فرنسا تحث لبنان على تشكيل حكومة «بسرعة»

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان  (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان (أ.ف.ب)
TT

فرنسا تحث لبنان على تشكيل حكومة «بسرعة»

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان  (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان (أ.ف.ب)

حث وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اللبنانيين اليوم (الثلاثاء) على تشكيل حكومة جديدة بسرعة أو المخاطرة بتفاقم الأزمة المالية لتهدد استقرار البلاد، وفقاً لوكالة «رويترز».
وقال لودريان في مؤتمر صحافي: «عليهم أن يشكلوا حكومة بسرعة لأن أي تأخير سيؤدي لاستمرار تفاقم الوضع».
وبعد مرور ستة أسابيع على استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري إثر احتجاجات مناوئة للنخبة الحاكمة، تثير الأزمة المالية مخاوف متعلقة باستقرار لبنان في ظل فرض البنوك قيودا على حركة رأس المال وشح الدولار وفقد الليرة اللبنانية ثلث قيمتها في السوق السوداء.
وتستضيف فرنسا غدا (الأربعاء) اجتماعا لمجموعة الدعم الدولية للبنان التي تضم مانحين من الدول الخليجية العربية مثل السعودية وقوى أوروبية كبيرة والولايات المتحدة.
وغادر القاهرة اليوم السفير حسام زكي الأمين العام المساعد رئيس مكتب أمين عام جامعة الدول العربية متوجها على رأس وفد إلى باريس، في زيارة تستمر عدة أيام. ويشارك الوفد خلال الزيارة في فعاليات اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وصرحت مصادر مطلعة كانت في وداع الوفد بأنه «سيعرض رؤية الجامعة العربية بشأن دعم لبنان، خاصة في المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد، إلى جانب عرض رؤية الجامعة بشأن الملفات المطروحة على الاجتماع، وتحديد الشروط اللازمة والإصلاحات الضرورية التي يتعين على السلطات اللبنانية اتخاذها للخروج من الوضع الحالي وتشكيل الحكومة اللبنانية بأسرع وقت».
وكان الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أبدى ارتياحه لانعقاد اجتماع مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان في باريس، متمنيا أن تسفر عنه نتائج عملية.
وأعرب عون عن شكره لفرنسا لمبادرتها بالدعوة للاجتماع بالتنسيق مع الأمم المتحدة.



بن مبارك يعد بمعالجة أوضاع المعلمين المحتجين و«يتفهم» مطالبهم

المعلمون اليمنيون في تعز يطالبون بإعادة النظر في هيكل الأجور (إعلام محلي)
المعلمون اليمنيون في تعز يطالبون بإعادة النظر في هيكل الأجور (إعلام محلي)
TT

بن مبارك يعد بمعالجة أوضاع المعلمين المحتجين و«يتفهم» مطالبهم

المعلمون اليمنيون في تعز يطالبون بإعادة النظر في هيكل الأجور (إعلام محلي)
المعلمون اليمنيون في تعز يطالبون بإعادة النظر في هيكل الأجور (إعلام محلي)

أعلن المعلمون اليمنيون في محافظة تعز (جنوبي غرب) تصعيد احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الرواتب، في حين تعهد رئيس مجلس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك معالجة الأوضاع، وأعلن تفهُّم تلك الاحتجاجات، ووصفها بأنها واحدة من القيم والمكتسبات الوطنية النبيلة، معيداً التذكير بالقمع الذي يمارسه الحوثيون على المعلمين في مناطق سيطرتهم وإجبارهم على العمل من دون مرتبات منذ أعوام عدة.

في هذا السياق، دعت التشكيلات الممثِّلة للمعلمين النقابات المهنية في قطاعات الكهرباء والمياه والمهن الطبية والمهندسين للمشاركة في الاحتجاجات المتواصلة، ومساندة إضراب المعلمين عن العمل، وهو الإضراب الذي سيدخل شهره الثاني، حيث يطالبون بوضع حد لانهيار سعر العملة المحلية، وإعادة النظر في هيكل الأجور وتسليم الرواتب المتأخرة والعلاوات والتأمين الصحي وبقية الحقوق المشروعة وسرعة معالجة الوضع الاقتصادي.

ودفع تصعيد المعلمين رئيس مجلس الوزراء أحمد عوض بن مبارك إلى التوجيه باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحسين أوضاع المعلمين والمعلمات، ومن ذلك أولوية صرف رواتب المعلمين في موعدها كل شهر، واعتماد الزيادات المناسبة في رواتب المعلمين، واعتماد الحقوق والعلاوات المستحقة إلى ميزانية عام 2025.

رئيس الحكومة اليمنية تَعَهَّدَ بإنشاء صندوق لدعم المعلمين (إعلام حكومي)

وأكد بن مبارك على معالجة الازدواج الوظيفي الحاصل، والغيابات في التربية والتعليم، ومناقشة سبل توحيد تدخلات السلطات المحلية بما يسهم في دعم رواتب المعلمين في القطاع العام بصورة متسقة، وتوفير الخدمات الطبية والتعليمية المجانية للمعلمين وأسرهم في المستشفيات والمؤسسات التعليمية الحكومية.

ونقلت المصادر الرسمية عن رئيس الحكومة قوله إن راتب المعلم سيُصْرف قبل رواتب أعضاء الحكومة، مع التعهد أن تتخذ الحكومة خلال الأيام المقبلة المعالجات المناسبة لإنصاف المعلمين.

تقدير للمعلمين

عبَّر بن مبارك عن فخر واعتزاز الحكومة وتقديرها ومتابعتها لنضالات المعلمين والمعلمات وكل موظفي الدولة الذين قال إنهم يخوضون معارك الوعي والثبات رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها، وكل التحديات الاقتصادية العصيبة التي يمر بها الوطن جراء انقلاب الجماعة الحوثية، واستمرار الحرب التي أشعلتها، والتي لم تتوقف عند المعركة العسكرية، بل طالت الاقتصاد والمعيشة اليومية للمواطن اليمني في كل ربوع اليمن.

ووفق ما ذكره رئيس الحكومة اليمنية، فإنه يسعى مع الأشقاء والأصدقاء إلى دعم الحكومة لاتخاذ تدابير ومعالجات لتحسين أوضاع المعلمين وتأمين معيشتهم. ورأى أن الاحتجاجات الحالية للمعلمين والمعلمات في بعض المحافظات من أجل المطالب العادلة «هي واحدة من القيم والمكتسبات الوطنية النبيلة»، في الوقت الذي تواصل فيه الميليشيات الانقلابية المدعومة إيرانياً قطع رواتب الموظفين، «وتمارس جرائم في حق التعليم والمعلمين في نطاق سيطرتها».

وأبدى رئيس الوزراء اليمني تفهُّمه للمطالب الحقوقية العادلة للمعلمين والمعلمات، وقال إنه ليس بعيداً عن همومهم، لكنه نبَّه إلى ما سماها «العواقب الوخيمة» لتوقُّف العملية التعليمية أو تراجُعها، ونتائجها المدمرة في ارتفاع نسبة تسرب الفتيان والفتيات من المدارس، وبالتالي زيادة التشرد والانحراف والالتحاق بالميليشيات والجماعات المتطرفة، وهو تحدٍّ مشترك يواجه الحكومة والمجتمع الإقليمي والدولي، كونه من أبرز التحديات التي تعزز من تقويض فرص السلام والاستقرار في اليمن.

وأعاد رئيس الوزراء اليمني التذكير بما سببه انقلاب الجماعة الحوثية «من تجويع وإفقار للشعب اليمني في مناطق سيطرتها، وكذا في استهداف المنشآت الاقتصادية الحيوية للحكومة الشرعية، بغرض تقويض عملية السلام والاستقرار في البلاد».

مشروع تخريبي

قال رئيس الحكومة اليمنية إن زيادة التحاق الشبان بالميليشيات الحوثية هي واحدة من نتائج المشروع «الانقلابي» في تجويع الناس، ونهب رواتب المعلمين والموظفين، لزيادة التسرب من المدارس، وهي من أبرز تجليات المشروع الإيراني التخريبي في اليمن والمنطقة. وأثنى على تضحيات المعلمين والمعلمات خلال سنوات الحرب من خلال صمودهم الكبير والمستمر رغم كل العواصف والتحديات.

وجدد بن مبارك التأكيد على أن التعليم هو المعركة الوطنية الأولى، وحجر الزاوية للوعي والتنمية وهزيمة ما وصفه بـ«المشروع الظلامي الكهنوتي الحوثي». وذكر أن توجيهاته لن تقتصر على تحسين أوضاع المعلمين مؤقتاً، بل باعتماد سياسات مستدامة لدعم التعليم تشكل ضمانات حقيقية لاستقرار العملية التعليمية وتطويرها.

توقف تصدير النفط بسبب الهجمات الحوثية أفقد الحكومة اليمنية أهم مواردها (إعلام محلي)

ووعد رئيس الوزراء اليمني بإنشاء صندوق التعليم اليمني العام، وتخصيص موارد مستدامة لهذا الصندوق للوفاء باستحقاقات المعلمين ومعيشتهم واحتياجاتهم، ودعم التعليم بشكل عام وفق آليات شفافة ونزيهة، والسعي مع القطاع الخاص والمانحين إلى المشاركة الفاعلة في دعم هذا الصندوق.

وأوضح بن مبارك أن الشرعية عندما رفعت شعار أن المعركة مع الحوثيين هي معركة وعي، كانت تدرك ما تقول، مؤكداً أن المعلم في صدارة هذه المعركة، ومن حقه ألا ينشغل بغير غرفة الصف وتعليم الأجيال، رغم التحديات الكبيرة.

ونبه رئيس الحكومة اليمنية إلى أن المشروع «الانقلابي الحوثي» يحارب المواطن في كل شيء، بما في ذلك تصدير النفط الذي كانت الحكومة تغطي به رواتب المعلمين، وتؤمِّن فيه استقرار العملة، لكنه عاد وأكد أن ذلك لا يعفي الحكومة بأي حال من الأحوال من الوفاء بالتزاماتها تجاه المعلم والموظف والمواطن.