لا شروط في ترافع المحاميات أمام القضاة في السعودية

«مدير مشروع تطوير القضاء» أكد تضمن المدونة الفقهية 1500 حكم

مراجعون أمام المحكمة العامة في الرياض (تصوير: خالد الخميس)
مراجعون أمام المحكمة العامة في الرياض (تصوير: خالد الخميس)
TT

لا شروط في ترافع المحاميات أمام القضاة في السعودية

مراجعون أمام المحكمة العامة في الرياض (تصوير: خالد الخميس)
مراجعون أمام المحكمة العامة في الرياض (تصوير: خالد الخميس)

أكد المهندس ماجد العدوان مدير مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير مرفق القضاء في السعودية لـ«الشرق الأوسط»، أن «المحاميات اللاتي جرى الترخيص لهن حديثا، سيمارسن أعمالهن في المرافعة داخل المجلس القضائي وأمام القاضي شأنهن شأن الرجال، ولن تكون هناك اشتراطات تمنعهن من ذلك».
وقال إن 20 مجلدا من المدونة الفقهية ستصدر ستجمع 1500 حكم، ستكون مسايرة للأنظمة والتشريعات القضائية الجديدة، لافتا إلى تضمن المدونة الأحكام الصادرة على غير المسلمين.
وأشار العدوان إلى مرونة برامج التطوير التي تتخذها وزارة العدل، وقال إنها لا تواجه حرجا في تقبل القضاة الذين اعتادوا التعامل الورقي. وأضاف: «إنه من غير الموضوعي ألا يلمس المراقبون التطور الذي شهدته البيئة القضائية خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أدى إلى أن تتبوأ السعودية مركزا متقدما حول التميز في إدارة المحاكم الإلكترونية».
وأوضح مدير مشروع الملك عبد الله لتطوير القضاء بأنه لا توجد أي خلافات بين وزارة العدل السعودية والمحامين بشأن التشريعات الجديدة، وأضاف إن القانونيين طلبوا عقد لقاء مع مسؤولي الوزارة، وهو ما جرى تلبيته مباشرة في حضور كبار المسؤولين على مستوى الوكلاء في تخصصات المصالحة والتنفيذ والمتابعة، لافتا إلى أن اللقاء أفضى إلى نقاشات مهمة للطرفين، وأخذت الوزارة بالنقد البناء على محمل الجد، ولم تهتم بغير المثمر.
وأشار العدوان إلى أن برامج التطوير لا تواجه حرجا في عدم تقبل القضاة الذين تعودوا على التعامل الورقي، وعدم امتلاكهم مهارات التعامل الإلكتروني، مبينا أن كاتب الضبط المحاذي للقاضي هو من يتولى هذه المهمة من خلال طبع الصكوك والأحكام وأوراق الدعاوى، وأضاف أنه من غير الموضوعي ألا يلمس المراقبون التطور الذي شهدته البيئة القضائية خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أدى إلى أن تتبوأ السعودية مركزا متقدما حول التميز في إدارة المحاكم الإلكترونية، بفضل برامج عدة أهمها تدريب أكثر من 20 ألف موظف على استخدام التقنية.
وفي سياق آخر، ذكر المحامي حمود الناجم أن ما نفذته وزارة العدل في ظل التنظيم الجديد، ومشروع الملك عبد الله لتطوير مرفق القضاء، حقق نجاحات جيدة ومباشرة، مؤكدا أن كل من يقترب من العمل القضائي ويتعايش معه، يرى تلك النقلة والتغيير خصوصا في المجال الإلكتروني، وهو ما يمثل نفعا مباشرا وملموسا لكل المرتادين للقضاء سواء من المتخاصمين أو بقية المستفيدين.
ولفت إلى أن وزارة العدل أصدرت للمحاكم تعليمات تركز في مجملها على تفعيل نظام المحاماة، وتمكين المحامي من مباشرة القضية التي يترافع فيها وفق ما قضى به النظام، مبينا أن ذلك أدى لاستجابة العاملين في أروقة المحاكم، وأصبح التعاون والتجاوب حقيقة ملموسة، مشددا على أن المحامي الذي يترافع بصدق هو عون للقاضي، ويسهل عليه فهم القضية واختصارها، الأمر الذي يسرع من سير الدعوى والنطق في حكمها.
وفي الوقت الذي يشهد فيه مجلس الشورى السعودي اليوم، مناقشة تقرير عن أداء وزارة العدل خلال العام الماضي، برزت في الآونة الأخيرة، حالة من التباين في الرؤى بين المحامين ووزارة العدل، حول رفع «العدل» أمام المحكمة الجزائية دعاوى ضد محامين تجاوزوا مفهوم «الحرية» إلى الإساءة وفق وصفها لدى تغريدهم في شبكات الإعلام الجديد، فيما رأت قطاعات في العمل القانوني أن تلك الممارسات تهدف للتضييق والإقصاء.
من جهة أخرى، رأى المحامي محمد الجذلاني أن الساحة القضائية تعاني حاليا من حالة ارتباك بسبب توقيت صدور الأنظمة الجديدة، والبطء في تنفيذها وتعليقها، ومن بين ذلك نظام المرافعات الشرعية، مؤكدا أنه لا يملك رؤية واضحة لتقييم العملية القضائية في الوقت الراهن، وأن ذلك مرهون بمدة زمنية لن تقل عن عامين، بعد اكتمال البنية التشريعية المتطورة.
ويرى الجذلاني أن كتاب الضبط العاملين مع القضاة يحتاجون مزيدا من التأهيل، وشدد على ضرورة الاستعانة بأعوان متخصصين في صياغة الدعوى بطريقة مهنية، وأضاف في سياق آخر أن أهم متطلبات المحامين تتركز حول زيادة عدد القضاة في المحاكم الكبرى، وتقليص المدة الزمنية التي تفصل بين الجلسات، إضافة إلى الحد من ضياع المعاملات داخل الدوائر القضائية بسبب إهمال العاملين هناك.
أمام ذلك، ارتفع عدد مستخدمي البريد الإلكتروني من منسوبي وزارة العدل السعودية في عام 2013 إلى 21 ألفا من العاملين الجهاز، البالغ عددهم 24 ألف موظف، وقفز عدد القضاة الذين يستخدمون الإنترنت إلى 1087 قاضيا بعد أن كان عددهم لا يتجاوز 215 قاضيا قبل خمس سنوات، ونشرت «الشرق الأوسط» تقريرا منتصف العام الماضي استعرض إحصائية للوزارة، أظهرت أن عدد من يمتلكون حسابا إلكترونيا لتبادل الرسائل لم يكن يتجاوز في عام 2008 سبعين موظفا، غالبيتهم من المنتسبين لإدارة الإعلام في الوزارة الذين يبعثون برسائل إخبارية للصحف.
في حين ارتفعت أهمية التطورات الجديدة من خلال إقناع أكثر من 1087 قاضيا بالتعامل مع التقنية، في ظل توجه الدولة نحو التحول لنظام الحكومة الإلكترونية في التعاملات واستبدال الورق بها، بعد أن كان ذلك مقتصرا على 215 قاضيا قبل خمس سنوات، وهو ما يكفل تحقيق أعلى درجات الشفافية والنزاهة في الأداء والتقليص من نسبة الدعاوى المتأخر حسمها.
وأسفرت نتائج أعمال مشروع الملك عبد الله لتطوير القضاء ووزارة العدل عن معدلات قياسية في الإنتاجية الإلكترونية، بلغت 560 ألف صك و230 ألف قرار، في الوقت الذي وصل فيه عدد المحاكم التي دخلتها التقنية إلى 164 محكمة، سجلت 13 مليون وكالة إلكترونية، ويعمل المشروع على إنجاز محاور إصلاح القطاع القضائي والبيئة العدلية بعد إطلاق نظام التنفيذ والمتعلق باختصار مدة وإجراءات التقاضي وزيادة وتطوير أعوان القضاة وإنهاء الأرشفة الإلكترونية في المحاكم.
يشار إلى أن مشروع الملك عبد الله لتطوير القضاء، خصصت له سبعة مليارات ريال، وانطلق في يونيو (حزيران) 2009، وشمل النظام الجديد، بحسب النص، إنشاء محكمة عليا تنتقل إليها اختصاصات مجلس القضاء الأعلى المتمثلة في مراقبة سلامة تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وما يصدره ولي الأمر من أنظمة لا تتعارض معها، ومراجعة الأحكام والقرارات التي تصدرها أو تؤيدها محاكم الاستئناف بالقتل وغيرها من القضايا المهمة».
وتندرج تحت المحكمة العليا محاكم الدرجة الأولى، وتنقسم إلى محاكم عامة وجزائية وتجارية وعمالية ومحكمة للأحوال الشخصية. يعقبها تدرج محاكم الاستئناف التي تتولى النظر في الأحكام القابلة للاستئناف الصادرة من محاكم الدرجة الأولى، وتحكم بعد سماع أقوال الخصوم وفق الإجراءات المقررة في نظام المرافعات الشرعية، ونظام الإجراءات الجزائية.
وفي أغسطس (آب) الماضي، تم إنشاء خمسة أقسام بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وهي قسم القضاء التجاري، وقسم القضاء الجزائي، وقسم قضاء الأحوال الشخصية، وقسم القضاء العمالي، وقسم القضاء الإداري.
وكان مجلس الوزراء السعودي أعلن الشهر الماضي موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على ثلاثة أنظمة مهمة، وهي نظام المرافعات الشرعية، ونظام المرافعات أمام ديوان المظالم، ونظام الإجراءات الجزائية.
وبعد صدور نظام الترافع أمام ديوان المظالم، اكتمل استقلال القضاء الإداري في السعودية بنظام خاص لإجراءات التقاضي أمامه، كما اكتملت بعد صدور المراسيم الملكية للأنظمة، اكتمال الشق التشريعي لمشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير مرفق القضاء.
وقال الدكتور عيسى الغيث المستشار القضائي وعضو مجلس الشورى السعودي لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق عن أبرز الفروق الجوهرية التي سيسنها نظام المرافعات الشرعية، بعد نفاذه من ناحية اختصاص المحاكم التابعة لوزارة العدل، ونظام المرافعات أمام ديوان المظالم، حيث سيقتصر ديوان المظالم على المحاكم الإدارية فقط وسيكون العمل فيها وفقا لنظام «المرافعات أمام ديوان المظالم»، وستصبح الدوائر التجارية والجزائية محاكم منفصلة عن ديوان المظالم وتابعة لوزارة العدل.
وأوضح أن المحاكم العامة بعد تغير مسماها سابقا من محكمة كبرى إلى محكمة عامة ستبقى على هذا الاسم ولكن سيتغير اختصاصها حيث ستختص في القضايا المالية والعقارية، والإنهائية والتنفيذية، بالإضافة للدوائر المرورية، وسينزع منها الاختصاص في قضايا الأحوال الشخصية، وقضايا الإتلاف كالقتل والرجم والقطع والقصاص وهي القضايا التي فيها إتلاف للنفس وما دونها. وأضاف الغيث أنه سيسند إلى المحكمة الجزئية بعد تغير مسماها إلى «جزائية» النظر في قضايا التعزير التي كانت مختصة بها سابقا، إضافة لقضايا الإتلاف المنقول اختصاصها من المحاكم العامة عبر قضاء مشترك من ثلاثة قضاة لكل دائرة، والقضايا الجزائية التي كانت مسندة إلى ديوان المظالم مثل قضايا الرشوة والتزوير والأسلحة وغيرها، موضحا أنه ستنشأ محاكم للأحوال الشخصية مستقلة عن المحكمة العامة تنظر في قضايا الطلاق والخلع والحضانة والنفقة وغير ذلك من قضايا الأسرة. وزاد الغيث أنه سيتم وضع دوائر في المحاكم العامة تختص بالنظر في قضايا الأحوال الشخصية في المناطق التي لم تنشأ فيها حتى الآن محكمة للأحوال الشخصية كجهة مستقلة، فيما ستفصل الدوائر التجارية المفعلة منذ 20 عاما عن ديوان المظالم وستضم إلى وزارة العدل بكافة قضاتها وموظفيها ومقراتها تحت اسم المحاكم التجارية، بجانب إنشاء محاكم جديدة تابعة لوزارة العدل تسمى بالمحاكم العمالية تختص بقضايا العمال ومنفصلة عن وزارة العمل، حيث ستحل محل اللجان العمالية الابتدائية والاستئنافية بقضاة شرعيين متخصصين.



سفير الإمارات يقدّم أوراق اعتماده للرئيس السوري في دمشق

الرئيس السوري يتسلم أوراق السفير الإماراتي الحبسي بحضور أسعد الشيباني وزير الخارجية (وام)
الرئيس السوري يتسلم أوراق السفير الإماراتي الحبسي بحضور أسعد الشيباني وزير الخارجية (وام)
TT

سفير الإمارات يقدّم أوراق اعتماده للرئيس السوري في دمشق

الرئيس السوري يتسلم أوراق السفير الإماراتي الحبسي بحضور أسعد الشيباني وزير الخارجية (وام)
الرئيس السوري يتسلم أوراق السفير الإماراتي الحبسي بحضور أسعد الشيباني وزير الخارجية (وام)

عيّنت الإمارات حمد الحبسي سفيراً ومفوضاً فوق العادة للبلاد لدى سوريا، الذي قدّم أوراق اعتماده إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال مراسم رسمية أُقيمت في قصر الشعب بدمشق.

وشهد اللقاء استعراض فرص التعاون بين الإمارات وسوريا، وبحث سبل تطويرها بما يحقق مصالح وطموحات البلدين والشعبين وفقاً للمعلومات الصادرة.

وحسب وكالة أبناء الإمارات «وام»، نقل السفير الإماراتي إلى الرئيس السوري تحيات قيادة دولة الإمارات لسوريا وشعبها مزيداً من التقدم والازدهار.

بدوره، حمّل الشرع السفير تحياته إلى قيادة دولة الإمارات، وتمنياته للدولة بمزيد من النماء والتطور، معرباً عن ثقته بدور السفير في الدفع بالعلاقات الثنائية وتعزيزها في المجالات المشتركة. كما تمنى له التوفيق في مهامه، مؤكداً استعداد بلاده لتقديم التسهيلات والدعم اللازمين لتيسير عمله.

من جانبه، أعرب الحبسي عن اعتزازه بتمثيل دولة الإمارات لدى سوريا، مؤكداً حرصه على توطيد العلاقات الثنائية وتفعيلها في مختلف المجالات، بما يعزز الروابط الأخوية بين البلدين.


تأكيد سعودي على النهج الراسخ في مكافحة كل صور الفساد

رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية شارك في المؤتمر السنوي للرابطة الدولية وأعمال اجتماع اللجنة التنفيذية (نزاهة)
رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية شارك في المؤتمر السنوي للرابطة الدولية وأعمال اجتماع اللجنة التنفيذية (نزاهة)
TT

تأكيد سعودي على النهج الراسخ في مكافحة كل صور الفساد

رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية شارك في المؤتمر السنوي للرابطة الدولية وأعمال اجتماع اللجنة التنفيذية (نزاهة)
رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية شارك في المؤتمر السنوي للرابطة الدولية وأعمال اجتماع اللجنة التنفيذية (نزاهة)

شدّد مازن الكهموس، رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية، على استمرار قيادة بلاده على نهجها الراسخ في مكافحة الفساد بشتى صوره وأساليبه، انسجاماً مع رؤيتها 2030 ودعم الجهود والمبادرات الدولية ذات الصلة، وذلك في كلمة المملكة بافتتاح أعمال الاجتماع الثاني لـ«اللجنة التنفيذية للرابطة الدولية لسلطات مكافحة الفساد» في العاصمة القطرية الدوحة.

ودعا أعضاء الرابطة للاستفادة من آليات التعاون الدولية، ومن ذلك شبكة العمليات العالمية لسلطات إنفاذ القانون المعنية بمكافحة الفساد (غلوب إي) المعنية بمكافحة الجرائم العابرة للحدود واسترداد الأصول بفاعلية، وحرمان مرتكبيها من الملاذات الآمنة، والاستفادة من مبادرة «نزاهة» العالمية لقياس معدلات الفساد ودعمها بما يُسهم في تعزيز جهود الدول في مكافحة الفساد.

كما دعا رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية، أعضاء اللجنة التنفيذية للرابطة الدولية، للاستفادة من مبادرة «نزاهة» العالمية لقياس معدلات الفساد ودعمها، بما يُسهم في تعزيز جهود الدول في مكافحة الفساد، ومن ذلك دعم مشروع قرار المملكة خلال مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، الذي يهدف إلى تعزيز قدرات الدول الأطراف على جمع البيانات وتحليلها.

وأشاد بالدور المهم الذي تضطلع به الرابطة في تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات بين الدول والأجهزة المعنية بمكافحة الفساد، مبيناً الحرص على المشاركة الفاعلة في تحقيق أهداف الرابطة وتطلعاتها، بما يُسهم في تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الفساد.

وشكر الكهموس، رئيس الرابطة الدولية ومُفوض اللجنة المستقلة لمكافحة الفساد في هونغ كونغ، داني وو، على تنظيم الاجتماع والجهود المثمرة التي تبذلها الرابطة لتعزيز التعاون الدولي في مواجهة الفساد.

وكان رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية قد ترأس وفد بلاده بالمؤتمر السنوي للرابطة الدولية تحت عنوان «نحو مستقبل نزيه... الابتكار، والتعاون، والعمل ضد الفساد»، وفي أعمال اجتماع اللجنة التنفيذية للرابطة، المنعقد في قطر.

وشهد فبراير (شباط) الماضي انتخاب السعودية ممثلة في رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية، عضواً في اللجنة التنفيذية للرابطة، تقديراً من المجتمع الدولي لجهود المملكة ومكانتها العالمية في مكافحة الفساد، ولا سيما على الصعيد الدولي.

وتُعدّ الرابطة منظمة مستقلة وغير سياسية، يبلغ عدد أعضائها أكثر من 180 جهازاً معنياً بمكافحة الفساد في عدد من دول العالم، وتعمل على مكافحة الفساد وتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والحد بشكل كبير من الفساد والرشوة بجميع أشكالهما بحلول عام 2030.

وتسعى الرابطة إلى تيسير تبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين سلطات مكافحة الفساد والمتخصصين في هذا المجال من جميع أنحاء العالم، وتنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل وبرامج التدريب، وتلتزم الرابطة الدولية لمكافحة الفساد بتعزيز العلاقات مع المنظمات الدولية والإقليمية، من أجل توحيد الجهود وتطويرها في مجتمع مكافحة الفساد الدولي.


الإمارات والصين تبحثان تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة

الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي ونظيره الصيني وانغ يي خلال المباحثات في العاصمة أبوظبي (وام)
الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي ونظيره الصيني وانغ يي خلال المباحثات في العاصمة أبوظبي (وام)
TT

الإمارات والصين تبحثان تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة

الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي ونظيره الصيني وانغ يي خلال المباحثات في العاصمة أبوظبي (وام)
الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي ونظيره الصيني وانغ يي خلال المباحثات في العاصمة أبوظبي (وام)

بحثت الإمارات والصين، خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى أبوظبي يومي 12 و13 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، مجمل العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، في إطار دفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين نحو آفاق أرحب على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف.

وجاءت الزيارة، حسب وكالة أنباء الإمارات (وام)؛ تلبيةً لدعوة من الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر «بشكل معمق» حول تطورات التعاون السياسي والاقتصادي والتنموي، مؤكدين أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة شهدت «تطورات إيجابية» تلبي تطلعات قيادتي وشعبي البلدين في التقدم والازدهار.

وأشار الجانبان إلى أهمية تنفيذ التوافقات التي تم التوصل إليها خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إلى الصين ولقائه الرئيس شي جينبينغ في مايو (أيار) 2024، بما يعكس السعي المشترك للارتقاء بالعلاقات وتعزيز العمل المشترك في الملفات الإقليمية والدولية.

وفي المواقف السياسية، أكد الجانب الصيني دعمه «الثابت» للإمارات في الحفاظ على سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها. وفي المقابل، شدد الجانب الإماراتي على التزامه بمبدأ «الصين الواحدة»، باعتبار تايوان جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الصينية، مؤكداً دعمه لجهود الحكومة الصينية لإعادة توحيد البلاد، ورفضه تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية للصين.

وجدد الطرفان التزامهما المشترك بتحقيق سلام شامل وعادل ودائم قائم على حل الدولتين، بما يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل بأمن وسلام، وفق حدود 4 يونيو (حزيران) 1967، والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. كما أعربا عن تقديرهما للجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وشددا على ضرورة التزام جميع الأطراف به لتخفيف المعاناة الإنسانية وتهيئة الظروف لتحقيق سلام دائم.

واختتم الجانبان مباحثاتهما بالتأكيد على أهمية تعزيز التواصل والتنسيق في الأمم المتحدة، ومجموعة «البريكس»، ومنظمة شنغهاي للتعاون، وغيرها من المنصات متعددة الأطراف، بما يدعم الاستقرار والازدهار والتقدم على المستويين الإقليمي والدولي.

كما عبّر الجانب الصيني عن دعمه لمساعي الإمارات للتوصل إلى حل سلمي للنزاع حول الجزر الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) عبر المفاوضات الثنائية وفق قواعد القانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة.

وعلى صعيد التعاون التنموي، أثنى الجانب الصيني على ما حققته الإمارات من إنجازات في مجالات التنمية، وأبدى استعداداً لتعميق المواءمة بين مبادرة «الحزام والطريق» ورؤية «نحن الإمارات 2031» وخطة «الاستعداد للخمسين»، والعمل على دفع مسارات التنمية إلى مستويات أعلى.

وفي المقابل، أشاد الجانب الإماراتي بالانعقاد «الناجح» للدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، معتبراً أنها ستعزز التنمية العالية الجودة في الصين والتعاون القائم على المنفعة المتبادلة عالمياً.

وأكد الجانبان أيضاً تقديرهما لما تحقق من نتائج في التعاون العملي بين البلدين، مع إبداء الاستعداد لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، والنفط والغاز الطبيعي، والطاقة المتجددة والمياه، والبنية التحتية والتكنولوجيا، والبحوث والعلوم. وتضمن التفاهم كذلك تعزيز التعاون في المجالات العسكرية وإنفاذ القانون ومكافحة التطرف والإرهاب، إلى جانب تكثيف التبادل في تعليم اللغة الصينية والسياحة والطيران المدني.

وفي الإطار الإقليمي والدولي، أعلن الجانب الإماراتي دعمه لاستضافة الصين «القمة الصينية - العربية الثانية» في عام 2026، ودعمه لعقد القمة الثانية بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية بالتوازي، مع الاستعداد لبذل جهود مشتركة لإنجاح القمتين. من جهته، أكد الجانب الصيني استعداده للعمل مع الإمارات لإنجاز المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون «في أقرب فرصة ممكنة».