رئيس الحكومة المغربية: لا نعيش تراجعاً حقوقياً

TT

رئيس الحكومة المغربية: لا نعيش تراجعاً حقوقياً

قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن بلاده شهدت خلال الفترة الممتدة من أول يناير (كانون الثاني) حتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي، تنظيم 48 ألف شكل احتجاجي بمختلف مناطق ومحافظات المملكة، شارك فيه نحو 5 ملايين و160 ألف مواطن، مؤكداً أن بلاده «لا تعيش تراجعاً على مستوى حقوق الإنسان».
وأضاف العثماني في جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، أمس، حول السياسة العمومية في مجال حقوق الإنسان، أن المملكة سجلت تنظيم ما بين 25 و30 وقفة احتجاجية كل يوم في مختلف التراب الوطني.
كما أفاد العثماني بأن الفترة ذاتها شهدت فض 941 شكلاً احتجاجياً، شارك فيه «130 ألف شخص، وذلك بعدما تبين للسلطات أن هناك أسباباً لفض تلك الاحتجاجات، وهو ما يمثل أقل من 2 في المائة من معدل الاحتجاجات».
وأعرب رئيس الحكومة عن أمله في إخراج القانون الجنائي الموجود بالبرلمان في أقرب وقت ممكن، مؤكداً أن مراجعة القانون الجنائي «سيساهم في تعزيز محاربة الفساد، ومتابعة المفسدين بسبب المقتضيات التي وردت فيه»، مشيراً إلى أن المشروع يتضمن «تجريم الإثراء غير المشروع».
وبشأن الحق في تأسيس الجمعيات، أوضح العثماني أن هناك «اختلالات وتجاوزات، وهناك ضمان الحق في تأسيس الجمعيات، وهذا شيء مهم جداً، وقد تزايد عدد الجمعيات من 130 ألف جمعية في 2016 إلى أزيد من 209 آلاف جمعية خلال 2019»، مشدداً على أن السلطات العمومية تحرص على احترام القانون.
وزاد العثماني مبيناً أن المقتضيات القانونية «واضحة في هذا المجال، ونحرص جميعاً على احترامها»، مشيراً إلى أنه في حالة «عدم تسليم وصل الإيداع القانوني في أجل ستين يوماً بعد إيداع ملفها القانوني لدى السلطات، فإنه يجوز للجمعية أن تمارس نشاطها وفق الأهداف المسطرة».
ومضى رئيس الحكومة موضحاً أن «القانون يحمي المؤسسين. صحيح نتلقى شكاوى بعدم تسلم الوصل النهائي من قبل الجمعيات»، وأضاف موضحاً: «نعترف بأن هناك إشكالات في مجال تطبيق القانون واحترام حقوق الإنسان، لكن ليس هناك تراجعات لأن الترسانة القانونية، التي نملكها، لا تسمح بوقوع تراجعات»، حسب تعبيره.
وانتقدت الفرق البرلمانية بمجلس المستشارين الحكومة في عدد من القضايا والملفات الحقوقية، حيث اعتبر المستشار النعم ميارة، المنتمي إلى حزب الاستقلال المعارض، أن 95 في المائة من المغاربة، الذين يشاركون في الاحتجاجات، يطالبون بـ«الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي فشلت الحكومة في توفيرها».
كما انتقد ميارة تعاطي الحكومة مع المهاجرين الأفارقة، وترحيلهم من مدن شمال المملكة إلى الجنوب، معتبراً أن هذه الممارسات تتناقض مع توجهات الدولة في سياسة الهجرة.
من جانبه، دعا فريق حزب العدالة والتنمية إلى فتح تحقيق جدي في مزاعم التعذيب، التي تعرض لها معتقلو حراك الريف؛ إذ قال المستشار عبد الإله الحلوطي: «نطالب بالتحقيق في مزاعم تعرض معتقلي حراك الريف للتعذيب، وأن يسير التحقيق إلى أبعد مدى».
وأضاف الحلوطي: «نطالب الجميع بتحمل مسؤوليته في الملف من أجل إيجاد حل نهائي يطوي الموضوع»، معبراً عن إشادته بالعفو الملكي عن عدد من معتقلي الحراك، والصحافية هاجر الريسوني، ومن معها في الملف.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».