في كل الميادين، ومن جملتها الميدان العسكري، لكنه مع صدور ما يؤكد ذلك رسميا فإن مثل هذه الأنباء تبقى مجرد تسريبات لا أكثر».
من جهته، ذكر عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية إسكندر وتوت، أن رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي لم يصدر أوامر بإقالة ضباط كبار.
وفي تصريح نقلته شبكة الإعلام العراقية شبه الرسمية قال وتوت إن «ظرف البلاد لا يسمح بهذا الإجراء في الوقت الحالي».
وأشار إلى أنه «ليس من مصلحة القوات الأمنية إقالة أعداد كبيرة من ضباطها، لا سيما أنها تحتاج إلى زيادة في مراتبها من أصحاب الخبرة العسكرية».
من جهة أخرى وعلى صلة بالجانب الأمني، قالت الشرطة العراقية ومصادر طبية إن 36 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 98 آخرون خلال هجمات بـ4 سيارات ملغومة وهجوم بقذائف المورتر وقعت خلال ساعتين على مناطق شيعية في العاصمة العراقية بغداد أمس، حسبما نقلت رويترز.
وفجر مهاجم انتحاري سيارة ملغومة في نقطة تفتيش تابعة للجيش بالقرب من مطعم في منطقة الطالبية بشمال بغداد الساعة 30.‏2 ظهرا مما أدى إلى مقتل 9 أشخاص. وبعد 45 دقيقة انفجرت سيارتان ملغومتان في غرب بغداد، مما أدى إلى مقتل 16 شخصا وإصابة 35.
وبعد دقائق انفجرت 5 قذائف مورتر في حي الشعلة الشيعي، مما أدى إلى مقتل 5 وإصابة 21 آخرين، ثم انفجرت سيارة ملغومة أخرى في حي الحرية القريب فقتلت 6 أشخاص وأصابت 14 آخرين.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.