قصص سعودية تتجسد بصرياً بمنحوتات ورسوم تشكيلية

يمثل الفن التشكيلي ذاكرة بصرية بإبداعات متنوعة الاتجاهات والأساليب، تتعدّد مصادره ويستلهم من التراث والبيئة والطبيعة وأفكار المجتمع والموروث الحضاري.
وفي أوائل السبعينات والثمانينات بدأت البوادر لظهور الحركة الثقافة للفن التشكيلي في السعودية، حيث أقيم أول معرض للفن التشكيلي في المملكة، كان في عهد الملك سعود وبيعت أول لوحة فنية سعودية للفنان السعودي محمد السليم. وفي عام 1990 أو 1991 أنشئت صالة «روشان» في جدة، وصالة «رضا غاليري».
وعلى مر السنين ظهر الكثير من أنواع الفن التشكيلي على أيادي فنانين سعوديين ساهموا بإبداعاتهم في إثراء الحركة الفنية السعودية؛ وتعيش المملكة حركة ثقافية هائلة لدعم ثراء المشهد الإبداعي ونشر الوعي الثقافي وإتاحة الفرص للشباب الفنانين. منطلقات الماضي تستمر اليوم، مع إطلاق وزارة الثقافة المعرض الفني «من الداخل» المقام حالياً في محافظة الدرعية ضمن فعاليات موسم الدرعية، ويأتي المعرض ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة أحد برامج تحقيق «رؤية 2030» لإنشاء منطقة فنية بالدرعية.
وتلفت في معرض «من الداخل» لوحات عصرية بامتياز، تتطلب منك الدوران حولها، وتأملها لكي تستطيع تكوين فكرة واضحة عن معانيها، ومن تلك الأعمال تشكيل فني للفنانة هدى جبلاوي التي نفذت عملا فنيا بصورة كتاب بعنوان «من الشرفة» يحكي رواشين المنطقة الغربية وبالتحديد المدينة المنورة وعن ارتباط المرأة بالمجتمع الخارجي، حيث استخدمت الطباعة الشمسية ليسهل وصول المعنى.
وقالت هدى جبلاوي لـ«الشرق الأوسط»، تعرفت على فن الكتاب والتعبير عن الرؤية الفنية من خلال دراستي الماجستير في الولايات المتحدة، حيث اعتاد المتلقي على رؤية العمل الفني على لوحة تشكيلية أو منحوتة فنية، ففكرة تنفيذ عمل من الشرفة جاءت مختلفة لتتيح للمتلقي فرصة التفاعل وسهولة فهم المعنى.
المعماري جواد القويز المتخصص في الهندسة المعمارية يشير عمله رؤى منسوجة إلى تنوع العمارة في المملكة والمعالم التاريخية السعودية الشهيرة مثل قصر المصمك ومنارة جامع عمر بن الخطاب وقصر البنت في مدائن صالح، وركزت أعماله على القواعد الأساسية للهندسة والزخارف الإسلامية.
واستوحت موضوعات الأعمال الفنية المعروضة عمل الفنان فلاوندرلي الذي جسد رؤية تخيلية للمستقبل عبر الصوت، ومع عمل دنيا الشطيري «مهد الحضارة» نكتشف التغيرات الحاصلة لموجات وتيارات الوعي المتتابعة والنابضة بالحياة في المجتمع، وأثرها على التطور الحضاري.
ويعرض المعرض مجموعة من اللوحات الفنية والرسومات والمنحوتات والفيديوهات والأعمال التركيبة التي تشكل قصصا بصرية تميل إلى العلمية، وتأخذ زائرها إلى عالم فني تجدده مواهب شابة ثارت على كلاسيكية الجذور، لتضعها في قالب حديث غير مستهلك.