دودة تبشر بعلاج محتمل للشلل الرعاش

دودة تبشر بعلاج محتمل للشلل الرعاش
TT

دودة تبشر بعلاج محتمل للشلل الرعاش

دودة تبشر بعلاج محتمل للشلل الرعاش

توصل فريق بحثي مشترك بين جامعتي موناش الأسترالية وكامبردج البريطانية إلى مسؤولية الحمض النووي الريبوزي الميكروي أو الذي يعرف باسم «ميكرو رنا»، عن تنظيم عملية «البلعمة الذاتية»، والتي يؤدي أي خلل فيها إلى تراكم البروتينات السامة في الجسم، والمسؤولة عن الإصابة بمرض الشلل الرعاش و«هنتنغتون» (مرض يسبب انهياراً تدريجياً للخلايا العصبية بالدماغ).
والبلعمة الذاتية، كما يبدو من اسمها، هي عملية حيوية تتم في الجسم، ومن خلالها يتخلص الجسم من الخلايا التالفة ويعيد تدويرها، وهي ضرورية لإزالة البروتينات السامة من الخلايا، وساعد اكتشاف أن عملية تنظيمها تتم من خلال الـ«ميكرو رنا» الفريق البحثي على استخدام الدودة المعروفة باسم «الربداء الرشيقة» لإجراء تجارب قد تساعد في الوصول لعلاج محتمل للأمراض التي تحدث بسبب الخلل في هذه العملية.
واكتشفت الـ«ميكرو رنا» لأول مرة في هذه الدودة التي تعيش معيشة حُرة غير متطفلة على الكائنات الحية في بيئة التربة الرطبة، وتبلغ فترة معيشتها من ثلاث إلى أربع أسابيع تقريباً، ويبلغ عدد جيناتها نحو 19 ألف جين تقريباً، ثم لاحقاً اكتشفت عند الإنسان، وهي عبارة عن جزيئات صغيرة من الحمض النووي الريبوزي غير المرمز، ويعتقد أنها تشكل من 1 - 5 في المائة من الجينوم البشري وتنظم 30 في المائة من الجينات المعبرة عن البروتين.
وخلال الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية «إي - لايف»، وجد الباحثون أن الـ«ميكرو رنا» تحمي من البروتينات السامة من خلال التحكم في التعبير عن بروتين يسمىTBC - 7»» في الدودة، وهو البروتين الذي ينظم عملية «البلعمة الذاتية».
وتوصل الباحثون لذلك عندما قاموا بحذف الـ«ميكرو رنا» من الدودة، ونظروا إلى تأثير ذلك، فوجدوا أن هناك المزيد من التجميع للبروتينات السامة المسؤولة عن مرضى الشلل الرعاش وهنتنغتون، وهو ما يعني أنه كان مهماً لإزالة هذه البروتينات السامة.
ثم أجرى الباحثون تجارباً على خلايا بشرية أظهرت أن الـ«ميكرو رنا» ينظم مساراً ذا صلة للسيطرة على البلعمة الذاتية عند البشر، ووجدوا أنه عندما يتم تزويد الخلايا البشرية بجزيء يسمى «الإنترفيرون ب» يتم تنظيم مساره، مما يكشف عن طريقة محتملة للعلاج.
ويقول د.روجر بوكوك، الباحث الرئيسي بالدراسة من جامعة موناش في تقرير نشره أول من أمس موقع الجامعة: «قمنا بتسجيل النتائج التي توصلنا لها في براءة اختراع، ونحن الآن في مناقشات مع شركات الأدوية حول كيفية ترجمة هذه النتائج لدواء، حيث يتعين إجراء مزيد من الاختبارات في النماذج قبل السريرية لمرضى الشلل الرعاش».



الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».